هل ستتمكن إسرائيل باعتداءاتها المتكررة على سوريا من فرض قواعد إشتباك جديدة؟
 

تشهد الساحة السورية منذ الأسبوع الماضي جملة تطورات سياسية وعسكرية، لا يمكن المرور عليها مرور الكرام بالنظر إلى حجم الأحداث ومفاعيلها على الساحة السورية والعربية والدولية، وعلى ما يبدو فإن مرحلة جديدة بدأت مع استهداف العدو الإسرائيلي لمطار التيفور الذي وجه ضربة قاسية للوجود الإيراني في سوريا ذهب ضحيتها 20 مقاتلًا إيرانيًا، لتشهد الساحة السورية لاحقًا توترًا غير مسبوق من خلال الهجوم الأميركي الفرنسي البريطاني وتوجيه ضربات لمواقع متاخمة للعاصمة دمشق، وما تلاه اليوم من هجوم إسرائيلي جديد على مطاري الضمير والشعيرات الذي تبعه استنفار تام في الجيش الإسرائيلي على طول الحدود الجغرافية مع سوريا.

إقرأ أيضًا: بعلبك الهرمل ترفض التحريض ضد أبنائها المرشحين ... فليكن التنافس لأجل مصلحة المنطقة
والسؤال المتداول اليوم هل ستتمكن إسرائيل باعتداءاتها المتكررة على سوريا من فرض قواعد إشتباك جديدة؟
التقديرات الأولية تشير إلى أن ساحة الحرب باتت مفتوحة على مصراعيها وعلى كل الإحتمالات وأن كل الظروف باتت مهيأة لمواجهة شاملة بين الإيراني والإسرائيلي على الأراضي السورية أو من خلالها وربما تتوسع لاحقا حسب ما تقتضيه هذه المواجهة.
الخسارة الإيرانية في مطار التيفور كانت كبيرة، وبالتالي فإن إسرائيل تدرك جيدًا أن اللعب مع العرب هو غير اللعب مع إيران التي تعتبر اليوم أنها معنية بالرد أكثر من أي وقت مضى، بل وهي ملزمة استراتيجيًا وعسكريًا بالنظر إلى مصالحها السياسية والعسكرية في سوريا والمنطقة، وفي إطلالة سريعة على الموقف الإيراني من الأحداث ومقدار التصريحات والتهديدات الإيرانية لوحظ أن بين التصريحات أن إيران سترد في المكان والزمان المناسبين ولكن التعبير هذه المرة بلغة فارسية، ما يعني أن إيران اتخذت قرار الرد وسترد فعلا في الزمان والمكان المناسبين، وتعتبر القيادة الإيرانية أنها هي التي تحدد أسلوب الرد ومكانه وزمانه دون الإنجرار إلى الإنفعالية ودون الإنجرار الى الإستفزاز المقصود من الجانب الإسرائيلي.

إقرأ أيضًا: الضربة الأميركية..إعادة التوازن العسكري الأميركي-الروسي في سوريا
وفي السياق السياسي فإن إيران كانت تعتبر أنها كانت بمأمن عن أي اعتداءات إسرائيلية بضمانة روسيا، إلا أنها تجد نفسها اليوم ضحية وستبني على الشيء مقتضاه العسكري والسياسي.
وفي التقديرات أن المواجهة الإيرانية الاسرائيلية شبه مؤكدة وأن إسرائيل وضعت نفسها بأزمة حقيقية وهي اليوم تعلن الإستنفار التام على كامل حدودها مع سوريا، ولكن السؤال اليوم هل سيكون الرد الإيراني محدودًا ضربة بضربة؟ والجواب غير واضح ولا أحد يضمن عدم الإنفلات العسكري ومدى قدرته على التوسع إلى خارج الحدود السورية ليطال بشرارته لبنان والمنطقة.