48 ساعة فقط، ويتوجه الناخبون في بيروت وكل الدوائر في المحافظات إلى صناديق الاقتراع، لاختيار 128 نائباً، معظمهم يفترض ان يكون من الجُدد علىالرغم من تبرّع رؤساء اللوائح الكبرى أو لوائح السلطة إلى اعلان عدد من النتائج، في العاصمة، أو بعلبك - الهرمل، أو كسروان - جبيل، كمثل إعلان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن قدرة تياره على إيصال مرشحيه في تلك الدائرة إلى البرلمان. ومهما قيل في الانتخابات والشعارات العالية «الكعب» لجهة الدفاع عن العهد ومنع سقوطه (التيّار الوطني الحر) وفك الحصار عن المختارة (النائب وليد جنبلاط) وحماية المقاومة (حزب الله) والحفاظ على «هوية بيروت» ومنع تحجيم تيّار المستقبل وسعد الحريري، وحتى «إلغاء الحريرية السياسية»، مع تكرار «للازمة المعروفة» إلى ان هناك لائحتين في بيروت «لائحة تيّار المستقبل» ولائحة «حزب الله» وحلفائه، وكل اللوائح الباقية لن تخدم الا حزب الله (كلام للرئيس سعد الحريري). ومع ذلك، رشح الوزير باسيل الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة في حال كانت لديه الأكثرية الشعبية اما الرئيس برّي فلم يعترف بنا، بالرغم من ان لدينا أكثرية شعبية. ومضى باسيل أبعد من ذلك، وبعدالانتخابات الوضع سيتغير ولن نقبل بالتعاطي مع موضوع النزوح بنفس الطريقة، وهذا الأمر سيكون حاضراً في البيان الوزاري. على ان المشهد مهما اعتوره من شوائب إدارية، أو لوجيستية أو تنظيمية، يحمل في طيّاته معنى التحدي التاريخي يوم بعد غد الأحد.. كيف يمكن لعين المجتمع المدني ان تواجه أو تقاوم مخرز السلطة الحكمة؟ والتي تسعى إلى اعادة إنتاج نفسها، كتلاً ورؤساء، وحكومة وبرامج، وحتى بيان وزاري. يتمثل المجتمع المدني بحفنة من النشطاء قرّروا الخروج إلى المسرح وتحدّوا امراء الطوائف، وامراء الأزمات والعائلات السياسية التاريخية التي تناوبت على السلطة منذ الحرب الأهلية وما قبلها إلى اليوم.. ولعلَّ العدد الكبير من المرشحين ينطوي في حدّ ذاته على تمرد على الأحزاب والقوى التي هيمنت على المشهد السياسي ولا تزال.. اقتراع الموظفين وفي تقدير مصادر مطلعة، ان اقتراع الموظفين المنتدبين كرؤساء وأقلام وكتبة، في اليوم الانتخابي الطويل يوم الأحد، والذي جرى أمس في السرايات الرسمية ومراكز الأقضية، يمكن ان يشكّل «بروفة» ناجحة لعملية الانتخاب، لجهة انتفاء وجود إشكالات، باستثناء الضغط على الأقلام، الا انه لا يمكن الاعتداد بها، بالنسبة للاقبال الكثيف على الاقتراع والذي لامس حدود المائة في المائة في بعض المراكز مثل الهرمل، على اعتبار ان هؤلاء الموظفين سبق ان خضعوا لدورات تدريبية على كيفية تنظيم عملية الاقتراع والتقيد بتعليمات رئيس القلم، فضلاً عن كونهم مكلفين اصلاً بإدارة العمليات الانتخابية في يوم الاقتراع الطويل، وبالتالي فإنه لا يمكن اعتبار نسبة الاقتراع هنا مؤشراً على ما يمكن ان يحصل يوم الأحد، حيث يبقى الأمر رهناً بمزاج الناخب العادي ونظرته إلى الأمور بقدر ما هو واجب وظيفي. وكانت عملية اقتراع الموظفين وعددهم 14861، قد جرت أمس على مدى 12 ساعة (من السابعة صباحاً إلى السابعة مساءً) توزعوا على 29 قلم اقتراع في مراكز الأقضية، من دون حصول أية إشكالات أو شكاوى، وتراوحت نسبة الاقتراع بين 85 في المائة ومائة في المائة والتي سجلت في قضاء الهرمل. وبعد انتهاء هذه العملية، نقلت الصناديق إلى مصرف لبنان بحراسة أمنية مشددة، تمهيداً لفرزها مع اليوم الانتخابي. يُشار هنا إلى اكتمال وصول صناديق اقتراع المغتربين في الخارج بوصول 3 حقائب دبلوماسية من الباراغوي وكولومبيا، و3 صناديق من الولايات المتحدة و5 صناديق من أرمينيا ونيجيريا وليبريا وغوادلوب وساحل العاج، ونقلت جميعها إلى مصرف لبنان بمواكبة قوى الأمن الداخلي. وسلت مخالفة حصلت في قلم اقتراع سراي حلبا، حيث ضبط أحد الموظفين يقوم بتصوير اللائحة الانتخابية بهاتفه الخليوي خلف العازل فحرم من التصويت. الصمت الانتخابي الى ذلك، تستريح التصريحات والمواقف الانتخابية منتصف ليل اليوم الجمعة، عملا بمبدأ الصمت الانتخابي، ليستريح البلد من «هيستيريا» انتخابية وسياسية لم يشهد لها مثيلا نتيجة قانون الانتخابات الهجين الذي فتح الحروب حتى بين اعضاء اللائحة الواحدة وليس بين اللوائح المتنافسة والقوى السياسية فقط، فبات كل مرشح يبحث عن نفسه ويحشد لنفسه الصوت التفضيلي الذي افرغ النسبية من معناها الحقيقي وحوّل القانون الى اكثري وارثوذوكسي مطعم بنسبية نسبية، وقد شكا معظم المرشحين غير الاثرياء من ان هذا القانون وصوته التفضيلي فتح جيوب المرشحين الكبار المتمولين على عملية رشى انتخابية يقولون انها باتت علنية من دون ان يجرؤ احدهم على تقديم شكوى او دليل ملموس يسهم في وقف الرشاوى. وقد اكد عضو لائحة «بيروت الوطن» في دائرة بيروت الثانية سعد الدين الوزان لـ«اللواء» ان المال الانتخابي يطغى على المنافسة الديموقراطية الى جانب ممارسات اهل السلطة من ضغوط مباشرة وغير مباشرة على اللوائح المنافسة، وصلت الى حد اعلان رئيس الحكومة انه سيقفل بيوت من وصفهم بالخونة من اللوائح المنافسة. واوضح الوزان ان لائحة «بيروت الوطن» نتيجة جهد شخصي لاعضاء اللائحة وبرغم عدم وجود المال للتغطية الاعلامية الواسعة والمكلفة جدا، يمكن ان تحوز حاصلا واحدا على الاقل اذا كانت نسبة التصويت مرتفعة لدى الناخبين وبخاصة السنّة منهم. اما عضولائحة «وحدة بيروت» امين شري فقال لـ«اللواء»:اننا في الربع الساعة الاخيرة قبيل العملية الانتخابية، وكل الماكينات يفترض ان تعمل لزيادة نسبة الاقتراع، ونتمنى ان يمارس الناخبون حقهم الديمقراطي بهدوء واحترام الآخر. وما لم نعرف نسبة الاقتراع لا يمكن تحديد نتائج الانتخابات سلفا وبناء اي تقديرات. الحريري والتزاماً منه بالصمت الانتخابي مساء اليوم، كان المهرجان الذي أقامه مساء أمس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية في «سي سايد مارينا» في واجهة بيروت البحرية، تكريما للائحة «المستقبل» في بيروت الثانية، بمثابة المهرجان الانتخابي الأخير للرئيس الحريري، الذي سيكتفي اليوم بالقيام بزيارات لمجموعة من العائلات البيروتية في منازلها، بالتزامن مع مواكب سيّارة سينظمها تيّار «المستقبل» في أحياء العاصمة، تكون تتويجاً للحملات الانتخابية. وخص الحريري جزءاً من خطابه في مهرجان اتحاد العائلات، للرد على اتهام حزب الله للمستقبل بمساعدة التنظيمات الإرهابية في سوريا، واصفا هذا الاتهام بأنه مجرد افتراء وهو عار من الصحة وتزوير للحقيقة فضلا عن كونه تحريضاً طائفياً وتضليلاً، لافتا إلى انه لدى حزب الله مشكلة، في إشارة إلى انتخابات دائرة بعلبك- الهرمل، وان الحزب لم ير مخرجا لنفسه الا رمي المشكلة على تيّار المستقبل وتحميله مسؤولية الحرمان في البقاع، وكأن للمستقبل نواب ووزراء في هذه المنطقة منذ العام 1992. الصوت التفضيلي وفي هذا السياق، علمت «اللواء» ان الصوت التفضيلي للمستقبل بالنسبة للائحة المصالحة في الشوف وعاليه، سيتوزع بين النائب محمّد الحجار والوزير غطاس خوري. وستصب أصوات الحجار في الإقليم على الشكل الآتي: الناعمة، حارة الناعمة، السعديات، الجية، برجا، سبلين، المغيرية، مزبود، دلهون، الوردانية، شحيم، بسابا وحصروت. أما أصوات خوري فستكون في الزعرورية، عانوت، داريا، البرجين، كترمايا وبعاصير. وبالنسبة للثنائي الشيعي، فقد توصل إلى اتفاق على توزيع الأصوات الشيعية في الدوائر التي لا تضم معقدا للطائفة على الحلفاء، وفق الآتي: أصوات حزب الله: - المتن لصالح لائحة التيار الوطني الحر والتفضيلي للمرشح القومي غسان الاشقر - صيدا - جزين للائحة «كل الناس» (تحالف أسامة سعد - ابراهيم عازار) على ان يكون التفضيلي في صيدا لصالح سعد وفي جزين لصالح عازار - الكورة لصالح لائحة تيار المردة والتفضيلي للمرشح القومي سليم سعادة - البترون لصالح لائحة التيار الوطني الحر والتفضيلي للوزير جبران باسيل - بيروت الاولى لصالح لائحة التيار الوطني الحر والتفضيلي للمرشح مسعود الاشقر - الشوف لصالح لائحة الوزير السابق وئام وهاب والتفضيلي له - عاليه لصالح لائحة التيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي والتفضيلي للنائب طلال ارسلان أصوات حركة أمل: - المتن لصالح لائحة الرئيس ميشال المر والتفضليي له - صيدا - جزين للائحة «كل الناس» (تحالف أسامة سعد - ابراهيم عازار) على ان يكون التفضيلي في صيدا لصالح سعد وفي جزين لصالح عازار - الكورة لصالح لائحة تيار المردة وحلفائه والتفضيلي لفايز غصن - البترون لصالح لائحة تيار المردة وحلفائه والتفضيلي للنائب بطرس حرب - الشوف - عاليه لصالح لائحة الحزب التقدمي الاشتراكي والتفضيلي لتيمور جنبلاط باسيل: الثورة على الاقطاع وعلى وقع التوترات، شهدت كسروان والمتن آخر احتفالات التيار الوطني الحر، حيث كانت للوزير باسيل مواقف نارية، لم تخل من ردّ على نائب المتن ميشال المرّ والنائب وليد جنبلاط، فضلاً عن هجوم على الاقطاع في كسروان، مستعيداً ثورة طانيوس شاهين، وقال ان كسروان اسقطت التحالف الرباعي في 2005 وفي 2009 اسقطت مشروع اسقاط الزعامة المشرقية. أن كسروان هي كرسي انطاكيا والشرق، اننا معكم على موعد اسقاط مشروع اسقاط العهد. اضاف: ان العهد والتيار سيسقط مشاريعكم ايها المتآمرون لإسقاط العهد من قلب كسروان، وليس من هنا من كسروان يسقط ميشال عون يا زفاتي السياسة والزواريب. وقال: يا تيار الجمهورية يا ثوار الجمهورية يا ثوار التيار ثوروا على الاقطاع الذي يريد أن يقتل أحلامكم ومستقبل اولادكم واسقطوه هنا في كسروان. جنبلاط: عتب على المستقبل اما النائب وليد جنبلاط فتابع أمس جولته في الشوف، ودعا إلى «الحفاظ على اتفاق الطائف بتوازناته»، معتبرا أن «التحدي بعد الانتخابات هو تحد اقتصادي واجتماعي»، داعيا إلى «تكثيف التصويت في الانتخابات والتقيد بتوزيع الصوت التفضيلي». وتوجه إلى الرئيس الحريري متسائلاً: لماذا يترك موقع رئاسة الوزراء للعابثين والسارقين؟ ألا يُدرك أهمية وموقع رئاسة الوزارة الذي تحصن بالدم بعد حروب الجبل وصولا إلى اتفاق الطائف. وقال: انه كان يأمل من حليفنا في اللائحة تيّار المستقبل الوقوف في مواجهة هذا الاجتياح للقوى الوطنية والمصالحة والقوى الشرعية في الجبل. ولم تخلُ الايام الاخيرة الفاصلة عن الانتخابات من عودة التوتر الامني الى بيروت، بعد إشكال حصل بين مناصري تيار المستقبل وبين مناصري «جمعية المشاريع» (الاحباش) في الطريق الجديدة، خلال جولة لمرشح لائحة «وحدة بيروت» عدنان طرابلسي. وتخلله بداية القاء حجارة وما لبث ان تحول الى اطلاق نار وسقوط اصابات. وذكرت الوكالة الوطنية «أن مسيرة سيارة تابعة للجمعية كانت تجوب شارع حمد، ولدى وصولها إلى أحد المكاتب التابعة لـ« تيار المستقبل»، حصل الاشكال وتطور إلى اطلاق نار. وحضرت على الفور دورية من الجيش وعملت على فض الاشكال. مجلس الوزراء اما مجلس الوزراء، الذي اجاز ملء 14 مركزاً في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، من دون الكشف عن اسمائهم او وظائفهم، باستثناء إشارة إلى انهم ليسوا من موظفي الفئة الأولى، فلم يقارب موضوع الاستحقاق الانتخابي بالتفصيل، مكتفياً بمقاربة اقتراع المغتربين، لناحية الملاحظات والثغرات التي شابت العملية ومن بينها مسألة اختلاف أسماء المسجلين للانتخاب، وورود أسماء في مدن ومقاطعات بعيدة عن أماكن سكنهم، إلى جانب عدم إنجاز جوازات سفر للمسجلين، وتقرر في نهاية النقاش ان يقدم كلا من وزيري الداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل تقريرا مشتركا عن العملية سيرفع لاحقا إلى مجلس الوزراء. وأوضح الوزير المشنوق في رده على ملاحظات وشكاوى الوزراء، ان لا أخطاء حصلت بالمعنى الفادح للكلمة، وان كل الثغرات تمت معالجتها بسرعة، ولم تترك أي اثر ومنها مسألة التسجيل، لأن ثمة أشخاصاً تسجلوا لكنهم لم يكملوا فيما ان هناك نقص في اللوائح، فضلا عن أشخاص كانوا مسافرين، لافتا الى ان صناديق الاقتراع وصلت بالبريد، وتم وضعها في المصرف المركزي. وشهدت الجلسة، وهي الأخيرة لمجلس الوزراء قبل الاستحقاق الانتخابي، نقاشا حول موضوع الترخيص للجامعة الأرثوذكسية في الأشرفية، أو ما اصطلح على تسميته بجامعة القديس جاورجيوس، بعد طرحه من قبل الرئيس ميشال عون من خارج جدول الأعمال، استنادا إلى مراجعات وردت إليه، علما انه سبق للموضوع ان طرح في جلسات سابقة ولم تتم الموافقة عليه. وفي المعلومات، ان وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، طالب بالموافقة على الملف، واكد نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني على صوابيّة القرار من الناحية العمليّة. كما اعتبر وزير الثقافة غطاس خوري ووزير الإعلام ملحم الرياشي أن «لا سبب لعدم إقرار هذا الملف». وفي المقابل، عارض وزير المال علي حسن خليل ووزير الدفاع يعقوب الصراف ووزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل ووزير الدولة علي قانصوه إقرار ترخيص الجامعة، مُطالبين بالتأجيل لـ«إعطاء فرصة للتوافق نظراً للخلاف داخل الكنيسة»، ما لاقى تجاوباً من رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اقترح تأجيل الموضوع إلى الجلسة القادمة. وأيّد وزير الخارجيّة جبران باسيل خطوة التأجيل مع التوجّه الإيجابي لإقرار الملف.