استغّل "عمر" الوضع الحزين لعائلة "جنى" الناتج عن مرض والدها ثمّ وفاته. راح الشاب يُغدق على الفتاة كلامه المعسول ويخبرها أنّ صوتها الدافئ دخل في أعماق قلبه وراح يرجوها لمقابلته.

رضخت ابنة الرابعة عشر لرغبة الشاب الذي يكبرها بعشر سنوات وتطوّرت الأمور بينهما الى حبّ وثقة لدرجة تسليمه مفتاح بيتها. راح الحبيب يستغل غياب والدة "جنى" عن البيت ويحضر للقاء "حبيبته".

وكان أن فتح باب البيت يوماً واختبأ وراء باب غرفة النوم ونادى عليها، وما إن حضرت حتّى رماها على السرير وأقدم على فض بكارتها وهي تصرخ وتحاول صدّه، إلّا أنّه تمكن من تثبيتها حتى إتمام العملية الجنسية الكاملة.

كتمت المراهقة ما حصل معها لسنوات، وكان الشاب يحضر كلّما شاء الى بيتها لممارسة الجنس معها ويأخذ صوراً للعملية الجنسيّة، دون أن ينسى تهديدها قبل المغادرة :"لقد التقطت ما يكفي من الصور وسأعرضها على الجميع إذا رفضتي في أيّ مرّة".

ضاقت "جنى" (اسم مستعار) ذرعاً بتصرفات "الحبيب" التي لم تعد توحي بالثقة فقرّرت إخبار والدتها بالأمر، مؤكّدة أنّ الشاب كان يُطارحها الفراش في أجواء من العنف والتهديد، كاشفة أنّه صار في الفترة الأخيرة يُجبرها على ممارسة الجنس مع أصدقائه.

تقدمت الوالدة بشكوى مباشرة أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت بحق المتهم الذي نفى ما أسند اليه، مشيراً الى أنّه تعرّف على الفتاة منذ سنتين من خلال الـ "فايسبوك" وكان يُقابلها مع أصدقائه في محلّة الشويفات وأنّه لم يشعر بردّة فعل سلبية منها، مؤكداً أنّه لم يقم أي علاقة عاطفية معها وأنّه كان يُلاقيها "لإرضائها وعدم كسر خاطرها".

أما "جنى" فأفادت أنّ المتهم أخذ رقم هاتفها من صديقتها وراح يتواصل معها ويظهر لها أنّه شخص يمكن الوثوق به، وأنه كان يتردد الى منزلها ثلاث مرّات في الأسبوع ويمارس معها الجنس بعد اغتصابها بالقوّة، وأنّها كتمت الأمر طيلة تلك المدّة خوفاً من ملامة أهلها، مشيرة الى أنّها سلّمت "عمر" مفتاح المحل الذي كان يشغله والدها والذي يحتوي على معدّات كهربائية وعلب خرطوش صيد وأسلحة ومقادح وأنّه صار يستولي على المعدات المذكورة ليلا، وأنّه كان يطلب منها تسليمه ما اقتنته من مصاغ وما وفّرته من مال، وقُدرت قيمة المسروق بنحو عشرين ألف دولار.

محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي سامي صدقي أنزلت عقوبة السجن مدّة ثلاث سنوات بالمتهم وأنزلتها تخفيفا نظرا لظروف القضية، الى السجن سنة وثمانية أشهر بعدما اعتبرت أن معطيات الملف تشير الى أن علاقة عاطفية نشأت بين المدعية والمتهم، وترجح أن تكون العلاقة الجنسيّة تمت برضاها مع عدم فهمها الكامل للأمور الجنسيّة، وأن لا دليل على قيام المتهم بممارسة الجنس مع المدعية بالعنف والتهديد ومن دون رضاها ما يقتضي تجريمه بممارسة الجنس مع فتاة لم تتم الخامسة عشر من عمرها (المادة 505 عقوبات) وبجرم الإحتيال أيضا(المادة 655) كونه أوهم الفتاة بمشروع زواج توصلا لإبتزاز المال منها والإستيلاء على أغراض من محل والدها.