هل أقنع وزير التيّار المسيحيين في الخارج والداخل بضرورة المشاركة القوية خدمة للتيار القوي؟
 

بدا التيّار الوطني الحرّ عبداً على ضوء القانون النسبي اذ ذهب محالفاً ومتحالفاً مع الجميع دون استثناء وخاصة من كال لهم تهم الفساد والسرقة والنهب الدائم للمال العام ومن خاض معهم حرباً ضروساً في الوسطين المسيحي والاسلامي من القوّات الى حلفاء سورية باعتبارهم رجس الوصاية ومن ثمّ لبّ نداء الرغبة في الوصول الى سدرة العرش فغالب نظافة الشعارات التي حملها من فرنسا وطمرها في مكب النفايات السياسية بحثاً عن جوهرة السلطة فكان ما كان من تحولات نسفت ما ارتكز عليه من مواقف من 1701 الى قيام الدولة الوطنية بمفهومها العصري و التي تستند الى مبادىء الثورة الفرنسية.
أول ما فعله التيّار هو التحالف مع خصم عقائدي وأوّل ما اعترف فيه هو ضرورة السلاح الذي عابه لسنين كونه يقوّض عملية بناء الدولة المرجوة ومن ثمّ حاصص على السلطة في حكومات متعددة كان في أغلبها بيضة القبّان ولم تكن تجربته في الحكومة تشبه بشيء قناعته في الدولة التي استحضرها معه في شنطة العودة وهذه التجربة المرّة أضافت أسباب أخرى على أزمات البلد و خاصة في ملف الكهرباء التي غرقت بعد اعتماد سياسة البواخر.

إقرأ أيضًا: الحريري يهزّ شباك ميقاتي وريفي بكرة الإسلاميين
كانت علمانيته وطروحاته الوطنية في أولى محطات التيّار بعيد انقطاعه القسري تجذب اللبنانيين وسرعان ما انكشف حجم التراكم الطائفي في الوعاء العائلي وقد تبيّن مدى حرص النخبة في الحرّ على معاودة كرّة الطائفة الأقوى متناسية تجربتها المرّة والتي حمّلت لبنان عبء حرب أهلية ما زلنا نعيش فصولاً منها.
جديد التيّار بعد تجربة في السلطة القبض على مكاسب جديدة لحصرية التمثيل السياسي المسيحي لإبقاء حصة الطائفة ومن ثمّ حصة المسيحيين في جيب التيّار دون غيره وهذا ما يبقي المسؤولية في عُهدته وبالتالي ما من وظيفة صغيرة  كانت أو كبيرة الاّ وأحصاها التيّار وحصرها به وهذا ما يؤسّس لمفهوم الحزب الحاكم في الشارع وفي السلطة وهذا ما من شأنها أن يدفع الى تعزيز منطق الاستفراد بالطائفة بحصرية تمثيلها من قبل حزب واحد لكل طائفة فتُلغى التعددية وتسقط إمكانية التحرّر من النظام الطائفي الذي يصبح مستعصياً أكثر على مغالبته في ظروف سيطرة شخص واحد على كل طائفة لبنانية.
هذا التدشين الجديد للتيار الوطني والذي تستحضره الانتخابات النيابية بقوّة يضيف أزمة سياسية جديدة كونه يعيد تنصيب نفس السلطة التي اعترض عليها التيّار كونها مسؤولة عن إفلاس العباد والبلاد وما تحالفات التيار الاّ طريقاً مفتوحاً لوصول النخبة التي حمّلها مسؤولية خراب البصرة وتبيّن أن أخصام التيّار هم من يرفعون شعارات التيّار أبّان مرحلة ما قبل السلطة أي عندما كان معارضاً وواحداً أساسياً في صفوفها وهذا ما يدل على الاستثمار السياسي في ورش السلطة.

إقرأ أيضًا: الجوهري شيخ المعارضة الشيعية
عندما كان معارضاً حصد التيّار انتخابياً بعد أن اعتبره اللبنانيون عموماً و المسيحيون خصوصاً خشبة خلاص و كانت نتيجته الانتخابية مفاجئة في ظل حصار سياسي كامل و آنذاك سقط باسيل عميد التيّار كشخص ولكنه ربح جبران في السياسة و هذا ما جعل منه مشروع قيادة جديدة لا تمت بصلة الى قامة القيادات المارونية التاريخية لافتقاده صفاتهم الاستثنائية.
يخوض التيّار الوطني الانتخابات النيابية وهو مسؤول أول في السلطة ومع رموز السلطة فهل ستكون نتائجه كما جاءت وهو في قلب المعارضة؟ هل بات المسيحيون ممثلون في السلطة وانتهى وهم الغبن في حقوقهم كيّ يصوتوا لتيّار السلطة بعد أن صوّتوا له و هو في المعارضة؟ هل أقنع وزير التيّار المسيحيين في الخارج والداخل بضرورة المشاركة القوية خدمة للتيار القوي؟
أسئلة كثيرة حول التيّار الذي فاجأنا وهو في المعارضة وفاجأنا أكثر وهو في السلطة فهل سيفاجؤنا بالمزيد في هذه الانتخابات؟ وماذا لو سقط باسيل مرة ثانية؟