22 يوماً، ويتوجه اللبنانيون بعد ان يسبقهم المغتربون إلى صناديق الاقتراع، على وقع شبح الإشكالات المتنقلة في الشوارع والمربعات، في المدن الكبرى والارياف البعيدة، والناس، وهي تتوجس من أجواء التهديدات الأميركية والغربية بضربات جوية ضد أهداف في سوريا، على خلفية اتهام النظام باستعمال الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، ما يزال جيل منهم يتذكر وجع الحرب الأهلية (1975 - 1976) وآلامها وحرائقها، مع احتفال في المتحف الوطني (نقطة التقاطع بين خطوط التماس خلال الحرب بين غربي العاصمة وشرقها)، يدعو للحفاظ على السلم الأهلي والتعايش المشترك، في «لحظة حقيقية» بعد 43 عاماً على مجزرة عين الرمانة التي فجرت حرب السنتين في لبنان. وسط هذه الأجواء الملبدة في المنطقة، يتوجه الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري إلى القمة العربية اليوم في المملكة العربية السعودية التي ستعقد في الظهران ويشارك في الوفد الرسمي، إلى الرئيسين، الوزراء: جبران باسيل، نهاد المشنوق ورائد خوري. في غضون ذلك، أكّد مصدر وزاري لـ«اللواء» ان الموقف اللبناني من الموضوع الإقليمي، ومن تطورات ما يمكن ان يحصل في سوريا من تداعيات تحت وطأة الهجوم الأميركي المتوقع، أصبح معروفاً وهو اعتماد سياسة النأي بالنفس، وقال انه «لا يرى أي تخوف من انعكاس الوضع الإقليمي والحرب في سوريا على الساحة الداخلية اللبنانية، خصوصاً وأن الوحدة الداخلية ضرورية ومطلوبة في هذه المرحلة الحسّاسة والدقيقة والصعبة التي تمر بها المنطقة برمتها، مشيراً إلى ان هناك تأكيداً دولياً على وجوب استقرار لبنان وتحييده عن أي خلافات أو صراعات إقليمية. وفي تقدير مصادر وزارية أخرى، ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سينفذ تهديداته في غضون الساعات المقبلة، لكنه لن يأخذ الأمور إلى مواجهة واسعة مع الروس، لأنه يُدرك ان تداعيات المواجهة مع موسكو لن تكون محصورة في نطاق معين، وإنما ستفتح الباب امام حرب إقليمية مفتوحة على كل الاحتمالات. وكشفت المصادر ان بعض المسؤولين اللبنانيين تلقوا معلومات من أوساط أميركية وأوروبية عليا مفادها ان التحضيرات اوشكت على الانتهاء استعداداً لضربات أميركية وفرنسية وبريطانية، بعدما أخذت هذه الدول قرارها بمعاقبة الأسد ونظامه، رداً على استخدام السلاح الكيماوي. وان موسكو باتت تدرك ان ترامب يريد ان يدخل إلى لقائه التاريخي مع الزعيم الكوري الشمالي متسلحاً بالرد على النظام السوري الذي استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه، في رسالة واضحة يريد توظيفها في الحوار المرتقب على عدوه اللدود. وكشفت مصادر دبلوماسية ان المفاوضات الدولية الجارية مع موسكو تركز على ثلاثة مطالب اميركية: 1- ان تتولى الولايات المتحدة الاشراف على ما تبقى من أسلحة كيمائية لدى النظام في سوريا 2- استئناف مفاوضات جنيف، بهدف التوصّل إلى تسوية سياسية، تمهّد للانتقال السياسي، وقيام حكم انتقالي يمهد لخروج الرئيس بشار الأسد من السلطة. 3- أن يتوقف النظام عن استخدام الطيران الحربي السوري، وان تتولى روسيا التحرّك جواً لضرورات يجري التنسيق حولها مع الجانب الأميركي. ملف الكهرباء ويفترض ان يعود مجلس الوزراء في جلسة الأسبوع المقبل إلى بحث ملف الكهرباء في ضوء التقرير الذي اعده وزير الطاقة سيزار أبي خليل والذي لم يتسنَ للحكومة مناقشته، سوى البند الأوّل فيه والمتعلق بمعمل دير عمار-2 والذي اثار سجالاً حاداً بين الوزيرين جبران باسيل وعلي حسن خليل، مما اضطر الرئيس عون إلى رفع الجلسة، وترحيل الموضوع إلى الجلسة المقبلة. والمعروف ان التقرير يتضمن في أحد بنوده اقتراح استجرار الطاقة من سوريا بقوة 850 ميغاوات بصورة مؤقتة لحين إنشاء معامل على البر، وثمة وزراء باتوا يميلون إلى هذا الحل، باعتبار ان الربط الكهربائي مع سوريا قد يمهد على المدى البعيد لربط آخر مع تركيا، وغيرها من الدول القريبة جغرافياً، لكن مصدراً وزارياً استبعد لـ«اللواء» إمكان طرح ملف الكهرباء مجدداً على جدول أعمال مجلس الوزراء في جلساته القليلة المقبلة، والتي قد لا تتجاوز الجلستين أو الثلاث، الا ان ما قد يتطرق إليه المجلس فقط هو تجديد عقود بواخر الكهرباء التي تنتهي في شهر أيلول، خوفاً من ان يستغرق تأليف الحكومة الجديدة وقتاً طويلاً. أزمة حساسية ومع انه ما يزال يفصلنا عن موعد الاستحقاق الانتخابي سوى ثلاثة أسابيع فقط، فإن التنافس الانتخابي، بين القوى السياسية، واللوائح ذات التحالفات الهجينة، بلغ ذروته في اليومين الماضيين، علماً ان التوتر مرشّح لأن يتصاعد مع ارتفاع وتيرة الاحتكاكات المسلحة بين أنصار المرشحين، ولا سيما في بيروت الثانية، على خلفية نزع وتعليق صور المرشحين، مثلما حدث مساء أمس في قصقص حيث حوصر المرشح على المقعد الدرزي رجا الزهيري في منزل زميله في لائحة «كرامة بيروت» الدكتور محمّد خير القاضي، على اثر حصول اشكال بين مرافقيه وانصار تيّار «المستقبل» في المحلة المذكورة، تطوّر إلى اطلاق نار في الهواء، وتدخلت قوى الجيش والأمن الداخلي لمعالجة الوضع. وحصل هذا الحادث، فيما كان الرئيس سعد الحريري يجول في قرى حاصبيا والعرقوب ومرجعيون في زيارة انتخابية لشد عصب المرشح على المقعد السني في دائرة الجنوب الثالثة عماد الخطيب، ضمن لائحة تحالف الوزير طلال أرسلان التيار الوطني الحر، لكن الجولة التي شملت 8 محطات، لم تنته من دون إثارة «ازمة حساسية» مع الحزب التقدمي الاشتراكي، لا سيما بعد الاستقبال الذي أقامه الوزير أرسلان في السرايا الشهابية في حاصبيا وإصراره على ان يزور الحريري خلوات البياضة للموحدين الدورز، حيث استقبله هناك الشيخ غالب الشوفي، من اتباع الشيخ نصر الدين الغريب شيخ عقل للطائفة. وعبر عن هذه الأزمة، عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور الذي اعتبر ان «للبيوت ابوابها»، وان باب حاصبيا هو النائب وليد جنبلاط، اما النوافذ الأخرى أو المداخل الضيقة، فلا تعبر عن حاصبيا، في إشارة إلى أرسلان، موضحا ان الحزب التقدمي الاشتراكي «آثر ان يبقى بعيدا عن هذه الزيارة التي تهدف لاعلان تحالف سياسي»، معتبرا انه «تحالف هجين سينقضي في السادس من أيّار ليلا». اما النائب جنبلاط، فقال تعليقا على هذا الموضوع لـ «اللواء» انا لن انجر الى هذا السجال ولم اهتم كثيرا بالموضوع، وان كنت اشارك الوزير ابو فاعور شعوره، لكني كنت منشغلا بحفل تكريم رئيس «مؤسسة العرفان التوحيدية» الشيخ علي زين الدين بتقليده وساما فرنسيا تقديرا لانجازته، وكنت اتمنى استقبال الرئيس الحريري بطريقة اوسع وارحب في منطقة حاصبيا. وقالت مصادر قيادية في الحزب الديموقراطي ان سبب التحالف في دائرة الجنوب الثالثة مع «المستقبل والتيار الحر» يعود الى عدم اخذ الحلفاء في «حزب الله وامل» والحزب القومي بالاعتبار وجود حيثية كبيرة سياسية وشعبية وانتخابية للوزير ارسلان في حاصبيا ومرجعيون، ورفض ترشيح مرشح الحزب الديموقراطي الدكتور وسام شروف في الدائرة، اضافة الى رفض ترشيح مرشح الحزب في بيروت الثانية عن المقعد الدرزي نسيب الجوهري، وترك المقعد فارغا على اللائحة لمرشح الحزب الاشتراكي فيصل الصايغ، فاضطر ارسلان الى نسج تحالف انتخابي مع المستقبل والتيار لاثبات حيثيته في المنطقة. لكن المصادر اكدت ثبات الحزب الديموقراطي على مواقفه الاستراتيجية بالعلاقة مع المقاومة ومع الرئيس نبيه بري، وان التحالف الانتخابي لا يلغي هذا الموقف الاستراتيجي والخيار الوطني الكبير. جولة الحريري وكانت جولة الحريري بدأت في مرجعيون التي وصلها في طوافة عسكرية، حيث أقيم له احتفال في الساحة، ثم انتقل عصرا إلى حاصبيا يرافقه المفتي الشيخ حسن دلي ونادر الحريري والمرشح عماد الخطيب، حيث نظم له أرسلان استقبالا شعبيا في ساحة القلعة الأثرية، وكانت له كلمة ردا على كلمة ترحيبية من أرسلان. شدّد فيها الحريري على ضرورة ان يستعيد المواطن ثقته بالدولة، مؤكدا على ان أساس تفاهم اللبنانيين هو العيش المشترك والاعتدال. وبعد زيارة خلوات البياضة، انتقل الحريري إلى بلدة شبعا، مرورا بقرى عين قنيا وشويا، مشيرا إلى ان «زمن غياب الدولة عن تحمل مسؤولياتها في حماية منطقة الشريط الحدودي والدفاع عنها انتهى»، وان «استراداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا مسؤولية الدولة، وكل اللبنانيين صف واحد خلف الجيش اللبناني في حماية الحدود، وجميعنا صف واحد في مواجهة أطماع إسرائيل بأرضنا وثرواتنا النفطية. ومن شبعا انتقل الحريري الى بركة النقار المتاخمة للبوابة الشرقية لمزارع شبعا المحتلة ومنها الى كفرشوبا حيث كان استقبال حاشد من ابناء البلد ، انتقل بعدها الى كفرحمام ليضع حجر الاساس للمبنى البلدي ، ومنها الى راشيا الفخار لينتقل بعدها الى محطته الاخيرة في الهبارية وكان استقبال حاشد في المعبد الروماني. نصر الله وفيما كان الحريري يجول في القرى الحدودية الجنوبية، كان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، يصوب على تيّار المستقبل، في خلال المهرجان الانتخابي لدائرتي بعبدا وبيروت الثانية في منطقة الجاموس- الحدث، موضحا ان لائحة «وحدة بيروت» لا تخوض الانتخابات من أجل مصادرة قرار بيروت كما تدعي لائحة «المستقبل»، لافتا إلى ان الذين ينتخبون اللائحة أو غير لوائح هم: من أهل بيروت، «يجب التنبيه أن بيروت لها ميزة عن كل الدوائر أنها عاصمة لبنان، يجب أن لا تفقد هذه الميزة وبيروت التي هي عاصمة لبنان هي تحتضن كل اللبنانيين وتختصر في تركيبتها كل اللبنانيين، فيها مسلمون من كل المذاهب ومسيحيون من كل المذاهب، ويجب أن تكون مدينة بيروت خلاصة لبنان وعنوان لبنان ورمز لبنان والتعبير عن التركيبة اللبنانية». واعتبر أنه «لا يجوز لأي تيار او حزب او حركة او جمعية او زعامة أن تختصر بيروت بلونها الخاص، لون بيروت يجب أن يبقى لون الشعب اللبناني، ويجب أن يشعر الجميع أنهم أمام فرصة حقيقة للتمثيل». وشدد على أن « بيروت عاصمة لبنان كانت تحمل القضايا العربية وهمومها، وكانت تتظاهر من اجل القضايا العريبة»، لافتاً الى أنه «لم تكن بيروت في يوم من الايام تنأى بنفسها عن القضايا العربية «. ولفت الى أن «الخصومة السياسية بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل»، وبين التيار وتيار «المردة» يجب أن نسعى لان نجد لها حلا»، مشدداً على أن «التفاهم والتحالف لا يعني على الاطلاق أننا أصبحنا حزبا واحدا». وستكون للسيد نصر الله إطلالة ثانية غروب الاثنين في مهرجان لدعم مرشّح الحزب في دائرة كسروان- جبيل، على ان تكون له اطلالات أخرى في الأيام التي تلي من دائرتي الجنوب الثانية أي صور- الزهراني، المرتاحة إلى وضعها. وبعلبك الهرمل التي يخوض فيها الحزب معركة شرسة في مواجهة أربع لوائح، خوفا من حصول اختراق في أكثر من مقعد فيها. اشكال قصقص وفيما سجلت مسيرات سيّارة لتيار «المستقبل» جابت احياء وشوارع بيروت الثانية، أفادت «الوكالة الوطنية للاعلام» الرسمية عن حصول اشكال وإطلاق نار في حيّ العرب في منطقة قصقص، بين مناصرين للمرشح رجا الزهيري وعناصر من تيّار المستقل على خلفية إزالة صور للزهيري، أثناء زيارته لزميله في اللائحة المرشح الدكتور محمّد خير القاضي، وطوق مناصرو «المستقبل» منزل القاضي، فيما عمد أنصار الزهيري لاطلاق النار في الهواء لتفريق المتجمعين، وحضرت على الفور دورية للجيش وعملت على إخراج الزهيري من منزل القاضي من دون ان يتعرّض لأذى. وعزا تيّار المستقبل في بيان اعتذر فيه عن المشاهد التي رافقت الحادث، ان ردة فعل شبان منطقة الطريق الجديدة، جاءت بعد استفزاز مقصود تخلله إطلاق رصاص، لكنه اعتبر ان ردة الفعل «لا تستقيم مع توجهات قيادة التيار والمسؤولية الملقاة عليها في حماية العملية الانتخابية والانشطة المواكبة لها، والتأكيد على حقوق كافة المرشحين للقيام بما تقتضيه المنافسة الانتخابية. وناشد البيان الأنصار في كافة المناطق ولا سيما في الطريق ال جديدة، عدم الانجرار إلى أي استفزاز مهما كانت دوافعه وتجنب أية ردّات فعل غير مسؤولية من شأنها ان توقع الضرر بالأهداف التي يعمل لها تيّار «المستقبل» والرئيس سعد الحريري. ولاحقاً، أصدرت لائحة «كرامة بيروت» التي يرأسها القاضي خالد حمود، بيانا اعتبرت فيه بيان تيّار «المستقبل» بأنه جاء منصفاً وحكيماً، لكنها أكدت رفضها المطلق لكل أساليب العنف والتشبيح والبلطجية ودعت إلى إبقاء المعركة ضمن نطاقها الديمقراطي البحت، وشكرت الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية على تأمينها سلامة المرشحين القاضي والزهيري. ولكن بيان اللائحة روى تفاصيل الحادث بشكل مختلف متهماً من اسماهم «شبيحة» منطقة الطريق الجديدة بمحاصرة المرشحين المذكورين داخل عيادة القاضي، ومن ثم خلع أبوابها وتكسيرها واقتحامها، في وقت أطلق آخرون النار على المنزل والعيادة ومن فيها لمدة 30 دقيقة.