في تحدٍّ للإرادة الدولية المتمثلة بـ«اليونيفل» في الجنوب وفي اعتداء إسرائيلي جديد على السيادة والحدود اللبنانية، باشر الجيش الاسرائيلي بتركيب جدار اسمنتي بين مستعمرتي مسكافعام والمطلة المقابلتين لبلدتي كفركلا- العديسة اللبنانيتين على الحدود وسط حماية إسرائيلية، يقابله في الجانب اللبناني انتشار ومراقبة لعناصر من «اليونيفيل» والجيش تحسّباً لأيِّ طارئ
 

وحسب المعلومات، فإنّ الجدار الجديد هو استكمال للجدار الذي كانت قد أقامته إسرائيل العام 2012 مقابل بوابة فاطمة بين مستعمرة المطلة وبلدة كفركلا اللبنانية، وتحدثت المعلومات عن أنّ إسرائيل استقدمت المكعّبات الإسمنتية بارتفاع 7 امتار وبدأت ببناء الجدار الذي سيمتدّ بمحاذاة السياج الحدودي القائم ما بين بوابة فاطمة وحتى تلال العديسة.

وأبلغت مصادر أمنية «الجمهورية» أنّ «الجيش و»اليونيفل» راقبا الأعمال الإسرائيلية وأعدّا تقريراً موثّقاً بالصور والمعلومات عن الجدار تمهيداً لعرضه في أوّل لقاء في الناقورة برئاسة القائد العام لـ»اليونيفل» الجنرال مايكل بيري وحضور ممثل لبنان العسكري في اللقاء وضباط إسرائيليين، وهو لقاء شهري يدرس الأوضاع على جانبي الحدود وأنّ الوفد اللبناني سيدعو في اللقاء لوقف بناء الجدار لأنّ تلك المنطقة التي يقام عليها وإن تكن أراضي لبنانية متنازعاً عليها خلال ترسيم الخط الازرق العام 2000، وسيبلّغ الوفد اللبناني العسكري اللقاء أنّ مقرّرات مجلس الدفاع الأعلى بإعطاء الأوامر للجيش بالتصدي لإسرائيل حال اقترابه شبراً من الاراضي اللبنانية، مشيرةً الى أنّ بيري استطلع الأعمال الإسرائيلية من بلدة كفركلا لتكوين تقرير عن الوضع هناك بعد بناء إسرائيل للجدار.

وتفقّد وزير المال علي حسن خليل محور كفركلا - العديسة الحدودي، حيث راقب الأشغال الإسرائيلية والورش التي تعمل على إقامة جدار إسمنتي. وقال في تصريح: «‏نحن اليوم في تحدٍّ مفتوح مع العدوّ الإسرائيلي، وما يحصل اليوم يؤكّد عجز إسرائيل في مواجهة لبنان بنقاط التحفّظ التي نعتبرها حدودنا الشرعية، وهم اليوم يزيدون من عزل أنفسهم، الأمر الذي يؤكّد صوابية وجهوزية موقفنا الذي تُرجم بالرسالة الجدّية من مجلس الدفاع الأعلى، الى جانب جهوزية المقاومة» مؤكّداً أنه «يجب أن يعلم الإسرائيلي ومَن يغطيه أنه عند أيِّ خرق لهذه النقاط، سيواجه بموقف لبناني مميَّز واستثنائي رادع».

الى هذا اعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم بعد معاينته الأشغال الإسرائيلية أنّ «ما يقوم به العدوّ على الحدود، بمثابة اعتداء على لبنان»، وقال: «العدوّ الاسرائيلي يستكمل اليوم بناء الجدار العنصري على طول الحدود، وهذا الجدار الذي رفضه لبنان من الأساس، ونحن حذّرنا من أن يكون هناك اعتداء على لبنان من خلال أيّ خطوة لزيادة مساحات الارض المحتلة على طول الحدود، سواءٌ في منطقة العديسة او في موقع شجرة الكرامة حيث كان هناك اعتداء على السيادة او في الجزء المحتلّ من الغجر وفي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».