قبالة السراي الكبير، حيث كانت تعقد جلسة مجلس الوزراء كان هناك اعتصامان: الأوّل للمعوقين الذين رفعوا يافطات تطالب باشراكهم في العملية الانتخابية، من باب الانصاف والديمقراطية.
والثاني اعتصام أساتذة الجامعة اللبنانية الذين مازالوا في الخدمة وأولئك الذين احيلوا إلى التقاعد، فيما كان معلمو المدارس الخاصة يسارعون إلى رفض مشروع وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة القاضي بتقسيط الدرجات الست على ثلاث سنوات ابتداءً من العام 2018، من زاوية انه بداية لفصل التشريع إضافة إلى انها تطالب بتطبيق القانون 46 ابتداءً من العام 2017 اسوة بالقطاع العام.
وتلتقي الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة الوزير حمادة في مكتبه لبحث اقتراحه وموقف الحكومة والمدى الزمني لوضع اقتراح الدرجات الثلاث حيّز التنفيذ.
بدا «النأي الحكومي» لا يحتاج لادلة عن مطالب القطاعات التعليمية والشعبية والاجتماعية..
بالمقابل، تستسهل السلطة القيام بالتجاوزات والتلاعب، وبث الاضاليل، لضمان بقائها في السلطة، وهي تواجه التمرد على لوائحها في الدوائر الانتخابية من بيروت إلى الجنوب، فالبقاع والشمال وعكار والاقليم وكسروان - جبيل.
«زكزكات» انتخابية
على ان البارز انتخابياً، كانت جولة الرئيس سعد الحريري في منطقة إقليم الخروب، والتي لم تخل من «زكزكات» على حدّ تعبير الرئيس الحريري نفسه، والتي تمثلت بمقاطعة تيمور وليد جنبلاط المهرجان الذي أقامه تيّار «المستقبل» في برجا، خلافاً للمعلومات التي كانت تحدثت عن مشاركة جنبلاط الابن في المهرجان، الا ان مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، سارعت قبيل الزيارة، إلى نفي مشاركة تيمور، وأكدت انه «ليس مشاركاً في مهرجان برجا أو سواه من الأنشطة التي ستقام خلال هذا النهار لمناسبة زيارة الرئيس الحريري إلى الاقليم».
وقال تيمور جنبلاط عن سبب مقاطعته جولة الحريري في الاقليم:«بالنسبة لنا الشراكة اما تكون كاملة وحقيقية أو لا تكون»، مشيراً الى انه «حصلت عدّة خطوات أو مواقف من البعض لا توحي بالتزام هذا المبدأ، ومنها مسألة عدم ضم النائب اللواء المتقاعد انطوان سعد إلى لائحة البقاع الغربي وراشيا.
وأشارت مصادر متابعة للموضوع إلى ان الخلاف تراكم بعد زيارة الحريري لحاصبيا من دون تنسيق مع الحزب التقدمي والاكتفاء بغطاء الوزير طلال أرسلان حليف «المستقبل» في الدائرة، وتوقعت ان تشهد مرحلة ما بعد الانتخابات المزيد من خلط الأوراق.
والغى جنبلاط مهرجان المختارة وعاليه، معتبراً ان التجربة أثبتت ان الندوات الانتخابية أفضل بكثير من المهرجانات وما يرافقها من مسيرات ومظاهر تشكّل إزعاجاً للمواطنين.
أما الحريري فقد لامس موضوع خلافه مع جنبلاط على طريقته، فقال: «نحن ووليد بيك وتيمور سنكمل المشوار معاً، ومع تيمور هذا الشاب الصاعد الذي سنتعاون معه دائماً، وبالتأكيد ستبقى هناك زكزكات، ولكن وليد بيك بيمون».
وفي ما يشبه الرد على تعليق عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور على جولة الحريري في حاصبيا برفقة أرسلان، حيثما قال ان للبيوت أبوابها، وان أبواب حاصبيا عند جنبلاط، قال الحريري: «ان الشوف وعاليه والاقليم خاصة سيقول كلمته في 6 أيّار، وهذه الكلمة سيسمعها كل لبنان, بأن هذه المنطقة لا أحد يدخل عليها، لأنها لوليد بيك وتيار «المستقبل» ورفيق الحريري وسعد الحريري».
جولة الحريري
وكان الرئيس الحريري، قداستهل الاحتفال المركزي في برجا، والذي جاء بعد جولة شملت كترمايا ومزبود وشحيم وداريا وجدرا، بالاعلان بأنه يعتبر نفسه مرشّح برجا عن كل لبنان، معتبراً ان هذا التكليف هو الرد على محاولات فصل برجا عن سعد الحريري وتيار «المستقبل»، وعلى كل شخص طعن رفيق بظهره ويضع في رأسه انه قادر على ان يستخدم برجا لطعن تيّار «المستقبل».
وفي اشارة واضحة إلى اللائحة المدعومة من «التيار الوطني الحر» والحزب الديمقراطي اللبناني، والتي تضم فيها المرشح من برجا اللواء المتقاعد علي الحاج، تابع الحريري: «أنا هنا لا احتاج لحماية، فأنا في برجا وبين أهلي، واعتقد ان غيري يحتاج لحماية (...) انتم تعرفون من يتحدانا في هذه الانتخابات وما هي اللوائح التي ركبت، لكن هناك لائحة واحدة ضدنا فعلياً (من بين 6 لوائح تتنافس فعلياً في دائرة الشوف - عاليه).
ووصف الحريري محطة الانتخابات في 6 أيّار بأنها «منعطف بين طريقين، اما تصحيح مسار الدولة الاقتصادي والإداري والتشريعي وتوفير مقومات النجاح للبرنامج الاستثماري، واما استمرار الدوران في المجهول»، لافتاً إلى ان تحقيق البرنامج الاستثماري الذي يفتح الباب امام آلاف فرص العمل، يحتاج إلى طاقم سياسي يقدم مصلحة البلد على مصالح الطوائف والاحزاب».
وفي خلال مشاركته في غداء تكريمي على شرفه في بلدة مزبود، في حضور النائب محمّد الحجار والسفيرين المصري نزيه النجاري والاماراتي حمد الشامسي والقائم بالأعمال السعودي وليد بخاري والمديرالعام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وشخصيات، شدّد الحريري على أن «لبنان لا يقوم الا بالتوافق السياسي»، وقال انه من خلال هذا التوافق تمّ إقرار الموازنة وقانون الانتخاب وإنجاز مؤتمر «سيدر» ولولا التعاون مع الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي وكافة الأفرقاء السياسيين لما استطعنا ان نحقق هذه النجاحات.
وعلمت «اللواء» ان الرئيس الحريري وفي خلال دردشته مع الصحافيين في الطائرة الرئاسية إلى القمة العربية في الظهران السعودية، أكّد ان التحالف الانتخابي مختلف عن التحالف السياسي. ورأى ان هناك كتلا نيابية تكبر وأخرى ستصغر، لافتاً في ردّ على سؤال إلى ان جو النصف زائداً واحداً «خلصنا منو».
وبعدما تحدث عن موضوع العفو العام، رأى ان تاجر المخدرات «ألعن من مية إرهابي».
ويشارك الحريري مساء اليوم الجمعة، في مهرجان تقيمه جمعية «الفتوة الاسلامية» في الملعب البلدي في الطريق الجديدة، لمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج، بعنوان «مهرجان دعم القدس»، ويلقي كلمته في المناسبة، على ان يتابع جولاته الانتخابية السبت في البقاع، حيث سيزور الأحد بلدة عرسال ظهرا ويضع حجر الأساس لبناء مدرسة رسمية، قبل ان يُشارك في مهرجان انتخابي في البلدة في الخامسة عصرا، في حضور نواب من «المستقبل» وأعضاء لائحة «الكرامة والانماء» التي يدعمها تيّار «المستقبل» في دائرة بعلبك- الهرمل وتضم ابن بلدة عرسال بكر الحجيري.
«بيروت الوطن» 
ومن جهته، أكّد رئيس لائحة «بيروت الوطن» الزميل صلاح سلام ان الانتخابات هي محطة ديمقراطية في مسار سياسي طويل يهدف إلى استعادة مكانة بيروت وريادتها في القرار السياسي وإعادة التوازن إلى المعادلة الوطنية، وإنهاء الخلل الذي اصابها في المرحلة الراهنة.
وجاء كلام سلام خلال لقاء مع وفود شعبية من الطريق الجديدة ورأس النبع وزقاق البلاط والباشورة، ثم مساء أمس في مركز توفيق طبارة في الصنايع، شارك فيه عضو اللائحة الوزير السابق إبراهيم شمس الدين والذي شدّد بدوره على أهمية دور بيروت في تعزيز وحدة الوطن، مشيرا إلى ان اللائحة تحمل هموم النّاس في كل الوطن وليس في بيروت فقط.
وطالب سلام وشمس الدين السلطة في وقف التصرفات الانحيازية نحو لوائح مرشيحها، والتصدي لمحاولات ترهيب أنصار اللوائح المنافسة، والاخلال بنزاهة الانتخابات واحترام حرية الناخبين وارادتهم في التصويت لمن يرونه مناسباً من اللوائح المتنافسة.
ثم دار حوار مع المشاركين في اللقاء أظهر حجم الضغوط التي تمارس لمصلحة لوائح السلطة، والتي وصلت إلى حدّ ترهيب العديد من الجمعيات والعائلات، لمنعهم من تنظيم لقاءات للائحة «بيروت الوطن».
وتداول المجتمعون في اقتراح اعداد شكاوى مشتركة بين اللوائح المعارضة للسلطة ورفعها إلى هيئة الاشراف على الانتخابات، والمراجع القضائية المختصة، حتى يُبنى على الشيء مقتضاه.
وكان «لقاء الجمهورية»، أسف في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان، إلى «ما وصل إليه الاستحقاق الإنتخابي (المفترض ديموقراطيا) من تجاوزات سلطوية هدفها حرف الرأي العام عن المسار الديموقراطي وجره إلى حيث تريد السلطة القابضة على الأمن والخدمات»، داعيا اللبنانيين إلى «محاسبة حقيقية في صناديق الاقتراع لكل من يستعمل العصا السلطوية في غير موضعها ولأهداف خاصة».
مجلس وزراء تربوي
وباستثناء «المناكفة» المعتادة بين الوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل خارج الجلسة، مرّت جلسة مجلس الوزراء: أمس، بشكل هادئ، بسبب عدم طرح أي مواضيع خلافية، لكنها كانت جلسة تربوية بشكل خاص، حيث طرح وزير التربية مروان حمادة خطته لتحقيق مطالب أساتذة الجامعة اللبنانية والمعلمين في المدارس الخاصة، الذين شهروا سيف الإضراب العام، إضافة إلى حل موضوع زيادة الأقساط المدرسية.
وذكرت مصادر وزارية ان خطة الوزير حمادة جيدة ومفيدة وقابلة للتنفيذ، وهو قدم دراسة وافية حول الرتب والدرجات وكيفية احتساب الزيادة للمعلمين، التي ستتراوح بين درجتين واربع درجات. على الا تزيد الاقساط المدرسية عن عشرة في المائة.
واوضحت المصادر انه جرى خلال طرح ملف الجامعة اللبنانية اقرار بند التجديد لعقود الصيانة.
إلا ان خطة حمادة، لم تلق قبولا فوريا من كل أساتذة الجامعة اللبنانية، لكنهم سيلبون الدعوة للقائه اليوم لاتخاذ الموقف المناسب من طرحه القاضي برفع اقتراح قانون معجل مكرر إلى مجلس النواب يقضي بإعطاء الأساتذة 3 درجات إضافية مع احتفاظهم بحقهم في الاقدمية المؤهلة للتدرج، في حين أعلنت نقابة المعلمين رفض تقسيط الدرجات وشجب المجلس التنفيذي للنقابة إقدام الوزير على طرح مشروعه بمعزل عن النقابة وكأنه يحاول فرض أمر واقع.
ولم يشأ حمادة التعليق على بيان النقابة، مكتفيا بالقول: «ان الوساطة مستمرة، ونأمل ان تبقى بمنأى عن المزايدات على من دافع في المجلس النيابي عن وحدة التشريع».
عطلة الجمعة
ومن أبرز ما اتخذه مجلس الوزراء كان قرار بتعديل دوام العمل الرسمي الاسبوعي في الادارات والمؤسسات العامة حيث عاد دوام عمل يوم الجمعة حتى الحادية عشر صباحا وذلك بناءً لطلب المشايخ والعلماء والشخصيات الاسلامية.
اما النقاش الطبيعي والعادي كما وصفته مصادر وزارية «للواء» جرى على خلفية اقرار البنود العائدة لوزارة الاشغال حيث اعترض وزراء التيار الوطني الحر عليها كذلك سجل وزراء القوات اللبنانية تحفظهم وذلك بسب غياب المعايير في اختيار الشركات، وعلى الرغم من ذلك اقرت هذه البنود بإعتبار ان لا اعترضات اخرى سجلت عليها، ولكن تمحورت المناقشات حول سبب استدراج العروض دون القيام بمناقصة رغم ان اعتماد موضوع استدراج العروض اسرع للتنفيذ ولكن دائما هناك خوف من ادخال المحسوبيات حسب  المصادر الوزارية التي  اعتبرت ان اعتماد مبدا المناقصات شفاف اكثر لانها تتضمن معايير مرتفعة.
ولم يتطرق مجلس الوزراء، لا من قريب ولا من بعيد لملف الكهرباء، واستبعدت المصادر الوزارية ان يتم مناقشة الملف في الجلسات القليلة المقبلة للحكومة، ولكنها توقعت في المقابل ان تتم الموافقة فقط على تجديد العقود المتعلقة بالبواخر عندما يتم عرضه على المجلس ولكن بتعديل مدة العقد  حتى اجراء المناقصة المطلوبة حيث لم يعد مقبولا التمديد لها لثلاث سنوات، مشددة على ضرورة ايجاد الحلول اللازمة لهذا الملف، واكدت المصادر ان الوزراء المعترضين على التقرير الذي قدمه وزير الطاقة سيزار ابي خليل  حول موضوع الكهرباء في الجلسة الماضية لايزالون يتمسكون بمواقفهم، خصوصا ان الملف ليس بالسهل.
أما أبي خليل فقد أمل بحسم الملف قبل انتهاء عمر الحكومة.
ونفت المصادر ان يكون سجلت اي مواقف داخل الجلسة بين وزير المال علي حسن خليل ووزير الخارجية جبران باسيل على الرغم من ان الوزير خليل علق لدى دخوله الى السراي الحكومة على المؤتمر الصحافي المشترك لوزير الخارجية باسيل والداخلية نهاد المشنوق بالقول»لم اسمع به»، فكان رد من باسيل بالقول»يمكن سمعه خفيف» فعاد خليل ليرد لاحقا»السمع قوي لدرجة انه لوحده يميّز ما يجب ان يسمع».
إلى ذلك، علمت «اللواء» أنه لم يتم تحديد موعد إرسال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرسالة إلى المجلس النيابي حيث يطلب فيها إعادة النظر بالمادة 49 في قانون الموازنة. وفهم من مصادر مطلعة أن ذلك مرده إلى دقة الأمر. واستبعدت مصادر وزارية أن تجري تعيينات في المجلس الدستوري لكنها أشارت إلى أن اتجاها لإجراء تعيينات في الأجهزة الرقابية وفي بعض الإدارات بعدما كشف الرئيس الحريري انه «سيفلق الوزراء بالشغل حتى آخر يوم من عمر الحكومة». ومن هنا فإن المصادر توقعت انعقاد جلسات حكومية متتالية .