في لقاء أول مع عامل سابق مستمر في نشاطه تابع عقوداً دولاً عدّة في الشرق الأوسط ولا يزال، ويعرف بدقّة أوضاع بلاده تركّز الحديث عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب جرّاء أسئلتي المتلاحقة عن “مستقبله” الرئاسي – السياسي، أجاب: “ان الحلقة حول ترامب تضيق كثيراً جرّاء التحقيقات التي يجريها “المحقّق الخاص” مولر. وهو يقترب من نهايتها مبدئياً. وقد تكون قبل الانتخابات النصفية للكونغرس في شهر تشرين الثاني المقبل أو بعدها. الجمهوريون الذين ينتمي إليهم خائفون. فهو قد يتسبّب في خسارتهم مجلس النواب وربما مجلس الشيوخ. لدى مولر إثباتات كافية على ترامب ومساعديه مثل فلِن ومانافورت وغيرهما. جرت محاولات مع ترامب لإقناعه بالتنحّي مع تقديم وعد له بعدم مسّه (ملاحقته) وعائلته ومنها جاريد كوشنر صهره، أما الآخرون فإن السجن سيكون مقرهم مدة طويلة يحددها القانون. لكنّه رفضها كلها. كان ترامب يريد التعاون مع روسيا لكنه لم يتمكّن من ذلك. إذ أصبحت روسيا الآن العدو الأول لأميركا وحتى لأوروبا بشرقها وغربها، وخصوصاً بعد تدخّلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية وفي انتخابات أوروبية عدّة. وقد بدأ الأوروبيون يشعرون أن عليهم الدفاع عن أنفسهم من تدخلات روسيا. كما بدأ الأميركيون يشعرون أن روسيا اخترقتهم بالتجسّس البشري والتكنولوجي. تمرّ أميركا وأوروبا الآن في مرحلة تطهير نفسيهما من التجسّس الروسي. بولونيا اشترت أسلحة من أميركا بأربعة مليارات دولار. ووضعتها على حدودها مع روسيا. وحلف شمال الأطلسي يعمل بقوة ويستعدّ. وأميركا تعمل الشيء نفسه. بوتين غامر وقامر لكنه سيخسر في النهاية”. ما توقعاتك للشرق الأوسط بعد عودة روسيا الى المسرح الإقليمي والدولي من خلال التدخّل فيه مباشرة وتحديداً في سوريا؟ سألت. أجاب: “ربما تصل الأمور الى حرب بين أميركا وإيران اذا واصلت الأخيرة سياستها الهجومية. أميركا تفضّل حواراً معها وإن من تحت الطاولة على الأقل في البداية. لكن إيران أقفلت الباب. والمرجع السيد خامنئي و”الحرس الثوري” دفعا في هذا الاتجاه. جرت محاولات مع رئيس الدولة الشيخ حسن روحاني، لكنها لم تنجح بسبب عدم تجاوبه الناجم أساساً عن عدم كونه صاحب القرار السياسي . وولي العهد السعودي  كما يسميه الأميركيون أي الأمير محمد بن سلمان لا يريد حرباً مباشرة مع إيران لأنها تدمّر بلاده. طبعاً هناك كلام آخر يفيد أنه يريد حرباً عليها وهو صحيح. لكنه يريد أن تشنّ أميركا هذه الحرب لا بلاده. وأميركا لا تزال تدرس الأمر”. أضاف: “هناك الاتفاق النووي مع إيران. اذا سحب ترامب الولايات المتحدة منه يكون أقفل الأبواب أمام أي حوار محتمل معها، ويصبح احتمال الاصطدام كبيراً. أما اذا قرّر عدم الانسحاب فإن الأبواب تبقى مفتوحة. لكن الدخول منها الى حوار وربما الى تسوية يحتاج الى وقت قد يكون طويلاً. في “رأينا” لن يُخرج ترامب أميركا من الاتفاق. لكن لا أحد في واشنطن يبدو متأكداً من ذلك. بوتين لن ينجح في إعادة روسيا التي يترأسها “سوبر باور” أي قوة عظمى كما كان الاتحاد السوفياتي الذي ورثته بعد انهياره وتفككه. هذه مرحلة انتهت. الصين هي الآن دولة عظمى. وهي تحاول تحسين أوضاعها”.
ما هو المطلوب من إيران؟ سألت. أجاب: “المطلوب أن تخرج من سوريا وأن تُخرج منها أيضاً “حزب الله”، بكل مقاتليه. ويعني ذلك إزالة القواعد العسكرية التقليدية والصاروخية، وإقفال معامل انتاجها بحيث تصبح غير صالحة للإنتاج وإن بأيد أخرى، وعدم نقلها الى لبنان. يبقى “حزب الله” في لبنان فريقاً سياسياً مهماً. لكن ذلك كله يحتاج في رأيي الى سنوات أي بتّ مصير سوريا و”حزب الله” وإيران وروسيا أيضاً فيها. لا يمكن إنجاز ذلك في سهولة. كما لا بد من انتظار تطورات الأزمة الداخلية في أميركا ووضع نهاية لها لأنها قد تكون الأقسى في تاريخها الحديث. طبعاً لا خوف على أميركا في رأيي. فيها مؤسسات وترامب خطرٌ عليها، لكنه لا يستطيع الانتصار عليها. في النهاية عليه أن يستسلم. الأدلّة موجودة في يد المحقّق الخاص مولر. وإذا حاول تجاوز المؤسسات وأقدمت على إقالته جرّاء ذلك فإن أزمة كبيرة ستتعرض لها أميركا. تظاهرات وما الى ذلك. الرصاصة التي لا تقتل تحيي كما يُقال، وربما تكون أميركا في حاجة الى ما يجري لاستعادة نفسها دولة عظمى صاحبة دور قيادي عالمي. وهي فقدت هذا الدور آخر أيام الرئيس السابق باراك أوباما عندما ترك إيران تلعب وتبدأ تنفيذ برنامجها التوسعي في المنطقة بعد إحجامها عن تنفيذ وعودها له بالانخراط في حوار مع إدارته بعد “النووي” حول تطورات المنطقة وأبرزها أوضاع سوريا وحربها. وقد استفادت روسيا كثيراً من ذلك. كما ربحت إيران نحو أربعة معارك. لكنها لم تربح الحرب بعد. وهذه الحرب طويلة. وأرجّح أن لا تربحها. وروسيا قد تواجه متاعب ومصاعب أيضاً. تضرب أميركا إيران اذا خرّبت صواريخها المطلقة من اليمن الموانئ السعودية، واذا آذت الأميركيين في الخليج أي في بحر العرب وباب المندب ومضيق هرمز، والمعلومات المتوافرة عند أجهزة أميركية أن “حزب الله” يهرّب صواريخ باليستية ولكن بكميات قليلة جداً الى اليمن من سوريا وربما من لبنان”. وفي آخر اللقاء الأول كرّر العامل السابق الأميركي المستمر في نشاطه المزمن تأكيده عرض الجهات المعنية على ترامب عدم اقتراب مولر منه ومن عائلته ومتابعته المتآمرين الآخرين لايصالهم الى المحكمة فالسجن…
هل من جديد في هذا الموضوع عنده؟