إعتبر الرئيس نجيب ميقاتي أنه “لا فرق بين أبناء طرابلس، إذ أن عاداتنا وتربيتنا واحدة، ولدينا موعد في 6 أيار، ونأمل أن يكون لـ “لائحة العزم” كتلة وازنة في المجلس النيابي تعبر عن هواجس وتطلعات هذه المدينة وأهلها”.

وأكد ميقاتي، خلال حفل عشاء على شرف أهالي مدينة طرابلس اقامه المرشح عن المقعد الأرثوذكسي على “لائحة العزم” الوزير السابق نقولا نحاس، حرصه على “المشاركة في هذا اللقاء الذي يعبر عن الوحدة الوطنية التي نتمسك بها جميعا في طرابلس”.

وقال: “إن طرابلس من دون هذه النكهة ليست طرابلس، ونحن في كل لحظة نعمل بكل جهدنا وكل طاقاتنا للمحافظة على هذه النكهة، والدليل هو ما بذلناه من جهد أثناء التحضير لتأليف لائحة العزم، إذ أردت أن لا تشوبها أي شائبة وأن تمثل الطرابلسيين حق التمثيل وأن تعبر عن تطلعاتهم وهواجسهم”.

أضاف: “إجتهدت كثيرا وسعيت لأن تضم اللائحة كافة الاختصاصات وأنا فخور لأنني اخترت طرابلسيا أصيلا ممثلا عن طائفة الروم الأرثوذكس. في كل مرة أسأل فيها عن أعداد الأرثوذكسيين في المدينة يأتي الجواب بأنهم في تراجع مستمر”.

وسأل ميقاتي: “كيف يمكن لنا أن نأتي بمرشحين من خارج المدينة ليمثلوهم وأن نتجرأ بالمقابل ونطلب منهم البقاء فيها وعدم مغادرتها؟”.

وختم: “لدينا موعد في 6 أيار، حيث نأمل بأن يكون للائحة العزم كتلة وازنة في المجلس النيابي تعبر عن هواجس وتطلعات هذه المدينة وأهلها”.

بدوره، أوضح نحاس أن “قرار خوض الانتخابات النيابية جاء نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية السيئة التي ألمت بنا، ففي العام 2009 عندما كان أمر الترشح واردا لم أقدم على هذه الخطوة لأن الظروف لم تكن مناسبة، أما اليوم فقد بات واجبا علي أن أخوض المعركة وأن أسعى مع الذين نتشارك وإياهم نفس التطلعات والقناعات إلى تحقيق مشروع بناء الدولة القوية الفاعلة والنهوض بهذا الوطن قبل الانهيار التام”.
ورأى أن “وجود لائحة كلائحة العزم ذات توجه واضح ومشروع سياسي متكامل، وتضم مرشحين من نسيج طرابلس ومن أهلها، تؤكد أن التغيير ممكن وقريب، فإنها قد خرجت عن الاصطفافات التقليدية والتحالفات المصلحية الضيقة وهذا يكتب لها”.

وقال: “إن وقفتي معكم هنا لن تكون يتيمة، فأنا معكم اليوم وغدا وبعد غد، وأنا اختبرت العمل السياسي وتعقيداته لذا كانت الظروف التي أحاطت بزمن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عائقا أمام تحقيق ما نصبو إليه، لاسيما في مدينة طرابلس التي أشعلت الحرب فيها بهدف تعطيل مسيرة الإنجاز. وعليه، فإن يدا واحدة لا يمكن لها أن تحقق المعجزات، لذلك نطمح في لائحة العزم بأن نكون كتلة وازنة وقوية في المجلس النيابي نتمتع بالمصداقية التي نمنح على أساسها ثقة الناس، خصوصا أننا لسنا من مسوقي الشعارات الفارغة من أي مضمون التي مللناها جميعا، إذ إننا نسمع شعارات منذ 30 عاما وما من شيء تغير في البلد بل على العكس إنه آخذ بالإنهيار شيئا فشيئا”.

وأكد أن “لائحة العزم ستقود التغيير في لبنان لأن الظروف لن تسمح في أن يستمر هذا الانحدار والاهتراء في مفاصل الدولة اللذان ينهشان كل شيء من حولنا”، مشيرا إلى أن “وجود الطائفة يتراجع شيئا فشيئا، فالظروف التي تحيط بنا تعصف بالمنطقة كلها، ولكن باستطاعتنا أن نثبت وجودنا وأن نلعب الدور المنوط بنا، إذ إن لهذه المدينة حق وواجب علينا ويجب أن لا نستقيل من مهامنا مهما حدث”.

وقال: “إن تثبيت وجود طائفتنا معلق بكثافة التصويت، وبالرغم من أنني أطمح للحصول على صوت كل واحد منكم إلا أنني أطالبكم بالمشاركة في الاقتراع مهما كانت هوية مرشحكم، فنحن لسنا ضعفاء بل لدينا القدرة والنوعية والإمكانية لنكون حاضرين وفاعلين وأن نتواصل مع بعضنا البعض باستمرار، إذ إن المشوار صعب ولكن الألف ميل تبدأ بخطوة وما علينا إلا اجتياز الخطوة الأولى بنجاح لينطلق طريق التغيير”.

وفي الختام، توجه نحاس إلى الرئيس ميقاتي الذي فاجأ المدعوين بحضوره شخصيا حفل العشاء، حيث استقبله الحاضرون بحفاوة بالغة، بالقول: “إن الرئيس ميقاتي حامي الوسطية والاعتدال حريص دائما على التواجد في المناسبات المشتركة للتأكيد على المثابرة للحفاظ على تنوع هذه المدينة ونسيجها الاجتماعي، وطرابلس لطالما امتازت بالعيش الواحد وليس العيش المشترك فنحن نعيش حاضرا واحدا ونسعى إلى بناء مستقبل واحد والذي سنحققه في 6 ايار لننطلق معا في مسيرة التغيير الحقيقية التي نعيد من خلالها الازدهار لطرابلس والمنية والضنية”.