لم يستطع السيد حتى اليوم الإلتفاف بخطاباته على الشارع البقاعي وما زالت حالة الإعتراض تتوسع يوما بعد يوم
 

يتحول خطاب الأمين العام ل (حزب الله) السيد (حسن نصر الله) يومًا بعد يوم إلى ما يشبه التكرار الممل خصوصا مع إطلالاته المتكررة في الآونة الأخيرة على خلفية الإنتخابات النيابية في أيار القادم.
خطاب السيد  تميّز في السابق كحدث رئيسي على الصعيد المحلي والعربي والعالمي عندما شكل السيد زعامة عربية بُعيد الإنسحاب الإسرائيلي من لبنان، حيث كانت المقاومة في جنوب لبنان ودماء الشهداء قد صنعت له هذا المجد، فاعتلى السيد على دماء الشهداء وتضحيات المقاومين وآلام الجنوبيين والبقاعيين من الشيعة، وشكل بزعامته خطابًا استطاع الوصول من خلاله إلى المحيط العربي والإسلامي، وحملت تلك المرحلة حضورًا قويًا للبنان والمقاومة عربيًا ودوليًا.

إقرأ أيضًا: محاربة الفساد كشعار إنتخابي و ما حدا ياكلنا راسنا
اليوم ومع التطورات السياسية والعسكرية التي حصلت في المنطقة عقب الإنتصار عام 2000 وبالنظر إلى مواقف الحزب وسياساته في الداخل والخارج إنكفأ هذا الخطاب بل شكل بكثير من مفرداته لغة جديدة لم تعد مقبولة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فمنذ أن تورط الحزب في الحرب السورية خصوصا والحروب الأخرى في الدول العربية، ومع انكشاف الأهداف الحقيقية للحزب بتنفيذ الأجندات الخارجية، بدأ الخطاب ينحدر إلى مستويات طائفية ومذهبية وتخوينية، وبالتالي فقد الخطاب صلته بالمجتمع العربي وعاد إلى حجمه الطبيعي في المجتمع اللبناني لينحسر مجددًا في البيئة الحزبية والسياسية.
وفي قراءة الأسباب والتداعيات لانحدار هذا الخطاب فهي كثيرة  تعود بشكل أساسي إلى تحول الحزب  من حزب مقاومة الإحتلال الإسرائيلي إلى حزب ولاية الفقيه، إلى حزب الحروب المتنقلة، إلى حزب التخوين والإفتراء، إلى حزب الإتهامات الجاهزة بالعمالة، إلى حزب رفض الرأي الآخر، وغيرها، وجاءت الخطابات الأخيرة لتؤكد الإنحدار المتواصل لخطاب السيد ولانعدام تأثير هذا الخطاب لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين والعرب، تلك الخطابات التي يحاول السيد من خلالها تحريض المؤيدين والمناصرين على المشاركة في الإستحقاق الإنتخابي والتصويت للوائح الحزب.

إقرأ أيضًا: الإستغلال الإعلامي المسيء للزيارة السعودية -الإماراتية إلى بعلبك
تحول خطاب الأمين العام إلى جزء من الماكينة الإنتخابية للحزب و استغل في إطلالاته كل العناوين السابقة، المقاومة والشهداء والإنتصارات والحرب على الإرهاب وغيرها، لتتضمن خطاباته مجموعة كبيرة من المغالطات والأكاذيب والمجاملات والبلطجة والإستفزاز، لتشكل هذه الخطابات في المرحلة الراهنة حالة استياء غير مسبوقة خصوصًا تلك الخطابات المتعلقة بالملف الإنتخابي، حيث رفضت شرائح كبيرة في المجتمع الشيعي خطاب الإستعلاء والإستفزاز والتخوين والإفتراء.
فقد الخطاب حضوره وبريقه في الساحة السياسية عمومًا والشيعية خصوصا على خلفية إدارة المعركة الإنتخابية في لبنان وشكلت منطقة البقاع حالة استثنائية خاصة حيث لم يستطع السيد حتى اليوم الإلتفاف بخطاباته على الشارع البقاعي وما زالت حالة الإعتراض تتوسع يومًا بعد يوم لتعبر في صنادق الإقتراع عن حالة الرفض السائدة بما يمكن أن يشكل صدمة للحزب وللسيد تحديدًا، حيث لم يفلح الحزب بعد في إستمالة العائلات بالرغم من المحاولات الكثيرة والتهويل والترهيب والترغيب.