اليوم تجرى الانتخابات النيابية في لبنان بعد أن نظمت في ست دول أوروبية السبت الماضي وفي 33 دولة أخرى الأحد. لو كان الدكتور بيار دكاش مرشحاً في المتن الجنوبي لطرت إلى لبنان لأصوّت له فقد كان طبيب العائلة، وأهم من ذلك مثال السياسي النزيه الذي يعمل للوطن والمواطن.


آخر مرة رأيت الدكتور دكاش كانت في دارة السيدة سلمى مروة في بيت مري ضمن مجموعة من أبرز السياسيين اللبنانيين. وغادرت لبنان بعد قليل من اندلاع الحرب الأهلية، وانقطعت العلاقة مع الدكتور دكاش.

كانت والدتي، رحمها الله، تحثني وأخوتي على التصويت للدكتور بيار عندما كان يخوض الانتخابات وحيداً، وهو انضم إلى قائمة يؤيدها الرئيس (الراحل) كميل شمعون وحصل على أعلى رقم بين الفائزين. كنت أختار من القائمة طبيب العائلة بيار دكاش ورجل الأعمال نجيب صالحة، فقد كنت على صداقة مع ابنيه مازن ومروان.

كنت في لبنان عشية الانتخابات وقرأت قوائم المرشحين ووجدت أن هناك ما يزيد على 700 منهم يترشحون على 128 مقعداً في البرلمان. قرأت القائمة كلها ولفت نظري بعض الأسماء الطويلة طول ليل المريض مثل: ماري جان كريكور مهران بيلازكجيان، ويوسف حنا بشارة حنا سعد السكاف، ومحمد صفوح أحمد عصمت شريف يكن.

بحثـــت عمّن أعرف ووجدت سعدالدين رفيق الحريري على رأس قائمة مرشحين في بيروت الثانية ضـــمّت أيضاً الصــديق نهـــاد المـــشنوق. لو كنت انتخب في بيروت لانتخبت القائمة كلها، ففيها تمام سلام وهو صديق دائم. وجدت اسم ميشيل جبران تويني في بيروت الأولى وكنت سأنتخبها احتراماً لذكرى والدها وجدها.

هناك فريد هيكل الخازن مرشحاً عن كسروان. في البقاع قرأت اسم زياد ناظم القادري وعلي صبري حمادة فأتمنى لهما النجاح. وأختنا بهية الحريري مرشحة في صيدا - جزين وأنا أؤيدها وأرجح أن تفوز بمقعد في البرلمان مرة أخرى.

في الشمال قرأت اسم محمد نجيب عزمي ميقاتي مرشحاً، أو على رأس قائمة مرشحين، هو «جار الرضا» وأتمنى له الفوز فقد خبرت أيضاً سياسته ووجدت أنه يقدم الوطن على كل اعتبار آخر.

لم أجد في البقاع أو جنوب لبنان مرشحاً أعرفه مع أنني قضيت سنوات المراهقة والبلوغ في لبنان وأنا أصطاد في القصر قرب الهرمل على الحدود مع سورية، وفي الجنوب قرب فلسطين المحتلة. كانت أياماً طيبة لا أرى أنها ستعود.

قائمة المرشحين التي حصلت عليها تضم أكثر من 700 مرشح، ما يعني أن حوالى خمسة يتنافسون على كل مقعد. أتمنى أن يفوز أكثرهم وطنية ومعرفة بحاجات المواطنين، مثل بيار دكاش ونجيب صالحة، ثم أتمنى أن أرى في رئاسة الوزارة، مرة أخرى سعد الحريري أو تمام سلام أو نجيب ميقاتي. وربما ضم أحدهم تيمور وليد جنبلاط إلى حكومته.

أكتب ذكريات وتمنيات إلا أنني أتابع أيضاً برامج المرشحين.

سعد الحريري والمرشحون من أنصاره يتحدثون عن مكافحة الفساد، وقد تحدث السيد حسن نصرالله عن التركيز على الشأن الداخلي. الفساد اتهم به كثيرون من كل الجماعات السياسية، وربما وجد حزب الله مَن يتهم رجاله كما هو يتهم رجال الآخرين.

أنصار الرئيس ميشال عون يتحدثون عن مرفأ في جونية في حجم مرفأ بيروت.

سمعت من الكتائب عزماً على التخلص من القمامة التي خربت البلد، وهذا يجب أن يكون مطلب كل المرشحين.

لا أعرف مَن سينتصر اليوم ومَن سيخسر فأنتظر صدور النتائج.