على لوائح الشطب اللبنانية 4711 اسرائيلي، يتوزعون بين 4489 في بيروت الثانية تحديداً في مينا الحصن،71 في زحلة، 48 في الشوف وعاليه، 42 في بيروت الأولى، 34 في طرابلس، 18 في المتن و9 في صيدا.

وبحسب "الدولية للمعلومات" سُميت طائفتهم بالإسرائيلية لا باليهودية بسبب الترجمة الفرنسية للعبارات في قرار الطوائف الدينية للمفوض السامي الفرنسي عام 1936 لجدولة الطوائف المعترف بها قانونياً في لبنان، أي قبل نشوء دولة اسرائيل. بينما هم يفضلون تسمية طائفتهم بالموسويّة.

صوّت خمسة ناخبين منهم في انتخابات 2009 من مينا الحصن، 4 إناث وذكر واحد، لصالح قوى 14 آذار. وفي انتخابات 2005 انتخب اسرائيلي واحد في مينا الحصن أيضاً. ويؤكد الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين لـ"ليبانون ديبايت" أن إسرائيلي لبناني تسجل لينتخب في السفارة اللبنانية في فرنسا لانتخابات أيار المقبل.
ويلفت شمس الدين إلى أن يهود لبنان عايشوا الحرب الأهلية اللبنانية وغادروا البلد بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982، وفي صيدا في حي اليهود على سبيل المثال لا الحصر كان هناك عائلتان تنتميان للدين اليهودي من أصل لبناني غادروا لبنان قبل أسبوع واحد من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان.

ويقول شمس الدين إن ما يؤكد استمرار وجود الاسرائيليين في لبنان هو تسجيل 20 ولادة اسرائيلية خلال الأعوام 15 الماضية. إلا أنهم لا يعلنوا عن هويتهم لأنهم مرفوضون في المجتمع اللبناني نسبةً لانتمائهم الديني وتسميتهم بالإسرائيليين، ما يُصعّب عملية إيجادهم.

وبعد البحث الدقيق استطاع "ليبانون ديبايت" الوصول لاسم أحد يهود لبنان يُدعى رئيس الأوقاف اليهودية في لبنان سامو بيهار، وقام بمقابلات محدودة مع زملاء صحافيين في عدد من وسائل الإعلام. حاول الموقع التواصل معه لكن تبيّن أنه غادر إلى إسبانيا، وهو يرفض التواصل مجددا مع الإعلام اللبناني بعد مشكلة حصلت مع إحدى الصحف التي لم تنقل كلامه بأمانة وموضوعية.

في السياق ذاته، يؤكد الباحث السياسي مروان حرب لـ"ليبانون ديبايت" أن يهود لبنان كانوا جزءً من المِلَل التي كانت موجودة أيام السلطنة العثمانية، وكانوا يمارسون الطقوس الدينية الخاصة بهم كباقي الطوائف الموجودة في السلطنة.

يقول حرب إن عدد الاسرائيليين المتبقين في لبنان يتراوح بين 300 و400 اسرائيلي، معظمهم يملكون جوازات سفر أجنبية. وهم طائفة رسمية موجودة في لبنان يحق لها التوظيف والترشح على مقعد الاقليات في بيروت الثانية، ومن دلائل استمرار وجودهم في لبنان دفن موتاهم في المقابر الخاصة بهم في السوديكو.

تاريخياً كانوا جزء لا يتجزأ من المجتمع اللبناني، شاركوا في النظام التربوي، وكان لهم مدرسة مهمة في وادي ابو جميل، أضف إلى مدافن مركزية في محلة السوديكو. ووصل في إحدى مراحل تاريخ لبنان الجنرال اللبناني الاسرائيلي الياس بصل لمنصب مهم جداً في الجيش اللبناني يضاهي رئاسة اركان الجيش.

وتعتبر الأعياد المركزية لديهم وطنية، شارك فيها رؤساء الجمهورية اللبنانية ومنهم كميل شمعون وشارل الحلو، في معبد ماغين أبراهام في وادي أبو جميل، وكانوا جزء من الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في لبنان.

هاجر قسم قليل منهم العام 1948، وكانت أعلى نسبة هجرة للإسرائيليين اللبنانيين بعد عام 1968، ذهب قسم قليل جدا منهم إلى اسرائيل والقسم الأكبر إلى أميركا اللاتينية وأوروبا.
لم تكن هجرتهم استثنائية بل طاولت كل اليهود الموجودين في البلدان العربية، والسبب الرئيسي دخول العصابات اليهودية على القرى الفلسطينية والمجازر الكبيرة التي ارتكبوها ومنها مجزرة دير ياسين، وكانت هجرتهم تخوفاً من الحقد العربي الكبير الذي يمكن أن يطاولهم بسبب الأحداث الفلسطينية.