مضحكة هذه الديموقراطية المفصلة على مقاس الميليشيات الطائفية في العراق ولبنان، وكما حدث في ما سُمي «انتخابات» لبنان بفوز حزب إيران، متوقَّع اكتساح مثيل له لأحزاب إيرانية في العراق.


في لبنان، رفع أنصار إيران علم حزب الولي الفقيه على تمثال للرئيس الأسبق رفيق الحريري، وهي رسالة واضحة ليس لابنه فقط، بل لما مثله رفيق الحريري كلبناني عربي سني، ولما مثله من اتجاه تصالحي تنموي بعيد عن الطائفية. ولا يتوقع أن الرسالة وصلت للابن ولا لمن حوله، فالنار لا تورث إلا الرماد، وبريق المنصب الشكلي سرعان ما سيزول، لكن في وقت لا ينفع فيه الندم.

بعد كل هذه السنوات، ثبت فشل مشروع رفيق الحريري في لبنان، إذ لم يستطع على رغم جهوده وتفانيه، غرس هوية لبنانية وطنية لكل اللبنانيين في لبنان. كان رفيق الحريري يبتعث الطلاب اللبنانيين من كل الطوائف للدراسة على حسابه، والمحصلة أكدت أن النوايا الحسنة لا تحقق سوى الخسائر، وثبت أن من يملك قوة السلاح والعقيدة مهما كانت متوحشة وعميلة لأجنبي يصدر الإرهاب والمخدرات هو من يحدد الهوية.

من الرشاش والأحزمة الناسفة والمتفجرات إلى الصندوق الانتخابي، تعبر الميليشيات الطائفية مظفرة، تستولي على السلطة والقرار لتشرعن وترسخ وجود من تعمل لمصلحته، في ظل تشرذم الآخرين وضياعهم. والنموذج في العراق ولبنان يراد استنساخه في اليمن.

 

 

عبدالعزيز السويد