لا تستطيع أي أكثرية ومهما كان لونها أو طعمها بقادرة على تحييد دولته من رئاسة المجلس لأنه يستند في حضوره الى شرعية أقوى من شرعيات الصناديق
 

كلمة صادقة بتنا نسمعها يومياً من محبيّ ومن خصوم الرئيس نبيه بري التاريخيين من الأقربين والأبعدين طالما أنها تلبي حاجة من لا يستطع القيام بما يقوم به دولته ولا يتوفر ولن يتوفر شيعيّاً من الثنائية ومن أشياعها بمقدوره ملء فراغ الرئيس عوضاً عن حضوره لتدني التمثيل السياسي للكوادر الحزبية وانعدام النخب في ظل تعزيز أدوار فاقدة للمسؤولية ومتمكنة من واجبات الطاعة العمياء لأهل الحل والعقد.
قد يكون مبالغاً بنظر الكثيرين من المستائين ممن يكرّر دوماً بسبب ودون سبب ضمانة الرئيس بري الضامنة للبنان وقد يكون المُكرر قاصداً لذلك لأسباب مرئية وأخرى غير مكشوفة لارتباطها بالآتي من المستقبل القريب وقد تكون المناسبة الانتخابية حاكمة عليه لذا لا بُدّ من التنويه بمن لا يحتاجه كونه لا يستعطي من أحد موقعاً ولا ينتظر أحداً كي يمنّ عليه به فلا التيّار ولا غيره بقادر على شطب الرئيس من المعادلة ولا تستطيع أي أكثرية ومهما كان لونها أو طعمها بقادرة على تحييد دولته من رئاسة المجلس لأنه يستند في حضوره الى شرعية أقوى من شرعيات الصناديق التي يمكن الكشف عن ألعابها من قبل خبراء في فنون الانتخابات التي انتهجتها النخب السلطوية في العالم العربي بطريقة محسوبة جداً وهي لا تأتي إلاّ بما تهوى ولا مكان فيها لأحد ممن يظن الانتخابات طريقاً لوصول المعارضة ولم يتيقن بعد بأنها طريقاً لبقاء السلطة قابعة على رأس الشعب باسم الشعب.

إقرأ أيضًا: الشيعة بين نادر شاه الفارسي ونبيه بري العربي
ثمّة من يسأل لماذا الرئيس نبيه بري ضمانة وطنية؟
يجيب المقتنع بلسانه أو بقلبه لا همّ طالما أنه يعكس موقفاً في السياسة بأن الرئيس أثبت في التجربة أنه رجل الحوار ولا يبتعد عن الحوار لا كآلية فقط بل كمبدأ يجب أن يستمر بين اللبنانيين وأن أي لغة غير الحوار هي لغة ملعونة لأنها تفضي الى ضرب الاستقرار بين طوائف غير مستقرة  . وأنه رجل دولة يعتبر الدولة سقف الطوائف و الأحزاب ولا يمكن رفع أيّ سقف آخر فوق سقف الدولة و أنه حمى مؤسسات الدولة وحمى اللبنانيين في حمّى النزاعات الداخلية وفي ظل الانقسامات الحادة من الحرب السورية وهو لم يتخذ موقفاً من سورية على حساب مصالح الدولة اللبنانية ولم يشارك بالحرب رغم الضغوطات الكبيرة وبقيّ صامداً أمام تحديات الآخرين له في هذا المجال ولم يبتعد عن العرب لصالح الحسابات الإيرانية أو السورية والتزم بما يلتزم به العرب في تشكيلاتهم القيادية ولم يعاد السعودية ولم ينبش قبور ملوكها وبقي لسان إصلاح بين المملكة العربية السعودية و الجمهورية الايرانية وحافظ على صلاته و صداقاته العربية من الكويت الى الجمهورية العربية المصرية وهذا الديدن الخارجي تأسّس على ديدن داخلي اذ لا مشاكل مع الرئيس بري مع أحد على الاطلاق أي أنه (صفر مشاكل) لذا كان ومازال في عين الدول ضمانة دولة وصمّام أمان مجتمع وهو مكرّس كرجل سياسي وكرجل دولة من قبل الغرب والعرب دون منافس وهو معتمد من قبل الجميع لإرساء الأمن بطاعة السلطة لا بعصا القوّة القائمة على حساب القوانين.
ويضيف القائل بالضمانة، بأن الرئيس بري ضامن للمقاومة وضامن للشعب وضامن للمؤسسات، أي أن المؤمن بضمانة الرئيس بري للبلد يشدّ على دوره وعلى مواقفه وعلى سلوكه وعلى ممارسته السياسية في العناوين والملفات كافة وما يتصل بها و ما يتعلّق بأحداث المنطقة والحروب القائمة فيها، أي انه يعتمد بري كنهج ايجابي لا سلبية فيه ولا اعتراض عليه أي أن التماثل به أو التقارب معه أو الذوبان فيه يشفي من الأمراض ويغري الآخرين بالتقيّد به ويثري الباحثين عن ملاذ آمن بالإحتماء به مما ظهر من فتن عمّت البلاد و العبادK أيّ أنه وصفة سياسية تريح من أخذ بها و استخدمها أو استعملها واذا كان هذا هو مفاد القائل أو القائلين بضمانة الرئيس بري لكل الملفات والعناوين فلماذا لا يكون أو لا يكونوا كالرئيس بري في مواقفهم و أدوارهم طالما أنها أنبل شهادة و أصدق مثال؟