مرحلة جديدة ستبدأ ملامحها بالظهور خلال الأيام القليلة المقبلة
 

أنجز لبنان استحقاقه الإنتخابي وقال اللبنانيون كلمتهم بعيدًا عن اللغة التي حكمت الخطابات الإنتخابية قبل أيام التي اتسمت بلغة التحريض والتحدي والطائفية، تجاوز اللبنانيون قطوع الإنتخابات بسلام اجتماعي وطائفي إذ جرت العملية الإنتخابية بروح من الديمقراطية والشفافية وإن تخللها بعض المشاهد المسيئة والخروقات إلا أنها كانت حسبما وصفها وزير الداخلية "يوم أنتخابي أبيض".
في قراءة سريعة للنتائج الأولية حيث لم تصدر بعد النتائج الرسمية فإن شكل المجلس الجديد سيكون صورة جديدة عن المجلس السابق باستثناء بعض التعديلات التي أفرزتها صناديق الإقتراع.
المشهد العام وبالنظر إلى القانون الجديد الذي جرت هذه الإنتخابات على أساسه للمرة الأولى فإنه أفسح المجال لشرائح جديدة منها للدخول إلى الندوة البرلمانية فيما كشف إخفاق بعض التيارات من استعادة حضورها الوازن وفي الوقت نفسه أضافت تيارات أخرى أسماء جديدة إلى كتلتها النيابية السابقة ليتوضح المشهد حسب القوى والأحزاب والتيارات على الشكل التالي:
1 . المجتمع المدني:
لقد شكل المجتمع المدني الخرق الأول في الوصول إلى الندوة البرلمانية وأثبت حضوره الشعبي في بيروت ليشكل سابقة على مستوى الحضور الشعبي والإنتخابات النيابية.
2 . الثنائي الشيعي:
اساتطاع الثنائي الشيعي أن يحتفظ بقدرته على الإحتفاظ بالصوت الشيعي في بيروت والبقاع والجنوب وعلى مستوى جميع الدوائر باستثناء دائرة جبيل كسروان التي خرج فيها الثنائي من المنافسة، وتأتي هذه النتائج بالرغم من حالة اعتراض شعبية واسعة داخل البيئة الشيعية في البقاع والجنوب تحديدا وهذا الإعتراض وإن أخفق اليوم فإنه نواة باتت فاعلة ومؤثرة في المجتمع الشيعي وسترصد من جديد كل الإخفاقات التي ستحصل بحق البقاع والجنوب.
3 . تيار المستقبل:
لعل الخاسر الأكبر في هذه الإنتخابات هو تيار المستقبل من بيروت إلى الشمال إلى الجنوب والبقاع ويعتبر الرئيس سعد الحريري بعد هذه الإنتخابات الحلقة الأضعف شعبيًا وسياسيًا وبغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع فإن هذه النتائج ستترك صداها على المدى القريب لدى قيادة تيار المستقبل سياسيًا وشعبيًا وسيكون الرئيس الحريري أمام مرحلة سياسية جديدة لم تتضح بعد ملامحها.

إقرأ أيضًا: الناخب اللبناني ضحية الإبتزاز والسخرية!
4 . القوات اللبنانية:
لعل الحزب الوحيد الفائز بهذه الإنتخابات حسب توقعاته هو حزب القوات اللبنانية الذي حصد إلى كتلته السابقة في المجلس نوابا جدد على امتداد الدوائرالإنتخابية الـ 15 وسيكون حزب القوات أمام تجربة نيابية جديدة وحضور واسع وكبير على المستوى المسيحي.
5 . الحزب التقدمي الإشتراكي:
أثبت الزعيم وليد جنبلاط من جديد إمساكه بالساحة الدرزية واستطاع الإبقاء على مساحة حضوره على المستوى الدرزي في الجبل و بيروت والجنوب.
6 . حزب الكتائب:
بالرغم من حرص النائب سامي جميل على إظهار حالة الإعتراض في مداها الأقصى إلا أنه لم يفلح في تثبيت الحضور الكتائبي على الساحة المسيحية وقد فاز الحزب بعدد من المقاعد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وهذا يؤشر إلى أن المزاج المسيحي العام لم يقف إلى جانب الكتائب وتوزعت الأصوات المسيحية بين التيار الحر والقوات والمردة بشكل أساسي.
7 . التيار الوطني الحر:
لم تنفع خطابات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في خرق المزاج المسيحي العام تجاه التيار وجاءت نتائج الإنتخابات موزعة بين التيار والقوات والمردة لتعبر هذه النتائج عن انكفاء ملحوظ في التيار لصالح القوات اللبنانية في المتن و كسروان والبقاع كما خسر التيار أحد أبرز رموزه في جزين وهو أمل بو زيد.
هذه الصورة الإجمالية للنتائج الأولية وبانتظار صدور النتائح الرسمية فإن مرحلة جديدة ستبدأ ملامحها بالظهور خلال الأيام القليلة المقبلة خصوصًا ما يتعلق بالاستحقاقات القادمة من رئاسة المجلس النيابي وتكليف رئيس جديد للحكومة والتشكيلة المرتقبة.