التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أنور قرقاش في حضور عضو المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الدكتور رضوان السيد وسفير لبنان في الامارات فؤاد دندن. وتم البحث في الشؤون اللبنانية وأوضاع المنطقة العربية.

وأعرب الوزير قرقاش عن محبته و"دعم دولة الإمارات للبنان وحرصها على مساعدته وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين والتواصل بينهما بشكل مستمر ودائم".

من جهته، أشاد المفتي دريان "بالقيادة الرشيدة في دولة الإمارات في العمل السياسي العربي والاجتماعي والخيري وتعزيز قيم الاعتدال والوسطية لمواجهة ظواهر الإرهاب والتطرف التي تعاني منها المنطقة والعالم". 

وشكر المفتي دريان، من خلال الوزير قرقاش، "دولة الامارات على دعمها للقطاع الديني في لبنان ورعاية الأئمة والمدرسين والعاملين في الحقل الديني"، متمنيا "استمرار هذه المساعده الخيرة التي تتضمن ضمانا صحيا لما في ذلك من مؤازرة في تحمل اعباء الحياة وأداء مهامهم الدينية الحيوية بشكل أفضل لما فيه تطوير عمل المؤسسه الدينية".

على صعيد آخر، واصل المفتي دريان مشاركته في المؤتمر العالمي للأقليات المسلمة في أبو ظبي، ورأى خلال ترؤسه الجلسة العلمية عن "الحوار بين اتباع الاديان"، أن "لا حل لمشكلة الأقليات، إلا بالخروج من منطق الأقلية إلى منطق المواطنة، باندماجها وبحقوقها وواجباتها".

وقال: "هناك ثلاثة أمور مترابطة، لا بد من أن تحصل وهي:

- استعادة الهدوء والسلم في بلدان المشرق، ليس من أجل إيقاف الهجرة الضاغطة فقط، بل ومن أجل إيقاف ظواهر العنف أيضا.

- ضرورة معالجة هذه الانشقاقات الكارثية في الدين، التي وجهت العالم كله ضدنا، بداعي مكافحة الإرهاب.

- الحوار والتشارك بين العرب والمسلمين من جهة، والعرب والمسلمين في ديار الهجرة، والسلطات في تلك البلدان من جهة ثانية".

أضاف المفتي دريان: "ان قضايا الأقليات القومية والإثنية والدينية، ظهرت وتطورت في مرحلة تشكل الدول الوطنية الجديدة، بعد الحرب الأولى، وفي مرحلة الهجرة بعد الحرب الثانية، وصارت مشكلات في كل مكان، وخصوصا في بلدان المشرق والبلقان، وشرق آسيا، وما بين الشرق الأوسط والهند وما وراءهما. وقد تفاقمت مشكلات الأقليات أخيرا، تحت وطأة عملقة مسائل الهوية، من مثل الأقليات الدينية والإثنية، والآن قضية الأقليات العربية والإسلامية في الغرب الأوروبي، بعد أن تفشى العنف ضد الغير في صفوف بعض شبانها".

وتابع قائلا: "إن مؤتمر الأقليات في دولة الإمارات، يعتبر خطوة أساسية على طريق طويل، حافل بالرعاية والعناية والتؤدة، باتجاه ثقافة المواطنة وحقوقها وواجباتها".