أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن «اللقاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كان إيجابياً وممتازاً ومثمراً». وقال إن «الملك سلمان أبلغه أن الخليجيين سيعودون هذا الصيف بالتأكيد إلى لبنان، وأكد وقوف المملكة إلى جانب لبنان ودعمه في كل ما يتصل بمسيرة النهوض التي بدأتها الحكومة الحالية».

وقال عون في دردشة مع الصحافيين على متن الطائرة التي أقلّته منتصف ليل أول من أمس إلى بيروت بعد ترؤسه وفد لبنان إلى القمة العربية في مدينة الظهران السعودية: «لن أوقع على أي عفو عام يُمنح لمن هم متورطون بقتل عسكريين لبنانيين في حال وصل إلي». وأعرب عن ارتياحه «إلى الوضع العام في البلاد على رغم الصعوبات لأن الأمن والاستقرار ترسخا وهذا أمر مهم في منطقة تغلي».

ولفت إلى أن «الدورة الرابعة للقمة الاقتصادية التنموية التي ستعقد في بيروت ستبحث في مشاريع تنموية واقتصادية ولبنان هو من سيحدد تاريخ انعقادها بالتنسيق مع جامعة الدول العربية». وقال مصدر في الوفد اللبناني الرئاسي إلى قمة الظهران لـ «الحياة» إن المداولات التي سادت لقاء الرئيس عون مع الملك سلمان في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل عكست التطور الإيجابي في العلاقة اللبنانية- السعودية في الآونة الأخيرة، وإن الجانب اللبناني أبدى ارتياحاً كبيراً إلى موقف خادم الحرمين حيال لبنان وطي صفحة الجفاء التي كانت مرت سابقاً. وأضاف المصدر: «حرص الملك سلمان على الاستجابة السريعة لطلب الرئيس عون الاجتماع معه، فترك مقعده خلال اجتماع الزعماء العرب ليحل مكانه وزير الخارجية عادل الجبير كي يلتقي عون على هامش الاجتـــــماع، وأبدى عاطفة كبيرة حيال لبنان وأكد لرئيس الجمهورية وأعضاء الوفد أن المملكة ستقــــف إلى جانب لبنان وتدعمه»، مشــيراً إلى «أولادنا سيـــعودون هذا الصيف إلى تمضية العطلة في لبنان».

وأوضح المصدر أن خادم الحرمين الشريفين لفت إلى أن المملكة مهتمة بمؤتمرات الدعم الـــدولية لدعم لبنان وهي ستواصل المساهمة في تلبية مطالبه عبر هذه المؤتمرات.

وقال المصدر إن الملك سلمان أشار في خلال حديثه مع الرئيس عون إلى تدخلات إيران في عدد من الدول العربية، خلال استعراضه الأوضاع في المنطقة.

وذكر المصدر أن اللقاء السريع بين عون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كان ودياً جداً، إذ أبلغ الرئيس اللبناني أنه يتابع أوضاع لبنان وأنه يسمع من والده وعمومته كل ما يعرفونه عن البلد الذي تكن له القيادة السعودية كل المحبة.

وأشار المصدر إلى أن الجانب اللبناني يعتبر أن القمة كانت إيجابية لمصلحة البلد لأن بند التضامن مع لبنان تضمن نقاطاً عدة تتبنى الموقف اللبناني، بعضها جديد مثل الإشارة إلى مؤتمر روما لدعم الجيش والقوات المسلحة في مواجهة الإرهاب والاعتداءات الإسرائيلية، وإلى مؤتمر «سيدر» في باريس لدعم الاقتصاد والاستثمارات في لبنان.

ولفت المصدر إلى أن الوفد اللبناني أيد البند المتعلق بتدخلات إيران في الدول العربية لكنه تحفظ خلال إعداد مشروع القرارات على مستوى وزراء الخارجية، عن 3 نقاط فيه تتناول «حزب الله» وتصفه بالإرهابي، «لأننا نعتبره حزباً لبنانياً شريكاً في المؤسسات اللبنانية الدستورية وجزءاً من النسيج الاجتماعي اللبناني. وهذا التحفظ درجت الوفود اللبنانية على التعبير عنه في المحافل العربية».

وكان عون قال في كلمته أمام القادة العرب في القمة العربية: «نحن اليوم على أرض المملكة، ومن يقدر على جمع العائلة أكثر من كبارها؟ فهل تنطلق من هنا مبادرة عملية رائدة تلمّ الشمل وتعتمد الحوار سبيلاً لحل المشاكل، وتجعل من المادة الثامنة من ميثاق جامعتنا عهداً ملزماً يفرض على كلّ دولة منا أن تحترم فعلاً نظام الحكم في الدول العربية الأخرى ولا تقوم بأيّ عمل يرمي إلى تغييره؟ إذ بعد العاصفة التي ضربت منطقتنا، لا بد من إرساء رؤية مستقبلية عنوانها المصارحة والتضامن». ورأى أنه «بالإمكان أن تعمم التجربة اللبنانية التي أثبتت أن الحوار هو الحل».

وأعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، أن عون «كلّف وزير الثقافة غطاس خوري، تمثيله في الاحتفال الذي أُقيم مساء أمس في الدوحة لمناسبة افتتاح مكتبة قطر الوطنية، وذلك بعدما تعذّر على رئيس الجمهورية المشاركة في الاحتفال نتيجة التطوّرات الراهنة».