·أجد شعر ألمرأة في الوطن أكثر تأثيراً ويحرك بي ألشجون سببه صلة الوصل بينها وبين الأرض فكلاهما يحمل رحم !

حاورته  من لبنان : ألإعلامية هبة قضامي .

 _أسعدني أن أحاور شخصية عربية لأول مرة في مجال الأدب والشعر المعاصر عُرف بالتواضع والتسامح والكبرياء , إتسم بالعلم والثقافة وألمعرفة , لمع في ألمادة الأدبية كتب الأرض وألسياسة وألحب عرفته الإذاعة اللبنانية وسكن أحضانها.
  اللقاء مع سمو " الأمير " قد يكون من شهامة الملوك التواضع في زمن التشتت وألرياح وألضباب وزمن ألمكابرة ألمطلقة .


_ سمو الامير "المُجلي طلال بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود  "                                                                                                                       لن أسمي هذا  ألسبق  سبق إعلامي خصوصا , عندما يتشيد أدبا وعلما وتقديراٌ ,والاهم من ذلك حُبكَ للشعب أللبناني, كونه يحمل هذا ألحنين من كبد الأم .

* أبحر باكراً , كان مركبه ألقلم وبحره ألورقة وضفافه ألتعبير , تقترب منه تظن نفسك أمام هالة   سرعان ما تصل إلى شفافية إحساسه المدغدغ  باللوعة , إنساني الى أبعد الحدود يرفض ألتعصب ويخاطب ألحضارة  يبنى ألواقع ويبعد عن ألتزييف يقدم نفسه كإنسان يده بيضاء وفكره قنديل .

 سمو الأمير حللت مملكة الثقافة فأهلا بك َ على صفحاتنا الثقافية  ..

·فدعنا ندخل ونتذوق من كَرمك  الشعري  ونتعرف على مادة أدبية جديدة  دعنا نتحدث عن ابحارك المستمر في الشعر, وعن مخيلتك , ومساحات أفكارك ,وعرفنا عن الشاعر المُجلي  .؟

·أشكركم  على المقدمة والترحيب , هذا هو نبض القلم اللبناني يحضر دائما  وهكذا أرى  الشعر بمجمله فكرة مميزة وأي فكرة من المفروض أن تحتوي على  التجدد والإبداع  وتنطلق من الروح والمعنى  وغزارة الفكر والنضج والأسلوب.

·ولا شك أنني أسعى لبناء مدرسة شعرية جديدة يكون رائدها ( المُجلي ) وهذا ليس سهلاً فعندما تُعبد طريق ما , فأنت تحتاج للعطاء المستمر و الصبر  الدائم و التوفيق من الله  .

·كيف تجد نفسك بعد عدة سنوات وأنت تقطع سهولوسفوح, وأبراج القصائد, وعرش الشوكوتتحدث بالعطور والزهور , وتتلألأ  بالكريستالأظن إني لخصت العديد من القصائد ..؟

·واضح أنكِ تطلعين على كتاباتي جيداً , فأنا انشر كتاباتي من سبع سنوات تقريبا , ووهج الكتابة  والمشاعر  سبقني قبل هذا بكثير نحو الكتابة  , سفري إلى الخارج  بُعدي عن الاهل  والبلاد كَون لدي  مخيلة إمتزجت بالالوان جعلت روحي تسبح بعالم آخر , و ما بين حبي للتراب ورحلات السفر , قطفت أقلامي غمار الكلمات  وتعطرت بالزهور وأصبح المُجلي مُجلي  .

        ·هل نطعم الحديث ببداية شعرية ؟


عاد الشتاء ردي لي معطفي لا أدري !!


لما  يغمرني معطفي بعالم حنانه أكثر منكِ ؟


أخذتُ أتسلق أبراج فكري و وطئت أعلى قمة فيها

و دنوت لأراكي من شرفتها ,

كم أنتي بعيدة !!

سابحة  ! عنيدة !

تمازحين  العواصفَ بكراتك الثلجية ..!!


عاد الشتاء رد ي لي معطفي الذي حماكِ

جردت نفسي منه أملاً

أتجمد لمقاومة وهجكِ و سهامكِ

و للموعد حظه العاثر بيننا 

فمزاجي الدائم هو الشتـاء

و فاكهتي الدفء و الصفـاء

فمن فضلك أقولها بحنان عاصف , ردي لي معطفي

فقد عاد من يشعرني بأني أتنفس شتائي.

 

* الله على إحساس القلب في هواك إنه مخزون الحب والحنين والشعور بالفصول, هل كتبت خارج الحب  وبراءة المشاعر ؟

·  في المرحلة الأخيرة  كما لاحظ المتابعين لي رُحت أكتب  القصيدة السياسية مثل قصيدة    (حرب الزهور )  كي أعيش المناخات الحاضرة والمقبلة , و أدخلت سلسلة من المقالات السياسية الساخرة الجريئة ضمن أعمالي كي تنضم إلى  باقة أعمالي السابقة , ووجدت نفسي أتوجه نحو الأدب وفن المقالة , بعضها تتصف بالوجدانية  والعاطفة,  و منها  كان تجليات روحانية .


* هل الشعر موهبة او مجرد خواطر  ؟.

·الشعر موهبة  وهي الاساس في ذلك , يجب أن تكون موجودة في كيان الشاعر كقاعدة أساسية وهي تضخ من صميم الفكرة  وحضور وغزارة القلم حتى نستمر  ,الموهبة  تتجدد كلما دخلنا عالم الشعر وتعمقنا به , ثم  تاتي  الخواطر  لتحرك الموهبة الشعرية , و يلعب العقل دوراً كبيراً بإبراز الموهبة ونموها والاهم  تنظيم هذة الموهبة بالشكل السليم والمطلوب  .


* كيف تكتب  في ظل حروب مستمرة هل تتفرغ لهذا الامر ؟  وكيف ترى علاقة السياسة مع الثقافة ؟.

·  المناخات صعبة  باتت  في العالم العربي  , لكن أود القول لا وجود لسياسة حقيقية  من دون خلفية ثقافية و فكرية ! أبداً لا يوجد .

·التفرغ ليس كلي إنما , في  ظل العوامل السياسية هناك أمور تستدعي  منا  أن نواكب ما يحدث وأن نتعامل مع كافة الفئات , حتى ما لا  يتفق مع  إنسجاماتنا العلاقة الثقافية هي دائما جامعة للكل وأهم باب حضاري للتواصل والأمر يستدعي التكيف  , والبعد عن العصبية وأخذ الامور بتروي وفهم الاخر وظروفه ,   وأحيانا تجد نفسك تندمج بشروع الكتابة  وتكتب الحالة و الحادثة  نتيجة لأي وضع راهن  تتأثر , وليس من الجميل أن تغيب وتبتعد عن الساحة عليك أن تحضر بقلمك  بالرغم من المشاغل  والأعمال  , فالسياسة تحمل هوية الثقافة و هناك دافع قوي يلهم الشاعر أن يستوحي سواء في الحرب أو في السلم  .  

·لا فرق بين شاعر وشاعر سياسي  بالنهاية هو شاعر , والشاعر لا يتأخر عن تحويل إحساسه إلى نص  ومادة , فهو يعمل على سبك الامور وصبها وجمعها ووضعها  ضمن مسار معين  تخدم  قوة ما نكتب وتُشبع الموقف  وتوجد النص .

كيف تواكب العصر ؟

·علينا دائما أن  تتعامل مع  التقنيات ونشرع في التفيذ   واليوم شبكات التواصل  دفعت الجميع لمواكبة اللحظة, هذا العمل جميل يجعلنا نطل على العالم دون رسميات نندمج مع كل أنواع الثقافة , هناك أقلام جميلة تعرفنا عليها من خلال شبكات التواصل  واليوم نحن نحمل رسالة الاوطان فكيف نبتعد ولا نواكب ؟,

·فالثقافة ليست كما يظن الجميع قراءة جملة من الكتب  وحضور مؤتمرات و إلقاء ندوات  والعيش بطبقية . إنما هي تنمية لمنافذ روحية فكرية  و إسقاطها على أرض  الواقع  بمتناول الجميع .

* في ظل عالم عربي يفتقد لثقافة الأدب ويتجه نحو ثقافة الجسد  كيف تُنظر الى  الأمور وأنت عرفت بالتواضع وحبك للناس والتأثر وعرفت انك تحمل هويث ثقافية لا مثيل لها وسفير الإنسانية أينما تحل تدمعك أصوات الاطفال وتنتفض  ؟

·  اولا : العالم العربي يتجه نحو ثقافة الجسد , إلا أني متأمل بأن ثقافة الأدب ستعود بأمجادها وتزهر ألامة  وأنا  أكافح جاهداً للوصول إلى هذا المبتغى  وسيكون القلم منبر الثقافة , وهذا أقل واجب أن أكون إنساني لا قيمة لشخصي إن لم أكن إنسان


 إذا تحدثنا عن المرأة من يؤثر بك َ أكثر شعر المرأة أم الرجل وما هو الفرق ؟.

·أجد شعر المرأة في الوطن أكثر تأثيراً ويحرك بي الشجون قد يكون بسبب صلة الوصل بينها وبين الأرض فكلاهما يحمل رحم !

·أما شعر الرجل فأجده متفوقا بالغزل و العاطفة وذلك يعود لتمكنه من الصور البلاغية و التشابية الإبداعية التي يكتب بها بعض الشعراء وليس الكل .


* هل تشجع المرأة على إبراز مواهبها , وهل أنت مع صوت المرأة , وهل لقب شاعرة للمرأة لقب رفيع المستوى  أو مع سياسة تجاهل المرأة ؟..

المرأة أولا ً: هي الأم  والطفلة  والقصيدة هناك رابط  تغزونا بحنينها دائما , لقب شاعرة  كأي الألقاب الرفيعة , مثل لقب دكتورة ! لكن هناك من يبرعن أمام هذا اللقب ,وهناك  النقيض

 وأنا أشجع كل بارعة , والأمر يتعلق بإستحقاقها لللقب, وهذا يحدده فقط طريقة  نهج شعرها وقلمها وكيف تقدم نفسها وتشعرنا بإبداعها , فهي تحدد تقبل الجمهور لها بالإيجاب أو السلبية وهنا تبرز المرأة صوتها الفاعل, أما كلقب بحت فهو مشرف  إجتماعياً .

 

* أخبرنا عن صفحاتك على الفيس وهل جمهورك يتزايد وكيف ؟

يكون  لي  نصيب من السعادة الغامرة  حين أتواصل مع جمهوريو عرض أعمالي عبر صفحات التواصل الإجتماعي (الفيسبوك) ومشاركتهم  هذا يزيد من بحر المعرفة والتواصل ويمتن العلاقات . لدي عدة صفحات موزعة كالتالي .

1 حسابي الشخصي في الفيس بوك

2 صفحة الإعجاب بأعمالي

 3صفحة صالون عرش الشوك الأدبي .

* هل لنا بنفحات جديدة من شعرك ؟

تلك القصيدة كتبت حزنا على مرض الوالد

 آه يا ابتي !!

كيف لي أن أنسى غرغرة صوتك , و وعودك الكثيرة وخجلي الكبير , و تعففي أمامها 

وحرصك أن أبقى على نفسي قوياً وعلى أمي رقيباً 

لن أنسى موعدنا الأخير.. 

و كيف أنسى دمعة عيونك ألندية ,كيف أنساها وهي

 ترافق قولك سامحني يا ولدي

لا يا أبتي ... لا تقولها ثانية 

دعني أضحي لأجلك دون مقابل .


هل لي ..! هل لي 

أن أعود لسابق عهدي

أسترق إليك النظر .... من بين أوراق الغار و أغصان الشجر ...!

 أزيح عني أشجار الزيتون  و أشواك الورد لألمح بهاك ..

لا تنظر إلي ..! بحكم ضوء حلاك

فلا يغضبني ذلك ! ويعجبني نظرك للآخرين

                
تدمي ساعيدي و قدمي تلك الأشواق  حين أزيحها

ولكني أنسى حين ألمح بهــاك 

وتتقاطر مني الدماء وراء ألدماء

فتصبغ ألورق الأخضر



فتشفق علي حينها أشجار الأرز .. وتنحني لأجلي ..

أقول لها أبتعدي ... أنظري أنه أبي يفوقك يا أشجار الزيتون عمراً وأرتفاعاً


تصمت الأشجار حيرة ً مني ...؟

فتهتز نحوي أغصانها مواسية

تلتف حول معصمي وساقي حاملة إياي كأيقونة ترسم

 .. أمير الغار ...

هل لي يا أبي أن أعود لسابق عهدي  ؟

إذا عدت  لصحتك و بهــــــاك

أعدك أني ذاهب لسابق عهدي.

فوق الأوراق و بين الشجر ألتمس بصمت نظرة رضــــاك

و على الرأس أضع من جديد ذاك التاج المصنوع من ورق الغار.

* جميل هذا الحنين فيه النكهة اللبنانية علها كبد الام كما ذكرت أتمنى لك التوفيق والمزيد من الابداع كلمة حرة وأخيرة

·سأحمل المشعل الثقافي دائما  و أحمل المرآه لأعكس ضوء الشمس على الضمائر المظلمة لعلها تستنير و تستيقظ  .

والشكر النهائي  على الحوار  والدعوة  إلى  الإعلامية هبة قضامي  التي أكن لها كل التقدير .

طلال بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود

الكاتب و الشاعر / المُجلي