شكلت تحالفات الجماعة الإسلامية الانتخابية الأخيرة مادة دسمة للجدل الإعلامي، وهي التي اعتادت الحصول على نائب يمثلها في المجلس النيابي بمنّةٍ من تيار المستقبل في زمن قانون المحادل الانتخابية.

أما اليوم، تواجه الجماعة قدرها الانتخابي بعد انفصالها عن التيار الأزرق للمرة الأولى منذ سنوات بتحالفات جديدة وتخوض المعركة بقانون هجين لم يعرف حتى عرابوه أنفسهم جينات الخير والشر فيه.

تخوض الجماعة السباق الانتخابي بأربعة مرشحين، النائب عماد الحوت في بيروت الثانية على لائحة "بيروت الوطن" بالتحالف مع العائلات البيروتية، وبسام حمود في صيدا ـ جزين على لائحة "صيدا وجزين معاً" بالتحالف مع رئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري والتيار الوطني الحر. بالإضافة إلى محمد شديد في عكار على لائحة "عكار القوية" بالتحالف مع الوطني الحر ومستقلين، ووسيم علوان في طرابلس على لائحة "القرار المستقل" بالتحالف مع النائب السابق مصباح الأحدب.

وتتمتع الجماعة بحسب ما تؤكد مصادرها لـ"ليبانون ديبايت" بقوى تجييرية "فاعلة وقوية" في ثلاث دوائر هي الشوف ـ عاليه، والبقاع الغربي وراشيا، والجنوب الثالثة (بنت جبيل ــ النبطية ـ مرجعيون ـ حاصبيا)، و"بحضور مقبول" في كل من دائرة الشمال الثالثة (زغرتا ـ بشري ـ الكورة ـ البترون)، وبيروت الاولى، وبعلبك ـ الهرمل، وصور ـ الزهراني.

تصف المصادر قوتها التجييرية في الدوائر الثلاثة الأولى بـ"المؤثرة"، "لا سيما اليوم في زمن الصوت التفضيلي، حجمنا وقوتنا التصويتية لها تأثير كبير، ودور فعال في تعديل ميزان القوى وترجيح كفة فريق على آخر".

وعن تجاه البوصلة التجييرية في هذه المناطق، تؤكد المصادر نفسها أن هذا الأمر قيد الدرس، على أن يصدر قرار بهذا الخصوص في اليومين المقبلين. وتؤكد أن خيارات التجيير ستراعي فيها الجماعة مسألتين: أولهما الجانب السياسي "سيكون فيها التصويت سياسياً مستنداً على طريقة تعاطي القوى الأخرى معنا"، وثانيهما قراءة واقع كل منطقة، ودراسة الجانب الذي له علاقة بأجواء المنطقة والمصالح.

وتكشف مصادر الجماعة لـ"ليبانون ديبايت" عن القرار الذي اتخذ ليل الأول من أمس في ما يخص الصيغة النهائية لقرار تجيير الأصوات في دائرة الجنوب الثالثة الذي جاء "بعيدا عن الاصطفاف السياسي والحزبي، وسيكون لصالح المرشح المستقل عماد الخطيب، وهو مرشح منطقة وليس أي فريق سياسي، وهو متحالف مع مجموعة قوى منها التيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني ومستقلين آخرين". على الرغم من أن المصادر تصفه بالمستقل، الخطيب مدعوم من تيار المستقبل، والدليل جولة رئيس الحكومة سعد الحريري الجنوبية التي رافقه خلالها رجل الأعمال عماد الخطيب إلى مناطق عدة.

ورداً على سؤال حول ردة فعل الجماعة حيال محاولة إقصائها أو محاربتها من القوى السياسية، تقول المصادر "القوى السياسية حاولت أن تعمل لمصلحتها، ونحن أيضا عملنا ضمن نفس الصيغة". وتوضح "لو كان هناك دور لبعض الدول العربية بعزل الجماعة لما كانت تحالفت معنا قوى سياسية، ولما زارتنا قوى سياسية أخرى وتواصلت معنا وطلبت دعمنا، الأمر الذي يدل على أن ليس هناك محظور معين".

وعما قيل حول استهجان تحالف الجماعة مع الوطني الحر على اعتبار أن هناك عداء بين الطرفين، تؤكد المصادر أنه لم يكن هناك خلافاً أو عداء بل كل ما في القضية أن خطوط التواصل كانت باردة، و"منذ أكثر من سنة ونصف السنة بدأت هذه الخطوط بالحماوة، عندما استضفنا في المركز الرئيسي في بيروت النائب ألان عون الذي قدم محاضرة حوار مفتوح وجريء مع كوادرنا في بيروت. ومنذ ذلك الوقت بدأنا بتفعيل التواصل بيننا حتى أثمر في هذه المحطة تعاون وتحالف".

ولا تنكر المصادر تأثير هذا التحالف على القوى التجييرية في المناطق، إذ إنه من الممكن أن تدعم الجماعة التيار في الدوائر التي ليس فيها للأولى مرشحين، وتطمح الجماعة لتطوير تحالفها الانتخابي مع التيار مستقبلاً ليصبح سياسياً.

وفي الحظوظ، تقول المصادر ذاتها "نخوض الانتخابات على أساس قانون جديد قد يحمل مفاجآت، ونحن نعمل واجباتنا بالمتاح أمامنا ونطمح ان ننال ثقة الناس ونحترم قرارهم وخياراتهم إذا كانت الانتخابات شفافة وتمنح الناس الحرية الكاملة للاقتراع من دون ضغوط".