أجبر كريستيانو رونالدو الجميع على التصفيق له بعدما صنع نجوميته بنفسه ونحت في الصخر ليضع نفسه في مقارنة مع أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم وظل حريصاً على تطوير قدراته يوماً بعد آخر حتى أصبح أسطورة حية، وهذا يثير فضول البعض للتعرف على عقلية "صاروخ ماديرا" منذ بداية مسيرته.

وكشف اللاعب الجنوب أفريقي كوينتون فورتشن زميل رونالدو السابق في مانشستر يونايتد عن مفاجأة تتعلق باليوم الأول للاعب البرتغالي في النادي الإنكليزي، بعدما وصل شاباً مغموراً ضعيف البنية ولم يكن يعرفه أحد خلال أول تمرين له.

وقال فورتشن لصحيفة (آس) الإسبانية: "اليوم الأول لرونالدو كان مذهلاً بالنسبة لنا. قال لنا إنه أفضل لاعب.. سألنا أنفسنا.. من هذا الفتى؟ كيف يمكن لطفل أو مراهق مثله أن يقول هذا في أول يوم له وفي نادٍ كبير بحجم مانشستر؟ تعجبنا جميعاً من أين أتى بهذه الثقة".

وأضاف لاعب الوسط المعتزل "كانت لديه مهارات لكن ثقته بالنفس كانت لا تصدق لذا راقبته في التدريبات وشاهدته كل يوم قبل وبعد التمارين الرئيسية وهو يقوم بتدريبات خاصة بمفرده ليكون أكثر سرعة وأكثر مهارة وكان يتواجد باستمرار في صالة الألعاب البدنية لكي يقوي جسده".

وتابع فورتشن الذي لعب ليونايتد في الفترة من 1999 وحتى 2005 بعد فترة مع أتلتيكو مدريد: "أصبح رونالدو قدوة للأطفال وللكبار، إذا أردت أن تكون الأفضل في أي مجال فعليك أن تتخذ من رونالدو نموذجاً تقتدي به لأنه كان يملك حلماً ووضع خطة لنفسه لكي يحقق الحلم ويصبح الأفضل في عصر يوجد به ميسي".

ومع ذلك لم تكن بدايات رونالدو خالية من المشاكل مع يونايتد وكشف فورتشن عن حدوث خلافات بينه وبين معظم اللاعبين في أول عامين بفريق "الشياطين الحمر" بسبب أسلوبه الفردي والأنانية والإصرار على المراوغات واستعراض المهارات بشكل استفز البعض.

لكن رونالدو أصبح أكثر نضجاً بمرور الوقت، وأوضح فورتشن "بدأ يفهم مع الوقت أنه يجب أن يتعاون مع زملائه بشكل أكبر وأن يمرر الكرة للاعبين في أماكن أفضل منه وتغيرت المفاهيم لديه وأصبحت الأولوية للفريق ولتحقيق الانتصارات وبفضل هذا التغير في العقلية أصبح رونالدو الحالي".

وعن أبرز المشاكل مع الزملاء قال فورتشن: "مهاجمون رائعون مثل فان نيستلروي وفورلان كانوا ينتظرون تمريرة منه من أجل تسجيل أهداف لكنه أدرك أن الكرة لعبة جماعية ولا يتعلق الأمر به وحده ثم تغير كل شيء ومن ثم اعتمد عليه الفريق في التتوج بالبطولات المحلية وبدوري أبطال أوروبا وأصبح يسجل أهدافاً أكثر وصار الأفضل في إنكلترا والعالم والآن أهدافه لا تحصى".