حالات شائعة ومتنوّعة قد تمنع الحمل عند الثنائي، وحالات أخرى نادراً ما نعرف عنها إلّا عند اكتشاف فئات دم الشريكين ومدى توافقها. إلّا أنّ لفئة الدم السلبية التي قد تحملها الأم تأثيراً جدّياً على إمكانية سير الحمل بشكل طبيعي. فهل يمكن لهذا العامل أن يمنع الحمل أو أن يشكّل مضاعفاتٍ خطيرة على الجنين في حال حدوثه؟
 

تتحكّم فئة الدم السلبية عند المرأة في سير عملية الحمل، الامر الذي كان مجهولاً سابقاً، بحيث شهدت حالات كثيرة فشلاً أو تشوّهاً على مستوى الطفل المولود. إلّا أنّ التطوّر الطبّي الحاصل في جميع الاختصاصات سمح بتحديد علاقة هذه الفئة بفشل استمرارية الحمل.

ولمعرفة تفاصيل هذه الحالات، حاورت «الجمهورية» الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد الدكتور بيار نخل الذي استهلّ حديثه قائلاً إنّه «علميّاً، يعرف أنّ فئات الدم الايجابية تتطغى على السلبية منها، ما يفسّر سهولة حمل الأم التي تملك احدى الفئات الايجابية. أمّا المشكلة الاساسية فتكمن اذا حملت الام أيّاً من الفئات السلبية، عندها يتأثر حملها بشكل واضح، مسبّباً الإجهاض او تشوّه االمولود بسبب اختلاف دم الأم مع مولودها».

تشوّه الجنين
لا تؤثر الحالات التي يتمتع فيها الشريك بفئة دم إيجابية عكس شريكته على امكانية الحمل، انما على سير هذه العملية، ويوضح د. نخل «عندما يلتقي دم بول الجنين (الايجابي) بدم الأم (السلبي) يفرز جسمها مضادات ضد الفئة الإيجابية، لاسيما انه غير معتاد على هذه الفئة السلبية، فتنتقل هذه المضادات مع قطع الخلاص إلى الجنين، الذي يصاب عند ولادته بفقر دم قوي جداً، ويصبح لونه مائلاً الى الاصفر، إضافةً إلى تضخّم قلبه وتجمع المياه في جسده ما يؤدي إلى تشوّهه».

حقنة وقائية فعالة
في كل مرّة تحمل فيها الأم التي تختلف فئة دمها عن جنينها، يكون طفلها معرّضاً للعوارض نفسها، اضافةً الى احتمال كبير لوفاته. ولكن هذا لا يمنع من إتمام عملية الحمل والولادة بطريقة طبيعية. ويشير د. نخل الى أنّ «العلاج غير متوفر، ولكنّ الوقاية فعالة. وفي هذا الاطار، تُستخدم حقنة وقائية لوقف إفراز المضادات من جسم الأم بهدف إكمال الحمل بشكل طبيعي جداً.

وتجدر الاشارة الى أنّ هذه الحقنة لا يمكن الحصول عليها قبل الحمل لانّ جسم المراة لا يكون قد بدأ بإفراز المضادات. وفي التفاصيل، على الاختصاصي توجيه المرأة قبل حملها، على اهمية الحقنة اذا اختلفت فئة دمها مع شريكها لعملية حمل سليمة.

وفي حال نزيفها أثناء الحمل، على المرأة الخضوع لهذه الحقنة فوراً، لأنها تكون في صدد التعرّض لدم الطفل الايجابي، وبالتالي يبدأ جسمها بإفراز المضادات. أمّا في حال غاب النزيف عنها طيلة حملها، فمن الضروري خضوعها للحقنة في الأسبوع الـ28. وعند ولادة الطفل، نجري له فحوص الدم، واذا كانت قد تأكدت فئته الايجابية، نصف للأم حقنة أخرى بعد الولادة، لاسيما أنّ هناك احتمالاً بسيطاً بأن تكون فئة دمه سلبية».

نصائح طبّية مهمة
لا يواجه الحمل ايّ عوائق اذا كانت فئة الام ايجابية والاب سلبية، لأنّ الفئة الايجابية عند الأم تدير عملية الحمل بشكل طبيعي. ويختم د. نخل حديثه مؤكداً أنّ «هذه الحالة ليست مرضية بل على العكس فإنها عادية جداً، ولا داعي للقلق أبداً، لكن من المهم جدّاً أن تذكّر الحامل طبيبها باختلاف فئة دمها مع شريكها، لاسيما أنّ هذه الحقنة سهّلت الحمل كثيراً، وسمحت لجميع الشركاء بالزواج والحمل والإنجاب رغم اختلاف فئات دمهم».