لا زال جميل السيد يعيش في الوهم
 

 

في كل تفصيل صغير أو كبير ، يُصّر اللواء جميل السيد على إدخال نفسه فيه ، من باب أن " يا شعب لبنان أنا هنا لا زلت موجود ". 

فهو إن حصل أمر في الصين يُسرع للتغريد والتحليل ، والتي لم يصدق منها شيء حتى الآن ، حتى بات الناس يعرفون الحقيقة مباشرة بأنها على عكس ما يُروَّج لها اللواء.

لكن بعيدا عن السياسة والتحليلات وما وراء الحدود والبحار ، طالب السيد اليوم من وزير الدفاع يعقوب الصرّاف في رسالة مفتوحة أن يؤمّن له طوافة عسكرية من طوّافات الجيش اللبناني لتُقلّه في جولاته الإنتخابية، أسوة بما حصل مع رئيس الحكومة سعد الحريري.

ويُبرّر اللواء السيد ذلك بأنه من باب الإستفادة بعدالة من مؤسسات الدولة وآلياتها دون تمييز بين المرشحين ، إذ أن منطقه بسهولة يتلخص بالتالي :

" كما تنقّل الحريري بطوافة عسكرية ثلاث مرات ، أنا أيضا يجب أن أتنقّل بها ثلاث مرات أيضا ".

لكن بعيدا عن إستحالة المقارنة بين الرجلين ، كون الحريري هو رئيس للحكومة والسيد لواء متقاعد اليوم حاله كأي حال مرشح في أي دائرة إنتخابية ، إلا أنه يجب التوقف عند إشكالية موجودة عند السيد نفسه ويحاول تغطيتها بهذا الرسالة .

إقرأ أيضا : ‏نجل جميل السيد يسيء أخلاقيا لعرض جيسيكا عازار والأخيرة ترد

 

فاللواء جميل السيد نفسه مُخصّص له  عدد كبير من المرافقين يفوق حاجته وبعدد لا يستحقه أصلا ، ومقارنة مع رؤساء أجهزة أمنية متقاعدين ، يتبيّن أن السيد أفضل منهم في هذا المجال ، فلماذا لا يكون السيد مثلهم مثلا ؟

فَلَو أن السيد حريص على مؤسسات الدولة ومحاربة الهدر فيها وعدم إستغلال مراكز القوة إنتخابيا ، فليتنازل عن هذا العدد غير المفهوم من المرافقين ، وينزل على الأرض ويتصرّف كباقي المرشحين ، حينها سنصدّق أنه فعلا حريص على الدولة وأجهزتها .

والأنكى ، أنه إلى الآن غير مفهوم لماذا يحتاج جميل السيد إلى طوافة ؟!

فهو بالأساس لا يتنازل وينزل إلى الأرض ويختلط مع الناس مثله كمثل باقي المرشحين ، بل يتصرف بتكبر معهم ، هو في الأساس لا يستخدم المركبات والسيارات ليزور الناس والمرشحين في بعلبك الهرمل ، بل يعتمد على دعم الحزب له ، فلماذا يُطالب بطوافة ؟

لكن تبقى مشكلة جميل السيد أنّه إلى الآن لم يتقبّل فكرة أنه أصبح مواطن كأي مواطن في هذا البلد ، بل ما زال يتصرف بعقلية ما قبل ال ٢٠٠٥ أنه هو حاكم لبنان ، وهذا وهم ، ومن يعيش في الوهم يندم في النهاية .