حجّة التيار الدامغة التي برّرت وتُبرّر تحالف التيار مع الجماعة هي المصلحة الانتخابية ولا شيء عداها
 

 

أولاً: الدكتور حايك وعلب الليل

 

ما لم يجرؤ الوزير جبران باسيل على قوله طوال مسيرته السياسية، قاله منذ أيام القيادي في التيار الوطني الحرّ الدكتور ناجي حايك، عندما وصلت به الحال للافصاح عن الاختلافات العميقة بين معتقدات الوطني الحر والجماعة الإسلامية، فالتيار يوافق على فتح علب الليل (nights clubs) في قلب مدينة صيدا (المدينة الإسلامية الوحيدة ربما التي يسكنها المسلمون السّنّة) ويُشجّع على ذلك، في حين قد يسعى أنصار الجماعة الإسلامية لتطبيق الشريعة (الشريعة الإسلامية طبعاً والتي تنقض بصراحة العيش المشترك). أمّا حجّة التيار الدامغة التي برّرت وتُبرّر تحالف التيار مع الجماعة هي المصلحة الانتخابية ولا شيء عداها، فهذا التحالف، يقول حايك، قد يُؤمّن لنا الفوز بمقعد إضافي بواسطة أصوات الأخوة "المستجدّين" من الجماعة الإسلامية.

من فائض جهل الدكتور حايك أنّه ألقى الضوء على دوافع تحالفات التيار الحرّ ومبرراته المصلحية والانتهازية والوصولية، فهو لم يترك طرفاً سياسياً أو حزبياً أو جماعةً أو أفراداً إلاّ وتحالف معه، بدءاً من تحالف مار مخايل مع الحزب، حتى التحالف "المسيحي" المبارك مع الدكتور جعجع، وصولاً إلى التحالف "القسري" مع المستقبل بعد استقالة الرئيس الحريري والعودة عنها.

إقرأ أيضا : التيار الوطني الحر ليس قويا إنتخابيا كما يحاول الترويج

 

ثانياً: جماعة على أقذاء وهُدنة على دخن...

 

تحالف التيار في "همروجة" انتخابات أيار ٢٠١٨ مع الأقارب والأبعدين، دون أيّ اعتبار لأبسط مبادئ التحالفات السياسية، وحفظ التّوجهات الوطنية، وصون أخلاقيات التنافس والتصالح والخصومة.

قال رسول الله (ص) لحُذيفة: هُدنة على دخن وجماعة على أقذاء، أراد ما تنطوي عليه القلوب من الضغائن والاحقاد، فشبّه ذلك بإغضاء الجفون على الاقذاء، والدّخن: من الدّخان ، جُعلا مثله لما في الصدور من الغلّ.