هذا الخطاب يؤسس من جديد للغة الإستعلاء والإستغلال والإستغباء
 

مع بداية العد العكسي لإنطلاق العملية الإنتخابية في لبنان والتي ستبدأ الأسبوع المقبل يبلغ الخطاب الإنتخابي مستويات متدنية أكثر مما سبق، حيث تعمل القوى والأحزاب على تحريض الناخب لمصلحتها بأي طريقة كانت وبأي أسلوب كان طالما الهدف الأساسي الحصول على الصوت في صناديق الإقتراع، مهما حملت اللغة المستخدمة من أنواع الإساءة والسخرية والإبتزاز.

إقرأ أيضًا: الأهداف الملتبسة لمؤتمرات الدعم بين صمت الحريري ومواقف الرئيسين عون وبري
من مرض الزعل الذي قد يصيب البقاعيين في حال لم يصوتوا للوائح "حزب الله " في بعلبك الهرمل وما حمل هذا الخطاب من تداعيات مسيئة لـ "حزب الله" نفسه ولأهالي البقاع على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، إذ لم ينظر الشيخ نعيم قاسم إلى مطالب البقاعيين المحقة من العيش الكريم ورفع الحرمان عن المنطقة، إلى 6000 سيلفي للرئيس سعد الحريري مع مناصري ومؤيدي تيار المستقبل في البقاع أيضًا وما حملت هذه الوعود الإنتخابية من مشاهد كوميدية مضحكة في حين يبلغ الوجع البقاعي مداه من الحرمان والبطالة والتردي الأمني والإجتماعي والمعيشي، إلى الجولة الأخيرة لسعد الحريري في عكار التي صرح خلالها بالقول: "هالمرة عنا مشاريع مش حكي، والاموال موجودة، بس إذا بدكن تتنفذ بتعرفوا شو لازم تعملوا ب 6 أيار"، إلى غير ذلك من الخطابات الجنونية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي استل سيف الطائفية والمذهبية أينما ذهب وأغدق حضوره على كل المناطق اللبنانية محاضرًا بالعفة والإصلاح ومحاربة الفساد وهو أحد أبرز وجوه الفساد في هذا العهد.

إقرأ أيضًا: الجنون الإنتخابي تابع 6000 سيلفي!!
هذا الخطاب يؤسس من جديد للغة الإستعلاء والإستغلال والإستغباء والشعب المقهور بكل أشكاله وتلاوينه وانتماءاته ما زال جزء منه يصفق لهذا الخطاب وينتظر السلفي مع رئيس الحكومة ومشاريعه الخيالية وجزء منه خضع لإملاءات التعبئة التحريض ووفقد قدرته على المطالبة بأبسط حقوقه المعيشية والإجتماعية، إلى الجزء الأخير الذي رضخ هو أيضًا للتهويل بالطائفية والمذهبية بخطاب تعبوي غير مسؤول الهدف منه تسول الأصوات بأي وسيلة كانت.
هذا المواطن سيبقى ضحية هذا الحزب أو ذاك التيار وضحية هذا الزعيم وذاك المسؤول في وطن تحكمه الولاءات الحزبية والطائفية العمياء حيث تغلّبت مصالح الحزب والطائفة والزعامات على مصلحة الوطن والجمهورية والهوية والإنتماء، فبقي المواطن اللبناني دون أن يشعر ضحية الرهانات الخاطئة وسيبقى في هذه الحال ضحية الحرمان وضحية البطالة سوء المعيشة طالما لم يعد يملك أي قدرة على التغيير والتأثير وسط هذا الخطاب المضلل والمسيء والذي تجاوز كل القيم الأخلاقية والسياسية.