هل يخسر تيار المستقبل إحتكاره للمشهد البيروتي ؟
 

 

المعركة التي ستحصل في إنتخابات ٦ أيار ٢٠١٨ بدائرة بيروت الثانية هي بمثابة إمتحان لزعامة الرئيس سعد الحريري وصدارته للمشهد السني في لبنان .

وإن كان كثر قد أكدوا أن الحريري مرتاح على وضعه الإنتخابي في العاصمة  بيروت بسبب تعدّد اللوائح المعارضة له ، إلاّ أن آخرين على يقين تام وبلغة الأرقام أن تيار المستقبل سيتعرض لخرق في لائحته الإنتخابية ، يتراوح بين المقعدين إلى ٥ مقاعد .

دائرة بيروت الثانية تضم رأس بيروت ، دار المريسة ، ميناء الحصن ، زقاق البلاط ، المزرعة ، المصيطبة ، المرفأ والباشورة .

وقد خُصِّص لها ١١ مقعدا نيابيا موزّعة على الشكل التالي :

- ٦ سنة .
- ٢ شيعة .
- ١ روم أرثوذكس.
- ١ درزي.
- ١ إنجيلي.
ويبلغ عدد الناخبين فيها حوالي ٣٤٥،٠٠٠ ناخب ، يأتي السنة في طليعتهم ، يليهم الشيعة والمسيحيين فالدروز.

 

إقرأ أيضا : دائرة بيروت الأولى ... معركة إثبات وجود للمجتمع المدني في وجه الأحزاب التقليدية

 

 

ومن المتوقع أن يصل الحاصل الإنتخابي إلى ١٥،٠٠٠ صوت ، حيث سيعمد تيار المستقبل إلى رفع هذا الحاصل إذا شعر بخطر كبير على حصته النيابية في حال تجاوزت نصف المقاعد .

بمعنى آخر ، إن المستقبل يتوقع أن يحصل أقلّه على ٦ مقاعد أو ٧ من أصل ١١ ، فإذا شعر أن هذه الحصة ستنخفض إلى ما دون ال ٦ مقاعد ، سيلجأ إلى رفع الحاصل الإنتخابي ، ما يُصعّب المهمة على خصومه. 

ويتنافس في هذه الدائرة ٩ لوائح هي التالية :

١- لائحة البيارتة المستقلين ، مدعومة من مستقلين وتتألف من ١٠ مرشحين .

٢- المستقبل لبيروت ، مدعومة من تيار المستقبل وللحزب التقدمي الإشتراكي عليها مرشح واحد ، وهي مكتملة. 

٣- المعارضة البيروتية ، مدعومة من اللواء أشرف ريفي ، وتتألف من ٨ مرشحين.

٤- بيروت الوطن ، مدعومة من رئيس تحرير جريدة اللواء صلاح سلام والجماعة الإسلامية، وهي مكتملة.

٥- صوت الناس ، مدعومة من حركة الشعب والمرابطون وبعض مجموعات المجتمع المدني ك " بدنا نحاسب " ، وقد يدعمها الحزب السوري القومي الإجتماعي ، وتتألّف من ١٠ مرشحين. 

٦- كرامة بيروت ، مدعومة من شخصيات مستقلة وتتألف من ٩ مرشحين.

٧- كلنا بيروت ، مدعومة من الأستاذ إبراهيم منيمنة ، وتتألف من ٨ مرشحين.

٨- لبنان حرزان ، مدعومة من الأستاذ فؤاد مخزومي ، وتتألف من ١٠ مرشحين .

٩- لائحة وحدة بيروت ، المدعومة من حركة أمل و " حزب الله " و " الأحباش " و " التيار الوطني الحر " وتتألف من ٦ مرشحين .

 

إقرأ أيضا : طريق قصر بعبدا تمرّ من دائرة الشمال الثالثة

 

 

وتستطيع لائحة الثنائية الشيعية تأمين حاصلين إنتخابيين على الأقل ، ما يضمن لها الفوز بالمقعدين الشيعيين ، وتسعى هذه اللائحة إلى تأمين حاصل ثالث يضمن فوزها بالمقعد السني الثالث ليكون من حصة الأحباش.

ويُجمع الخبراء أن نقاط ضعف تيار المستقبل في هذه الدائرة سيكون في ٤ مقاعد ، المقعدين الشيعيين والمقعد الإنجيلي أو الأرثوذكسي ومقعد سني واحد ، أما ما يخص المقعد الدرزي فهو مضمون لصالح الحزب التقدمي الإشتراكي بعد قرار الثنائي الشيعي عدم ترشيح أي درزي على لائحتهم ضد النائب وليد جنبلاط.

وعلى هذه المقاعد ال ٤ تتنافس بقية اللوائح ، وفيما يخص المقعد السني بالتحديد ، هناك تنافس قوي بين صلاح سلام والأحباش والجماعة الإسلامية   وفؤاد مخزومي عليه ، وإن فاز فيه صلاح سلام فلن يضّر هذا الأمر تيار المستقبل لأنه يُعتبر أصلا من المقربين له. 

أما بما يتعلق بلائحة " صوت الناس " فإن إحتمال تسجيلها لخرق صعب نوع ما إلا إذا عرفت جيدا كيف تستثمر في التناقضات الداخلية لدى بقية اللوائح ، وسيكون لتجيير الحزب القومي السوري لها لو حصل دور أساسي في رفع حظوظ نجاحها بمقعد واحد قد يكون مقعد الروم الأرثوذكس لعمر نجاح واكيم. 

وتبدو حظوظ لائحة اللواء أشرف ريفي منعدمة جدا في هذه الدائرة ومن الصعب عليه تحقيق أي خرق ، في ظل تواجد هذه الأسماء البيروتية القوية، وإن كان القانون النسبي يحتمل حصول مفاجآت في اللحظات الأخيرة.

بالمحصّلة ، سيخسر تيار المستقبل إحتكاره للمشهد البيروتي ، لكن زعامة الحريري في ظل الخضّات التي مرّ بها ، ستبرهن في الإنتخابات القادمة أنه لا زال الرقم الصعب في بيروت والزعامة الأولى للسنة ولو دخل شركاء له على الخط .