يُشير مصطلح «أيض» إلى سلسلة تفاعلات كيماوية في الخلايا تحوّل الأطعمة المستهلكة إلى وقود للجسم. كلما كان الأيض أسرع، تمكّن من حرق مزيد من السعرات الحرارية. لكن هل تعلمون كيف تعزّزون وظائفَه خلال فترات الراحة؟
 

رغم حقيقة أنّ الجينات تؤثر في سرعة الأيض، إلّا أنه يمكن لكل شخص المساعدة على رفعها من خلال بعض التمارين والتعديلات على نمط الحياة، وتحديداً:

بناء العضلات

جسم الإنسان يحرق طبيعياً مزيداً من الكالوري للحفاظ على نصف كيلوغرام من العضلات مقارنةً بحرقه الكمية ذاتها من الدهون. وبالتالي، كلما تمّ بناءُ عضلات إضافية استطاع الجسم حرقَ سعرات حرارية أكثر عندما يكون في حال الاستراحة، أي عند التنفّس والنوم والقيام بالمهمات اليومية.

يعني ذلك أنه من خلال بناء مزيد من العضلات، يمكنكم ملاحظة ارتفاع سرعة الأيض وتمكّن جسمكم من حرق سعرات حرارية أكثر يومياً. في الواقع، 4,5 كلغ من العضلات تحرق 50 كالوري في اليوم الذي يتمّ قضاءَه في حالة راحة، في حين أنّ الكمية ذاتها من الدهون تحرق فقط 20 كالوري.

التدريب المتقطّع

أي التناوب بين التمارين العالية الكثافة ونظيراتها المنخفضة الحدّة. يمكن إدخال الفترات العالية الكثافة إلى أنواع رياضية متعددة كالمشي، والركض، والسباحة، وركوب الدراجة الهوائية، وصفوف الرقص، وحمل الأثقال. الخبر الجيّد المتعلّق بالتدريب المتقطع عالي الكثافة أنّ مدته تكون قصيرة ولكنه يحرق سعرات حرارية كثيرة خلال التمارين وبعدها.

توصلت دراسات عدة إلى وجود علاقة قويّة بين عدد السعرات الحرارية الذي يتمّ حرقُه بعد الرياضة ومدى كثافة النشاط. باختصار، كلما كانت الرياضة عالية الكثافة، استهلك الجسم مزيداً من الأوكسجين بعد ذلك، ما يؤدي إلى حرق كالوريهات إضافية على الراحة.

شرب كمية مياه إضافية

إلى جانب المنافع التي لا تُحصى الناتجة عن شرب كمية مياه جيدة، كتنقية الأعضاء ومحاربة الجوع، يبدو أنّ شرب مزيد من المياه قد يحرق سعرات حرارية أكثر. تبيّن أنّ احتساء نحو 8 أكواب من المياه يومياً، أي ما يُعادل لترين، قد يساعد على حرق نحو 100 كالوري إضافية في اليوم. قد يبدو هذا الرقم غيرَ محفّز لكم، لكنه يعني أنكم تحرقون 600 إلى 700 كالوري أكثر أسبوعياً.

الاستمتاع بكوب من الشاي

يُعتبر الشاي علاجاً قديماً لمشكلات صحّية عدّة نظراً لخصائصه المفيدة. بدءاً من تزويد الجسم بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من أيّ ضرر ووصولاً إلى تحسين الهضم، فإنّ بعض أنواع الشاي فعّال جداً لدرجة أنه قد يساهم في صرف مزيد من الوحدات الحرارية وبالتالي خسارة الوزن. حتى إنّ دراسة علمية قديمة وجدت أنّ استهلاك 250 ملغ من الكافيين مع الوجبة الغذائية قد يرفع الكالوريهات التي يتمّ إنفاقها لأيض الطبق بنسبة 10 في المئة.

الطبخ بالبهارات والأعشاب

كل شخص يحب الحصول على مذاق لذيذ عند تناوله الطعام، ولكنّ هناك دوافع إضافية لرشّ البهارات. بعض الأعشاب والمنكّهات لا يحتوي فقط مضادات أكسدة، ومعادن، وفيتامينات، وخصائص طبّية فريدة من نوعها، إنما قد يملك أيضاً تأثيراً إيجابياً في الأيض. مادة «Capsaicin» في الفلفل الحريف ترفع قدرة الجسم على حرق الدهون والكالوري من خلال تحفيز بعض المستقبلات.

أمّا البهارات الأخرى، كالزنجبيل، والفلفل الأسود أو الأبيض، أو الثوم، فتملك انعكاساتٍ مُشابهة قد ترفع سرعة الأيض. الأعشاب والبهارات كالجينسينغ، وفلفل الحريف، والفلفل الأسود، والقرفة، والكركم، والزنجبيل، كلها قد تدعم الأهداف المرتبطة بخسارة الوزن عند إضافتها بجرعة كافية إلى الأطباق.

النوم أكثر
النوم ليس مفيداً للصحّة العامة والعقل فحسب، إنما يلعب أيضاً دوراً مهمّاً في سرعة الأيض. في الواقع الحصول على ساعتي نوم أقلّ من المعتاد يشكّل ضغطاً على الجسم وينتج نحو 50 في المئة أكثر من هرمون الكورتيزول الذي قد يحفّز زيادة الوزن عند خروجه عن السيطرة. الجسم تتحكّم فيه مجموعة هرمونات تساعد على تنظيم وظائفه.

النوم هو وقت للراحة ولمنح الجهاز العصبي الراحة التي يحتاج إليها. كذلك يُعتبر أفضل طريقة للمساعدة على الانتعاش من الرياضة، وهو الوقت الذي يتم خلاله إصلاح العضلات وتقويتها. أنثاء النوم يمكن بناء مزيد من العضلات التي تساعد لاحقاً على حرق سعرات حرارية أكثر أثناء الاستراحة.