وأخيرا استقال ميقاتي على وقع الخلافات الحادة  والمواضيع المتفجرة التي تخللتها جلسة مجلس الوزراء اليوم وتأتي هذه الإستقالة ولبنان يعيش أكثر مراحله خطورة على الصعيدين الامني والسياسي .
اعلن ميقاتي استقالة الحكومة ولم تتوضح بعد الاسباب الحقيقية التي ادت إلى ذلك وإن كان الواضح من مجريات الجلسة أن هذه الإستقالة هي ردا على مواقف قوى الثامن من اذار التي رفضت بشكل قاطع الموافقة على بندين أساسيين هما  تعيين هيئة الإشراف على الانتخابات والتمديد للواء أشرف ريفي .
وتأتي هذه الاستقالة بعد الخلاف بين رئيسي الجمهورية والحكومة من جهة وفريق 8 آذار من جهة اخرى. فمع طرح رأي هيئة الاستشارات العليا حول الهيئة المشرفة على الانتخابات، انقسمت الآراء بين فريق رئيسي الجمهورية والحكومة المؤيد لوجوب تعيين هيئة اشراف، وبين فريق 8 آذار الرافض للأمر، وحينها طلب الرئيس ميشال سليمان من وزير الداخلية مروان شربل طرح الاسماء على التصويت، حيث لم تنل الاسماء التي طرحت الاصوات الكافية والمطلوبة بسبب اعتراض فريق 8 آذار على مبدأ تشكيل الهيئة.
وبعد انتهاء الجلسة أفيد عن اتصالات داخلية ودولية بالرئيس ميقاتي لتهدئة  الامور ولكن وكما بدا انها لم تفلح فسارع ميقاتي لحسم تردده فأعلن استقالته وجاء في بيان الاستقالة :اني اجد نفسي مضطرا لاتخاذ الموقف الذي يحكمني ضميري باتخاذه افساحا في المجال امام الحوار ولا سبيل لحماية لبنان وانقاذه الا من خلال الحوار وافساحا في المجال امام تشكيل حكومة انقاذية تتحمل انقاذ الوطن"، مشددا على ان " الوطن هو الاغلى ويستحق منا كل التضحية".
وأضاف: "لقد كانت المعاناة كبيرة وكانت مقاربة المسائل الدقيقة بالحكومة وخارجه موضوع تشكيك ومكاربة وتجاهلا للواقع اللبناني، وسعيت الى حفظ لبنان والنأي به من الاعاصير العاتية والبراكين الثائرة حفظا لتوازن ىمنت به وقد طبقته قولا وفعلا مما اتاح للبنان الحفاظ على الاحترام الدولي وابقيت قنوات التواصل مفتوحة مع كل المكونات اللبنانية".
واوضح انه "راودتني الاستقالة مرتين، الاولى حين عقدت العزم على تمويل المحكمة والثانية عند اغتيال اللواء وسام الحسن، وفي المرتين كان المسؤولية الوطنية تطلب منا ان نستمر بتحمل المسؤولية".

وتأتي هذه الإستقالة في مرحلة دقيقة يمر بها لبنان على الصعيدين الامني والسياسي ما يضع مصير هذا البلد أمام الكثير من الاحتمالات والتكهنات فماذا بعد هذه الإستقالة .