الرئيس بري بقي دائمًا صمام الأمان لهذه الطائفة وهو الخيار الذي لا يمكن الإستغناء عنه
 

في إطلالاته الإنتخابية المتكررة خلال هذه الفترة يحرص الأمين العام لـ (حزب الله) السيد (حسن نصرالله) على الحديث عن رئيس مجلس النواب نبيه بري ودوره الوطني والسيادي، ويغدق عليه شتى العبارات والصفات بطريقة لم نعهدها في خطابات سابقة له.
مما لا شك فيه الرئيس نبيه بري يشكل ضمانة أساسية للإستقرار السياسي والأمني في البلاد، وكان الرئيس بري ولا يزال صمام الأمان والملاذ خصوصًا حين تشتبك السياسة اللبنانية ببعضها فيعمل الرئيس بري على المعالجة بطريقته المعهودة بتدوير الزوايا وحصر الخلافات، وكان الرئيس بري طوال الفترات السابقة صاحب الدعوات الدائمة إلى الحوار الوطني في أدق المراحل السياسية التي مرّ بها لبنان وشهدت أروقة قصر عين التينة أهم الحوارات بين الأطياف والأحزاب اللبنانية واستطاع الرئيس بري أن يكرس حضوره في خدمة السلم الأهلي والسياسي في بعض المراحل المعقدة سياسية في تاريخ لبنان.

إقرأ أيضًا: السيد من خطاب المقاومة إلى خطاب الإبتزاز والإستفزاز
ويعرف أيضًا أن الرئيس بري رعى لسنوات الحوار بين الحزب وتيار المستقبل حيث على خلفية المرحلة التي شهدها لبنان بعد الحرب السورية استطاع الرئيس بري من هذا الحوار الحد من تداعيات هذه الحرب على لبنان نظرًا لما يمثله الحزب وتيار المستقبل من ثقل طائفي في المجتمع اللبناني، ونجح هذا الحوار إلى حد ما في حصر الخلافات في إطار محدود من منع الفتنة المذهبية السنية الشيعية التي كادت تهدد لبنان .
وأما اليوم يأتي إصرار الأمين العام على إغداق المجاملات على الرئيس بري للأسباب أعلاه أولًا، ولأن الحزب لا يستطع الخروج من عباءة الرئيس بري كقطب وكخبير سياسي في الساحة المحلية والاقليمية والدولية ثانيًا.
الحزب يدرك جيدًا حجم الإنتكاسات السياسية التي تعرض لها خلال السنوات الأخيرة بدءًا من التورط في الوحول السورية مرورًا بالتدخل في أزمة العراق ومن ثم اليمن والبحرين والأمر الذي أدى إلى إدانة الحزب عربيًا ودوليًا فخسر حضوره العربي، بالإضافة إلى إخفاقات كثيرة في الداخل اللبناني وإخفاق أكبر في التعامل مع المعارضين الشيعة.

إقرأ أيضًا: محاربة الفساد كشعار إنتخابي وما حدا ياكلنا راسنا
ومن خلال هذا الوضع المتردي للحزب فمن الطبيعي أن يشكل الرئيس بري قارب النجاة للحزب وخيمة الأمان فتأتي خطابات السيد المتكررة لتؤكد حاجة الحزب الفعلية والضرورية لرجل مثل الرئيس بري الذي عُرف دائمًا كشخصية سياسية أساسية في التكوين اللبناني تملك من الإعتدال والخبرة والدراية والتوازن ما يمكنها من تشكيل صمام أمان حقيقي للحزب والطائفة الشيعية على وجه العموم.
كانت أخطاء الحزب بحق الطائفة الشيعية كبيرة جدا من خلال زج الطائفة الشيعية في لبنان بأتون الحروب الأهلية في المنطقة، ولكن الرئيس بري بقي دائمًا صمام الأمان لهذه الطائفة وهو الخيار الذي لا يمكن الإستغناء عنه في ظل التهور الحاصل في سياسات الحزب حيث بقي الرئيس بري باعتداله على مسافة واحدة من الجميع محليا وعربيا.
ولذا فإن الحزب اليوم أكثر حاجة للرئيس بري من أي وقت مضى وإن الأمين العام للحزب يقصد ما يقوله بحق الرئيس بري الذي يشكل طوق نجاة للحزب بعد كل الإخفاقات كما أشرنا.