استقالة الحكومة اللبنانية والأسباب الكامنة وراء ذلك وردود الفعل على هذه الاستقالة والمخاوف من الفراغ والفوضى بالاضافة الى احداث الشمال كانت محور اهتمام الصحف العربية في الملف اللبناني

الحياة :
نقلت الحية عن مصادر رسمية قولها  إن الظروف التي جرت فيها الاستقالة تحتم التروي والدراية في إدارة ملف تشكيل الحكومة المقبلة نظراً الى اتساع شقة الخلاف حول مواضيع حساسة ومصيرية بدءاً بقانون الانتخاب وموعد إجراء الانتخابات، خصوصاً أن الاستقالة أخذت تحتم تأجيلها، ومسألة الفراغ المنتظر في المؤسسات الأمنية نظراً الى إحالة قادتها على التقاعد، بدءاً من المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء الركن أشرف ريفي الذي تنتهي ولايته في 1 نيسان (ابريل) المقبل والذي كان رفض «قوى 8 آذار» التمديد له بناء لطلب ميقاتي سبباً رئيساً لاستقالة الأخير.
كما نقلت الحياة ما قاله ميقاتي لزواره من إنه استقال لأنه لم يعد يتحمل الحملات عليه، وإنه أراد بتنحيه فتح الباب على حوار بين الفرقاء اللبنانيين المختلفين على حل سياسي.
كما سألت الحياة ميقاتي ما إذا كان مرشحا للحكومة المقبلة فقال ، إن ترشيحه من أجل منصب رئاسة الحكومة «غير وارد وإذا حصل فإنه يجب أن نعرف ما هي الحكومة وطبيعة تشكيلها وإذا كانت ستكون مفيدة أو إيجابية تساهم في الحل السياسي للتأزم». وقال: «عندي شروط لترؤس الحكومة
».

وكشف أنه تلقى اتصالاً من زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري «وهنأني على الخطوة الجريئة» ومن رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة. وأكد ميقاتي أنه استقال بعد تراكم الصعوبات وآخرها رفض شركائه في الحكومة تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات والتمديد لريفي وغيرها من المسائل .
ونقلت الحياة عن محمد رعد قوله «نعرف أن عدم التمديد لموظف ليس هو السبب الحقيقي لاستقالة رئيس الحكومة بغض النظر عن تقويمنا للقرار الذي شكل دعسة ناقصة وضعت البلاد أمام استحقاقات خطيرة في مرحلة بالغة الحساسية تتهدد استقرار البلاد وسلمها الأهلي ومصيرها الوطني».

الشرق الأوسط :
ركزت صحيفة الشرق الاوسط على المعرك العنيفة الدائرة في مدينة طرابلس وكتبت تحت عنوان :استقالة ميقاتي تعيد خلط الاوراق والحريري ليس مستعدا لترؤس حكومة جديدة .
وكتب ثائر عباس  : كانت استقالة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي متوقعة منذ زمن طويل، لكن المفاجئ فيها كان التوقيت الذي اختاره لإعلان الاستقالة، والسبب الذي بررها فيه. فاللواء أشرف ريفي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، الذي كان ميقاتي يريد تمديد ولايته ليس محسوبا عليه سياسيا، بل على فريق الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري الذي خصص عشية جلسة الحكومة معظم محادثته الهاتفية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجلها.
ونقلت الشرق الاوسط عن رئيس الجمهورية قوله حول عودة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري إلى لبنان لترؤس حكومة جديدة : «الحريري من الرؤساء الفاعلين على الأرض ويستطيع أن يهدئ الأجواء السياسية والطائفية في لبنان»، مشددا على أهمية التوافق والاتفاق بين اللبنانيين على ترؤس الحريري حكومة جديدة، قبل أن يعود على تأكيد ضرورة تلبية جميع الفرقاء الدعوة إلى طاولة الحوار الوطني للتفاهم على التعجيل في تشكيل الحكومة لأنه لا يمكن أن نبقى من دون حكومة في ظل الأجواء الإقليمية والدولية القائمة.
كما كتبت سوسن الأبطح في الصحيفة فقالت : ليلة سقوط حكومة ميقاتي مدينته تطلب النجدة  لم تكد طرابلس تنتشي بهدنتها الهشة بعد ظهر أول من أمس، إثر معارك عنيفة بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن دامت 3 أيام وخلفت 7 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى، حتى بدأت الأخبار تتوارد حول انفجار الحكومة وإمكانية استقالة رئيسها الطرابلسي الذي انقسم مواطنوها حوله بين مؤيد ومعارض. وحل مكان الترقب الذي ساد والهدوء الغريب الذي حل على كل محاور القتال بعد ظهر أول من أمس، رياح خمسينية ترابية عاتية. ترقب الاستقالة لم يطل، ففي هذه الأثناء، ورغم العواصف الشديدة، كان الموالون والمعارضون يعدون عدتهم. وما إن ظهر نجيب ميقاتي على الشاشات وأعلن استقالته نحو الساعة الثامنة مساء حسب التوقيت المحلي، حتى كانت طرابلس قد اشتعلت من جديد، وحل إطلاق النار في الهواء، ابتهاجا أو احتجاجا، محل المعارك، وبدأت التحذيرات تصل للمواطنين، طالبة منهم عدم الاقتراب من النوافذ والشرفات، بسبب كثافة الرصاص العشوائي، فيما كان المواطنون يتناقلون رسائل مفادها أن ليلهم سيكون ساخنا، وأن طرابلس دخلت في المجهول، إثر استقالة الحكومة. قطع موالون لنجيب ميقاتي بعض طرقات المدينة، وتجمع آخرون تحت منزل اللواء أشرف ريفي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، الذي كان عدم التجديد له أحد أسباب سقوط الحكومة التي عمرت سنتين. ولم يتردد هؤلاء في إطلاق النار، غضبا من عدم التجديد لريفي. وبينما كان المحتجون على الحكومة في بيروت يفكون خيام الاعتصام من أمام السراي الكبير، بدأ المحتجون عليها في طرابلس بتفكيك خيامهم من أمام منزل نجيب ميقاتي في شارع المعرض، بعد أن كانت الرياح قد اقتلعت بعضها

السياسة الكويتية :
نقلت السياسة الكويتية عن السنيورة قوله :استقالة ميقاتي أفسحت المجال لإيجاد مخارج للأعباء الكبيرة وقالت الصحيفة : بعدما قلب الرئيس نجيب ميقاتي الطاولة على مكونات قوى "8 آذار" وأعلن استقالة حكومته في ظروف سياسية وأمنية بالغة الدقة, تزاحمت إلى الواجهة جملة أسئلة بالغة الخطورة بشأن معالم المرحلة الجديدة التي سيواجهها لبنان, في أعقاب إقدام "حزب الله" وحلفائه على تفجير الحكومة والتضحية بها, رغم ما يمر به البلد من أوضاع مضطربة, رفضاً للتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي يحال على التقاعد في الأول من ابريل المقبل.

ونقلت عن رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة , أن "استقالة حكومة الرئيس ميقاتي ربما كان يمكن أن تحصل قبل ذلك الوقت بكثير, ولكنها وإن تأخرت فقد حدثت, وفي هذه الاستقالة منفعة للبنان, لأنها أفسحت المجال لإيجاد مخارج من هذه الأعباء الكبيرة التي كانت ترتبها الحكومة", لافتاً إلى أن "هذه الخطوة جيدة, وأعتقد أن الرئيس ميقاتي في هذا العمل قد عاد إلى الطريق الصحيحة".

ورداً عن سؤال بشأن استعداد قوى "14 آذار" للمشاركة في حكومة وحدة وطنية, أشار السنيورة إلى أنه من المبكر الحديث عن هذا الموضوع.