بعد أدوارها اللافتة في مجموعةٍ من الأعمال الدرامية مثل «عشق النساء» و»أمير الليل» ومسلسل «بلحظة» بجزئَيه الأوّل والثاني، تستعدّ الممثلة الموهوبة روان طحطوح للعب شخصيّةٍ جديدة تؤدّيها في المسلسل اللبناني «حبيبي اللدود» من كتابة منى طايع وإخراج سيزار الحاج خليل. وتكشف في حوار خاص لـ «الجمهورية» عن تفاصيل دورها مفصحةً عن جوانب شائقة من كواليس المسلسل المرتقب.
 

بعد شخصية «فلك» في مسلسل «بلحظة» الذي جمعها بالنجم اللبناني زياد برجي و»زينة» في «أمير الليل» من بطولة رامي عيّاش، تستعدّ الممثلة اللبنانية روان طحطوح للعب شخصية «ريما» في مسلسل «حبيبي اللدود» من بطولة يورغو شهلوب وفادي اندراوس وجوانا حداد وروان نفسها.

وتعرب في مقابلة خاصة لـ «الجمهورية» عن حماستها العالية لهذا العمل وتقول: «لقد عملتُ بشغفٍ كبيرٍ وعناية على الكاراكتير الجديد والمُختلف تماماً عن الشخصيات التي سبق أن جسّدتها، فلشخصيتي في هذا المسلسل أهداف وأدوار عدة».

الحبّ في مواجهة السياسة

وتكشف «تدور أحداثُ المسلسل في الثمانينات من القرن الماضي. وأنا ألعب دورَ فتاةٍ تأتي الى لبنان بعد تعلّمها في فرنسا وحيازتها شهادةً في العلوم السياسية، وعيشها هناك لفترة طويلة، وهي ابنةُ زعيمٍ سياسيٍّ لبناني. وحين تأتي الى لبنان تتفاجأ بالمشكلات والمآسي التي تحصل في بلدها الأم، والتي كانت بعيدة منها ولا تصلها حيث إنها تعيش في عالمها الخاص».

وتعترف: «تجمع الشخصية بين الانفتاح الثقافي الغربي والبيت السياسي الذي تنتمي اليه. وتكتشف مدى حنّيتها الى وطنها ومحبتها له، وأنّ جذورَها تؤثر فيها كثيراً، فبعد أن تأتي الى لبنان تفقد الرغبةَ في الرجوع الى فرنسا وتبقى في بلدها، وتدخل عالمَ السياسة الى جانب والدها، فتناضل من أجل العدالة.

وتتحوّل الأحداث حين تُغرم هذه الشخصية بشخصية، يؤدّيها فادي اندراوس، معارِضة لخطّ والدها السياسي، فالقلب لا ينصاع الى العادات المتّبعة بالارتباط بمَن هو مُقرّب من العائلة أو يتبع لنفس الخط السياسي والحزبي. وهنا يبدأ الصراع مع فادي بين الرومانسية وانتماءاتي الحزبية، وتتسارع وتيرةُ الأحداث»، كاشفةً أنّ تصويرَ العمل انتهى من نحو الشهر وأنّ توقيت عرضه لم يُحدَّد بعد.

هذا أجملُ نصّ لمنى طايع

وعن تفاعلها مع هذا النص الجديد لمنى طايع بعد تعاونات عدّة جمعتها سابقاً بالكاتبة اللبنانية، تقول: «اعتدنا على التميّز في نصوص الكاتبة منى طايع، فتفاجأنا بطرحٍ جديد في كل نصّ من دون تكرار القصص المعروفة المعتادة، فنشعر أنّ كل نصّ لمنى طايع أجمل من الذي سبقه، لذلك أقول إنّ هذا النص هو الأجمل».

وعن الثنائية التمثيلية التي تجمعها بالفنان فادي اندراوس في هذا العمل، تقول: «فوجئت من سرعة الانسجام بيننا منذ قراءة النص والمشاهد المشتركة، وحتى قبل البدء بالتصوير، كما أنّ الجوّ في أماكن التصوير كان مناسباً وساعدنا بعضنا البعض لنكون مرتاحين في أدائنا. وأتوقع أن يتفاعل الجمهور مع هذه الثنائية الجديدة نظراً للتشويق الموجود في عناصر القصة ولسلاسة الأداء».

بطولة ونقلة نوعيّة

وعن علاقتها بيورغو شلهوب ضمن سياق القصة، تقول: «الشخصية التي يؤدّيها فادي اندراوس تنتمي الى الحزب نفسه الذي ينتمي اليه بطلُ المسلسل يورغو شلهوب، فتربطني من خلال فادي علاقة مقرّبة من شلهوب. ومن جهة أخرى تربطني صداقة قديمة من أيام الطفولة بالشخصية التي تجسّدها جوانا حداد، فنحن من القرية نفسها، ونعود ونلتقي بعد فترة طويلة حين أعود الى لبنان، فنصبح صديقتين من جديد».

وعمّا تضيفه لها هذه البطولة الدرامية الجديدة، تجيب ردّاً على سؤال: «بالتأكيد المسلسل سيشكّل نقلةً نوعيّة، لأنه يعطيني فرصة لعب دور بطولي في مسلسل متكامل ومميّز من النواحي كافة، من النص الى الممثلين مروراً بالإخراج ووصولاً الى ضخامة الإنتاج. كما أنني أحببتُ الدور الذي أدّيته ولعبته بشغف ومتعة لذلك أعتقد أنه سيكون خطوةً نوعية الى الأمام في مسيرتي المهنية».

العبورُ الى السينما

وعمّا إذا كانت أدوارها الدرامية ستفتح لها مجال المشاركة في أعمال سينمائية، تؤكّد: «بالطبع أرغب في خوض تجربة سينمائية وأنتظر عملاً مناسباً أظهر من خلاله على الشاشة الكبيرة، خصوصاً في ظلّ تطوّر الإنتاجات السينمائية اللبنانية خلال الفترة الأخيرة، وآمل المشاركة بفيلم سينمائي في الفترة القريبة، إلّا أنّ أكثريّة الأدوار التي تُعرض عليّ هي في مسلسلات تلفزيونية.

فخلال تصويري «حبيبي اللدود» عُرض عليّ أكثر من دور، إلّا أنني لم أتمكّن من قبولها بسبب الانشغال في تصوير «حبيبي اللدود»، إضافةً إلى التزامي بالتواجد في عيادتي وإكمالي دراستي الجامعية في مجال السلامة الغذائية. وفي الفترة الحالية أقرأ أكثر من نصٍّ درامي، لأختار الأنسب».

وعن ابتعادها من عالم التمثيل لسنوات رغم أنها دخلته طفلة عندما شاركت في عمر الثماني سنوات في مسلسل «بنات عمّاتي وبنتي وأنا»، تقول أحب التمثيل كثيراً منذ صغري وهو شغفي في الحياة، وابتعدت من المجال لفترة لأكمل دراستي.

فقد اخترت أن أعمل في مجالين بالتوازي وأن أوفّق بين الاثنين، لا أن أرتبط بمجالٍ مهنيٍّ واحد فقط. واعتبر أنني ما زلتُ في بداياتي التمثيلية وفي أول الطريق، وأعمل على تحقيق أحلامي وطموحاتي الكثيرة، فطريق التمثيل طويل ونسير فيه صعوداً درجة تِلو الأخرى، وأنا حريصة على عدم حرق المراحل».