أوساط الحكوميين والإصلاحيين يفضلون عدم التصعيد مع الكيان الصهيوني
 

تعرض موقع عسكري إيراني داخل الأراضي السورية يوم الجمعة الماضي الذي أسفر عن مقتل 7 من الضباط الإيرانيين لا يزال قيد النقاش داخل الأوساط الإيرانية. 
وكان من المتوقع جدًا كما أعلن موقع لبنان الجديد عن توقعه تحويل الأراضي السورية الى ساحة للصراع والمواجهة بين إيران واسرائيل في مرحلة ما بعد (داعش). 
ففي مقال تحت عنوان: "هل تتجه إيران لمواجهة إسرائيل بعد القضاء على (داعش)؟" الذي نُشر في 17 اكتوبر 2017 توقع موقع لبنان الجديد أن تكون نهاية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عي بداية لمرحلة جديدة أو فتح مرحلة في الصراع بين إيران وإسرائيل حيث أن إيران ترفع منذ ما يقرب على اربعة عقود شعار إزالة الكيان الصهيوني كشعار ديني أيديولوجي وربما تراهن على دور تلك المواجهة في توحيد صفوف المسلمين السنة والشيعة بعد أحداث دامية استمرت أكثر من سبع سنوات بينهم في الشرق الأوسط زادت الشرخ بينهم. 

إقرأ أيضًا: من يدفع ثمن خرق الإتفاق النووي؟
وجاء أول الغيث قطرة عند تحلق الطائرة المسيرة التي اعتقدت السلطات الصهيونية أنها دخلت سماء اسرائيل من أجل الاستهدافوليس من أجل الاستطلاع ما دفع الكيان باستهداف مواقع عسكرية عدة داخل الأراضي السورية.
ولكن الهجوم المباغت على موقع تي فور الذي أدى الى مقتل 7 من الضباط الإيرانيين لم يعرف حتى اللحظة عن المبرر المباشر لقيام اسرائيل به، اللهم إلا أن يقال أن الوجود الإيراني العسكري في سوريا خط أحمر لإسرائيل. 
أعقب هذا الهجوم الذي عبر عنه السيد (نصر الله) بأنه منعطف تاريخي يقسم التاريخ الى ما قبله وما بعده الهجوم الكيماوي الذي تم في الغوطة الشرقية واستدعى قوى غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الى التدخل ووجدت إيران أن الانظار حرفت عن تي فور واتجهت الى (الغوطة) ويتعرض (نظام الأسد) الى تهديد غربي. وهكذا تم تهميش قضية الضحايا الإيرانيين في موقع تي فور. 
وبالرغم من ذلك أشار (نصر الله) بمفردات هي أبلغ من التصريح خلال خطابه الأخير بأنه مع خيار ضرب إسرائيل جزاءًا وفاقًا مع مقتل عدد من الضباط الإيرانيين. 
بطبيعة الحال رأي الامين العام يعكس عقيدة "الحرس الثوري الإيراني" والمتشددين في إيران الذين يصرون على خيار المواجهة مع إسرائيل الا أنهم ملتزمون بأمر المرشد الأعلى. 

إقرأ أيضًا: الفوضى تسود السوق الإيراني وروحاني يقاوم
وفي المقابل فإن أوساط الحكوميين والإصلاحيين يفضلون عدم التصعيد مع الكيان الصهيوني ويقول الدبلوماسي السابق فريدون مجلسي خلال مقابلة نع موقع برشيا دايجست أن "الولايات المتحدة فسحت المجال لإيران بالتدخل العسكري في سوريا للقضاء على (داعش) وبعد القضاء على (داعش) وصل الدور الى حماية إسرائيل ولن تتنازل أمريكا عن هذه الغاية تحت اية ظروف".
وأضاف مجلسي أن "إسرائيل تتعمد على ضرب القوات الإيرانية حيث أنها لا تشعر بأي تهديد من الجيش السوري الذي انهار فعلا خلال الحرب الداخلية"، وفيما يتعلق بأسباب ذلك يرى مجلسي أن "إيران هي الدولة الوحيدة التي أعلنت الحرب ضد إسرائيل".
وطالب مجلسي الجمهورية الإسلامية بعدم التدخل في العلاقات العربية الاسرائيلية ودعم العرب فيما يريدون أيا تكن إرادتهم في إشارة الى ميول العرب التصالحية مع الكيان الصهيوني. 
هل تنقسم إيران على موضوع الرد المناسب على إسرائيل أم تتوحد الأطراف على التصعيد معها؟ سؤال يصعب الإجابة عليه حاليًا.