معالي وزير مكافحة الفساد لم يتمكّن بعد ثمانية عشر شهراً من تكوين ملفٍ واحد لمكافحة الفساد ومُتابعته
 

 

أولاً: وزير مكافحة الفساد مُلاحق بتهمة الفساد

 

وزير مكافحة الفساد نقولا تويني يتلقّى صفعة قضائية بإقامة دعوى بحقّه من تحالف "مُتّحدون"، تتعلّق بجُرم هدر أموال عامة وتبديدها، وصرف النفوذ وإساءة استعمال السلطة والإخلال بالواجبات الوظيفية.

العهدُ "القوي" والقادم من تيار الإصلاح والتّغيير يبتدع وزارة خاصّة بمكافحة الفساد، ذلك أنّ الفساد مُستشرٍ، ولا يمكن التغاضي عنه، وعليه لا بُدّ من تخصيص وزارة خاصة به لاجتثاثه من جذوره، ويُعيّن في سبيل ذلك وزيراً مُختصّاً، لتُخصّص له ميزانية خاصة.

ومع ذلك، فهذا الوحش الغامض "الفساد"، استشرى أكثر فأكثر مع صفقات التيار الوطني الحرّ والمستقبل، وانتشرت روائحها في وزارتي الطاقة والمواصلات، مع التّلزيمات والتّنفيعات في سائر الوزارات، ومع ذلك فإنّ معالي وزير مكافحة الفساد لم يتمكّن بعد ثمانية عشر شهراً من تكوين ملفٍ واحد لمكافحة الفساد ومُتابعته، ثمّ قام بتبديد ميزانية الوزارة ، ليتبيّن لجماعة "متحدون" أنّها وزارة وهمية، يقوم راعيها بتبديد المال العام والاخلال بالواجبات الوظيفية، فيغرق وزير مكافحة الفساد بالفساد عينه، وعلى مذهب أبي نواس: 

وداوني بالتي كانت هي الدّاءُ .

 

إقرأ ايضا : دعوى قضائية ضد وزير مكافحة الفساد!

 

ثانياً: مثلُ البوم والغراب..

 

قال الغراب: زعموا أنّ جماعةً من الطير لم يكن لها ملكٌ. فأجمعت أمرها أن يُملّكن عليهنّ ملك البوم، فبينما هي في مجمعها، إذ وقع لها غراب، فقالت: لو جاءنا هذا الغراب لاستشرناهُ في أمرنا؛ فلم يلبثن دون أن جاءهُنّ الغراب، فاستشرنهُ، فقال: لو أنّ الطّير بادت من الأقاليم، وفُقد الطّاووس والبطُّ والنّعامُ والحمامُ من العالم لما اضطررتُنّ إلى أن تُملّكن عليكُنّ البوم التي هي أقبحُ الطّير منظراً، وأسوؤها خُلُقاً، وأقلُّها عقلاً، وأشدُّها غضباً، وأبعدُها من كلّ رحمةٍ؛ مع عماها وما بها من العشا بالنهار؛ وأشدُّ من ذلك وأقبحُ أمورها سفهُها وسوءُ أخلاقها.

سقاالله أيام لم يكن عندنا وزير لمكافحة الفساد، كانوا يقولون : إلحق البوم يدلُّك على الخراب، وبتنا نقول: إلحق وزير مكافحة الفساد،يُعلّمك فنونه.