هل يعقل لمرتزقة فاسدون حاقدون من ذوي النفوس الضعيفة أن يكونوا ابطال استقلال جديد ؟
 

"الجمهورية الفرنسية" ودعت الكولونيل "بلترام"الذي قضى شهيدا منذ ايام في تصديه لمختطف الرهائن الداعشي جنوب فرنسا في احد المراكز التجارية , بينما "الجمهورية اللبنانية" العتيدة تستقبل طلبات "المرشحين" للإنتخابات النيابية التي جبرت عظماء الطوائف على النزول الى مستوى زعماء الكتل البرلمانية ووضع ايدولوجية مبادئهم جانبا لأن "الكرسي النيابي" في هذا الزمن القبيح أصبح "كرسي رسولي" يجب التثبت به لتكملة مسيرة الفساد التي بدأت منذ اعلان دولة لبنان الكبير الى يومنا هذا .
ودًعت فرنسا شهيدها البطل في حفل تأبين ضخم ،تمثل في حضور رئيس الجمهورية "ايمانويل ماكرون" بالاضافة الى الرؤوساء السابقين "ساركوزي وهولاند" وكل أعضاء الحكم بما فيهم "رئيس الحكومة"، و"قائد الجيش"، وغيرهم من الفاعليات في السياسة الداخلية والخارجية، اجتمعوا  جميعا للتأكيد على وحدتهم الوطنية،وعلى رقيهم النضالي، وعلى مناقبيتهم السامية، في تقدير واجلال أبطالهم،وزرع المواطنة الحقيقية في وطنيتهم وتثبيتها.
بالرغم من أن الموضوع لا يعنيني إلا في شقه الإنساني إلا أنني شعرت بلحظة فخر وأدمعت عيوني مع كثير من الفرنسيين أثناء النقل المباشر  لكلمة الرئيس الفرنسي المؤثرة في تقليد الأوسمة ونعي الشهيد "بلترام" في إحدى بلديات باريس،  لذلك الحدث عظيم بمفهومه  الفرنسي الوطني ويعتبر جدا  عادي بمفهومه اللبناني اللا-وطني. 

في لحظة تأمل تلك الومضات غير الإعتيادية في مجتمعنا الممزق،سافرت هامتي بعيدا عني الى الماضي القريب وأجبرتني على مرافقتها لتذكرني كيف هناك مناطق في لبنان تهجر وأخرى تنعم بالرخاء ،ومناطق يذبح أهلها وأخرى تسهر في الملاهي، وأحزاب تدعم الداعشي وأخرى تقاتله، وشهداء يطلق عليهم قتلى وبالعكس قتلى يعتبروا شهداء ،يا للهول لتلك الفوضى الفكرية النادرة في تلك البقعة الصغيرة لبنان!
وأكملت هامتي طريقها الى الماضي البعيد نسبيا  لترجعني بالذاكرة الى كتاب التاريخ المدرسي المزيف ، حين طالبنا باستقلالنا عن الإنتداب الفرنسي ،وأصبح لدينا رجال إستقلال وعيد وطني !ونحن الآن نعيش إنحطاط القرون الوسطى في زمن الحضارات الكبرى ونتسكع أمام سفارات العالم لنيل تأشيرة دخول ولو لسفرة واحدة ولعدة أيام فقط لأننا نحمل تلك الجواز اللبناني اللعنة ،والأنكى من ذلك أننا نحتفل كل سنة باستقلالنا عن تلك الدولة العظيمة والراقية فرنسا!

أين تلك الرجال التي كانت تنادي بعظمة لبنان عبر التاريخ ؟!
أين "لبنان ذو وجه عربي" لأنه كان يعتبر فعلا أرقى من أي بلد عربي مع إحترام كل الشعوب العربية ؟
لبنان اليوم أقل من أي بلد عربي للاسف الشديد ، سخرتم أيها الحاكمون الفاسقون الزناديق من فنادق موريتانيا فجاءكم الجواب نظفوا شوارعكم !
سخرتم في إجتماعات جامعة الدول العربية فجاءكم الجواب قبل إبداء رأيكم اتفقوا على حل مشكلة النفايات ببلادكم أولا!
سخرتم من الاثيوبيين المساعدين في المنازل والمكاتب فجاءكم الجواب من افواههم على التلفاز عندنا تجدون حل لمشكلة الكهرباء في لبنان عليكم التكلم عن سلوكنا المهني، فالكهرباء في اثيوبيا اربعة وعشرين ساعة منذ اكتر من خمسين عاما.
بالوقت الذي معظم سياسيينا ،و رؤوساء احزابنا، وضيوف الشاشات التلفزيونية ، يقومون يوميا باتحافنا بالوعود الكاذبة والشعارات الرنانة وهم مرتهنون ومرتزقة لإيران والخليج والولايات المتحدة واسرائيل وروسيا والاتحاد الاوروبي  وغيرهم الكثير  من الدول الطامعة بشرذمة لبنان وأهله !
إنه النفاق والعهر السياسي!
تتعدد الأسماء والثقافات والوجه الاستبدادي واحد.
إرتهان للقرار  ، سلب للحريات، تبني الفكر الخارجي، اقتتال هنا وهناك ، زرع طائفية ،تغذية مذهبية ، عهر سياسي، سلب إرادات وطنية وقمع حريات شبابية.
السؤال الأول: إذا قررنا أن نطالب بإستقلالنا الآن من من نطلبه؟
١.دول مجلس التعاون الخليجي ؟
٢.الجمهورية الاسلامية الايرانية؟
٣.الولايات المتحدة الاميركية؟
٤.كيان العدو الاسرائيلي الغاصب؟
٥.القوة العظمى في الاتحاد الاوروبي؟
٦.روسيا الاتحادية وحلفائها الحاليين؟  
للأسف الشديد لا يوجد اجابة في تلك النفوس الضعيفة الحاكمة .
السؤال الثاني الأهم من هم أبطال هذا الإستقلال ؟
هل يعقل لمرتزقة فاسدون حاقدون من ذوي النفوس الضعيفة أن يكونوا أبطال إستقلال جديد ؟ هل لديهم الجرأة ؟ هل من الممكن تقديم المصلحة العامة على المنفعة الخاصة؟ بالتأكيد كلا لا يوجد أحد بهذه المواصفات ولن يوجد طالما المصالح الشخصية تطغى على العامة ،سقطت كل الأقنعة عن الأقنعة !
في الوقت الراهن مشغول الطقم السياسي "الفاسد ، الزنيم، الخناس" في الإنتخابات "المزيفة، المركبة، المشبوهة"  لا وقت لديه للتفكير بالإستقلال ومنهمك في تمرير الميزانية المشبوهة بالصفقات المريبة، ليحتل المرتبة الأولى عالميا في الفساد ،بعد أن خسر ذلك الموقع السنة  الماضية ،وحل في المراتب العشرة الأولى من بين مئة وستة وسبعون بلدا.
اسمحوا لذاكرتي بقليل من الحرية في الكلام فهي تقول التالي :
 "ما أشرف الانتداب الفرنسي" امام احتلال "اكثر من عشر دول" لبنان ،وكل دولة لها دينها وثقافتها وعاداتها واطماعها واعرافها ورؤيتها !
لبنان للأسف الشديد يرزح امام الاطلال ممزق الهوية ، متحول الديمغرافية، مشرذم الكونتونات،بعيد كل البعد عن الاصلاح والتغيير والانماء والوفاء والإعمار والارادة والوطنية.
اقنعتني ذاكرتي والغصة في قلبها وتتأسف لذلك بأن اعلان دولة لبنان الكبير بقيادة الجنرال غورو، كان قيمة مضافة للبنان حتى لو كان لبنان تحت الانتداب! فالإنصاف يقتضي القول ان الانتداب الفرنسي مع كل سيئاته أسس لدولة مدنيّة لم نكن لنشهدها فمن غير اللائق إنكار حسنات الانتداب، ومن التجني ان نهمل حسناته وقيمته المضافة من خلال تعزيز الحس المدني للمجتمعات، و حضها على الانفتاح على الغرب، من تأسيس المدارس والجامعات والمعاهد، الى حرية المعتقد الديني، الى الارساليات الثقافية،وتنفيذ مشاريع البُنى التحتية. والأهم من ذلك، الحرص على ضآلة حجم الفساد في الادارات، إن لم يكن انعدامه بالكامل.
والمؤسف القول اننا بعد نيل الاستقلال المزعوم بسنوات لم تتجاوز اصابع اليد الواحدة  حتّى زحف الفساد رويداً رويداً وانتشر في كل العهود التي تلت الرئيس بشارة الخوري.
بلغ الفساد، في بلادنا ذروته أخيراً. بحيث ان الفساد أضحى كلام الناس من الخاصة والعامة، ولا ضرورة للإشارة إلى مكامن الفساد والتي أصبحت حديث الناس وقوتهم اليومي.
ووزير الفساد المصون في الحكومة الحالية اللعينة لم يتبين معه الى الآن ذرة فساد واحدة فالبلد ينافس بالنزاهة دولة النرويج " بنظره !!يكفي بك أيها الوزير العتيد فقط مشاهدة بعض نشرات الاخبار المحايدة وأقصد " تلفزيون الجديد"  لا غيره فإليك كل الفساد بالصوت والصورة لاداعي لمصروف وزارتك خفف عن نفسك ويأتيك كل جديد مع نشرة كل جديد مساءا.

إقرأ ايضًا: أحكام عامر الشعبي في المسجد الخراب والبرلمانات الخربة
ذاكرتي لا تتحسر  على الانتداب الفرنسي حبّاً به... بل هربا من عشرات الدول التي تقوم كل ثانية في تدميرنا عن طريق دواعش الداخل ،ومرتزقة الخارج ،ونتيجة فشلنا في لبنان في بناء الدولة وتعثّر مؤسساتها والحرص على المواطنة وبناء المجتمع المدني،اعود واكرر الحل الوحيد قيام الدولة العلمانية ،وتطبيق حكم "الاعدام" بكل سياسي أو حزبي طائفي "فقط الاعدام" وليس غير ذلك الواضح والمؤكد  أن لبنان يشهد تدميرا دينيا وايدولوجيا ممنهج ،بدعم خارجي وتطبيقه بمرتزقة محليين يستحقون الاعدام بجدارة ،لا بد للدولة العلمانية الاجتماعية ، من وحدة قضائية شرعية .
لا يمكن أن تكون لنا عقلية واحدة ونعمل بمفاهيم متنافية مع وحدة المجتمع طبقا لسياسات خارجية.
فالمنهج العلماني الاجتماعي برؤيته لفلسفة آليات نشوء وإنتاج الأطروحة العلمانية في الدولة العلمية ينتج الوحدة الشرعية ، القومية، المدنية  التي تؤسس لإزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب وهي الوحدة المؤسسة عملياً للوحدة الروحية ، القومية والاجتماعية التي لا تتحقق بواسطة روحيات دينية متعددة ، بل بواسطة روحية واحدة ، بنظرة واحدة إلى الحياة والكون والفن بواسطة مقاييس ومفاهيم واحدة ، بواسطة وحدة مقاييس وإرادات ومصالح في الشعب الواحد في الأمة الواحدة.
الذين تسقط اجسادهم في عهد الفساد، والطغيان، والارهاب والظلم من اجل الصراع لتحقيق الافضل، يعيدون بنا بالذكرى لكل شهداء الامة، هذا البطل لبلاده الكولونيل "بلترام" الذى ضحى بحياته لانقاذ امرأة عجوز وحماها بجسده من طلقات الداعشي يستحق ان تجتمع الدولة الفرنسية لتكريمه ليكون مثلا اعلى يحتذى به لغيره من الفرنسيين !
لبنان قدم شهداء وأنتج مفكرين وصدر مبدعين الى اصقاع العالم هؤلاء هم الابطال و القادة الحقيقيين الذين يستحقوا التكريم والاجلال ليس غيرهم من في السطلة ! لكن لا يوجد من يكرمهم ،لا وقت لهم يريدون الكرسي الحاكم فقط !
هم عظماء من بلادي في قلوب أصحاب الضمير والمثقفين فقط،سجلوا ملاحم بطولية بفكرهم وأجسادهم  في أروع ما قاموا به لكي ننعم بالحرية والحياة العزيزة على مر عصور وبالطبع لا تقوم حرية الإنسان على القيام بما يريد، بل على إرادة ما تعمل، أي على تحمّل مسؤولية حياته،هذا ما يحققه مبدأ فصل الدين عن الدولة وليس عن الانسان، وليس هذا مشروع هيمنة كما يعتقد البعض من مؤسسة الدولة على الدين، اذ هو مشروع توظيف الدين في المجتمع بما يليق بالدين ويفعله وينشطه ويحفظ استمراره وينزهه، فيصبح الدين هو السد الاول، واللقاح الاول، ضد شرعنة الطائفية وبداوتها الجاهلية.
لعن الإله الموحد الواحد الاحد "ايل" الذي يجمع كل الاديان منذ أمد التاريخ الى يومنا هذا ،مسؤولي دولتنا الفاسدة وأودى بهم في الدرك الاسفل جميعهم بدون استثناء !
لو كان هناك وطني شريف بينهم لما كان في السلطة فكلكم فاسدون حاقدون تستحقوا الإعدام رميا بالرصاص .