ماذا بقي من الخطاب الإنتخابي والشعارات الإنتخابية؟
 

يطوي اللبنانيون اليوم الصفحة الأخيرة من الإستحقاق الإنتخابي بكل ما حمله خلال الأشهر الماضية وتتوجه الأنظار إلى الإستحقاقات الأخرى التي تلي الإنتخابات النيابية ومن أهمها شكل المجلس ورئيسه والتحالفات التي تستقر عليها الأحزاب والقوى ومن ثم تكليف رئيس جديد للحكومة بعد اعتبار الحكومة مستقيلة فور تسلم المجلس النيابي مهامه في 20 أيار الجاري.
خرجت نتائج الإنتخابات النيابية بمشهد جديد في الحياة السياسية اللبنانية، وإن بقيت القوى والأحزاب والتيارات اللبنانية في مقدمة الممسكين بالمقاعد النيابية إلا أن الجديد في النتائج الجديدة اختلاف الأحجام والكتل.

إقرأ أيضًا: الثنائي الشيعي ومسؤولية الفوز!
انتهت هذه الإنتخابات إلى ما انتهت إليه بفوز البعض وخسارة البعض الآخر وبانكفاء كتل وتصدر كتل جديدة إلا أن المشهد الأكثر بشاعة هو ما حصل يوم أمس في شوارع بيروت وبعض المناطق اللبنانية تحت عنوان الإحتفال بالفوز، الأمر الذي أساء إلى الفوز والفائزين أنفسهم وأساء إلى أهالي بيروت وهدد أمن الناس والسلم الأهلي والعيش المشترك.
إن ما حصل وصمة عار وأكثر عندما يجتاح بعض المتطفلين المناطق اللبنانية وبعض أحياء بيروت بالدراجات الإستفزازات وهو تصرف عفوي إلا أنه لم يكن ليحدث لولا خطابات التعبئة والتحريض التي سبقت الإنتخابات النيابية لكل الأفرقاء، هذه الخطابات التي أفقدت العملية الإنتخابية بعدها الإنمائي لتتحول إلى صراع حول الأحجام وإلى صراعات حزبية حول أكثرية هذا الحزب أو ذاك التيار حيث ابتعدت كل الشعارات عن الأزمات الحقيقية التي يعاني منها المواطن اللبناني بكل فئاته وطوائفه وأحزابه وتياراته وأخذت بعدًا طائفيًا وحزبيًا ومذهبيًا كاد يهدد السلم الأهلي.

إقرأ أيضًا: إنجاز الإستحقاق الإنتخابي إلى مشهد لبناني جديد
والسؤال الكبير اليوم بعد استباحة بيروت يوم أمس ماذا بقي من الخطاب الإنتخابي غير التحريض وها هو الشعب اللبناني اليوم يدفع الثمن والمسؤول طبعًا هم رؤساء الأحزاب والتيارات وبعض المرشحين من متسولي الأصوات على حساب الطائفية والمذهبية والوطنية و العيش المشترك.
ماذا بقي من الخطاب الإنتخابي والشعارات الإنتخابية؟ السؤال الذي يجب أن يسأله كل مواطن لبناني حر ومسؤول، وطبعًا سيبقى هذا السؤال بلا جواب لأن الأهم في نظر كثيرين هو حجم الحزب ماذا خسر الحزب وماذا ربح التيار، وفي هذه الحال فإن الأزمة المعيشية ستبقى حالها وإن المعالجات لم تكن سوى شعارات ولم يبق من الخطاب الإنتخابي إلا التحريض الذي ما زال يهدد الإستقرار والسلم الأهلي في وقت تدير الأحزاب والتيارات والقوى ظهرها لتحتسب أصواتها ونوابها والوطن والمواطن هما الضحية.