فيما يرزح لبنان تحت وطأة الأزمات السياسية والامنية وفيما تعمل الاوساط السياسية فيه على تداعيات استقالة الرئيس نجيب ميقاتي ومع الازمات الأمنية المتنقلة من مكان إلى آخر خصوصا بين الشمال والبقاع تعود الحدود الجنوبية إلى الواجهة من جديد حيث برز تطور لافت عندما أعلن "أفيحاي أردعي"- المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي- على موقعه الإلكتروني يوم أمس "أن الجيش الاسرائيلي يجري تدريبات، استعدادا لحرب محتملة ضد حزب الله في لبنان، ولهذا الغرض خضعت ألوية عسكرية لتدريبات كهذه .
كما نقلت في نفس السياق صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية على موقعها الالكتروني ايضا عن ضابط كبير في هيئة الأركان العامة الإسرائيلي قوله:" خلال مناورة جرت الأسبوع الماضي، قوله "نستعد بشكل كبير لاحتمال الحرب مع لبنان".
وقالت الصحيفة، إنه تم تجنيد جنود في الاحتياط للمناورة بشكل مطابق تقريبا للطريقة التي يتوقع الجيش الإسرائيلي أن يجند من خلالها جنود الاحتياط في الحرب المقبلة، وتتمثل بإجراء اتصال أوتوماتيكي مع الجنود واستدعائهم إلى وحداتهم العسكرية، وبعد ذلك يتوجهون إلى مستودعات الطوارئ تحت القصف وإطلاق النار المتواصل ومن ثم الانتقال إلى القتال.
كما أشارت هاآرتس أيضا إلى أن الجيش الإسرائيلي يغير في هذه الأثناء قسما من غايات عدد من فرقه العسكرية في الجبهة الشمالية، مثل فرقة جنود الاحتياط، التي ينتمي إليها لواء مدرعات شارك في المناورة الأسبوع الفائت.
وأضافت الصحيفة أنه لأول مرة تدرب، الأسبوع الماضي، لواء مدرعات ولواء مشاة على القتال في لبنان، بعد سنوات طويلة تدرب فيها اللواءان على القتال في سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أن "طبيعة القتال تغيرت بالنسبة للجنود في لواء المدرعات، إذا كانوا يتدربون في الماضي على هجوم دبابات ضد دبابات جيش نظامي، بينما يتدربون الآن على مواجهة القذائف المضادة للمدرعات التي تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن بحوزة حزب الله الآلاف منها، والتي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "تشكل تهديدا على وتيرة ومدة الحرب المقبلة".
كما نقلت هاآرتس عن الضابط ايتان لافي، قائد سرية الجوالة في لواء المدرعات إن "العدو لم يعد كما عرفناه، وإنما هو مجموعات أنصار، فهذا ليس جيشاً وإنما منظمة"، فيما شرح العميد وجدي سرحان، للجنود الفرق بين القتال مقابل قوات نظامية والقتال ضد مجموعات أنصار وداخل مناطق مأهولة بالسكان.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن قائد الجبهة الشمالية الإسرائيلية اللواء يائير جولان قوله مؤخراً خلال محاضرة في جامعة بار إيلان، إنه يريد "جعل هذا التهديد (أي حزب الله) طبيعيا، فهناك ميْل إلى التعامل بصورة خيالية تتجاوز حدود العقل، وبإمكان حزب الله أن يزعج الجيش الإسرائيلي لكنه لا يستطيع وقف الجيش الإسرائيلي".
وقالت الصحيفة إن "الحل لمواجهة حزب الله في حال نشوب حرب هو الدمج بين اجتياح بري للبنان تشارك فيه عدة فرق عسكرية، إلى جانب إطلاق نار مكثف من الجو والبر والبحر، وعلى هذا النحو تم بناء المناورة التي جرت الأسبوع الماضي، والذي شمل توغلا في مجسمات لقرى لبنانية".
أمام هذه الوقائع ربما تعود الحدود اللبنانية قريبا إلى واجهة الأحداث فيما لبنان غارق في الأزمات السياسية والامنية والتي قد لا تنتهي هي أيضا على ما يرام فأي مصير ينتظر لبنان خلال الأسابيع القليلة المقبلة ؟!