التيار الوطني الحر في حالٍ لا يُحسد عليها على الإطلاق إنتخابيا
 

 

يُردِّد دائما رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل القول أن التيار يطمح لتشكيل أكبر كتلة نيابية مساندة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الإنتخابات النيابية ب ٦ أيار ٢٠١٨.

وقد حرص التيار على تشكيل لوائح إنتخابية في مختلف المناطق اللبنانية كمحاولة منه لإضفاء طابع الوطنية على الخط السياسي له بعد غرقه في قاع الوحول الطائفية في السنوات الماضية ، ولأجل تحقيق هذه الكتلة النيابية الوازنة الذي تكلم عنها باسيل .

لذلك ، قام التيار بحياكة شبكة تحالفات لا يمكن وصفها إلا أنها غير منطقية وغير مفهومة على الإطلاق ، فهو يتحالف مع خصوم تقليديين وأساسيين ويتخلى عن حلفائه الذين وقفوا معه في السرّاء والضرّاء.

وإن كانت اللعبة الإنتخابية تحكم على الأحزاب والتيارات في لبنان عقد هكذا تحالفات ، إلا أن هذا الكم من التناقض في تحالفات التيار والتي تعكس خطاب قادته أيضا لا يمكن إيجاد مبررات منطقية له.

مع هذا ، يبدو أن باسيل متفائل بتشكيل هذه الكتلة النيابية وتبنّى شعار " التيار القوي " وقدم مرشحيه في مهرجان إنتخابي حاشد هو الأكبر بين الإحتفالات التي جرت حتى الآن .

إقرأ أيضا : لماذا يغيب الخطاب السياسي الواضح في البرامج الإنتخابية للمرشحين ؟

لكن معيار تشكّل كتلة وازنة وقوية ليست بالحضور الشعبي في المهرجانات فقط ، بل بنوعية وماهية التحالفات وشكلها والقوى السياسية والعائلات الوازنة داخل الدوائر .

ففي معقل الموارنة بجبل لبنان ، وبكسروان - جبيل على وجه الخصوص ، من شبه المؤكد أن التيار سيخسر ما بين ٤٠ إلى ٥٠٪؜ من مقاعده النيابية.

كذلك الأمر في دائرتي المتن الشمالي وبعبدا وجزين وإن إنخفضت النسب هناك .

وفي دائرة زغرتا - الكورة - بشري - البترون سيكسب التيار مقعد الوزير باسيل مع إحتمال قوي لفوز حليفه رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض لكنه في المقابل خسر حلفه الأساسي مع الزعامة التقليدية لزغرتا المتمثلة بالنائب سليمان فرنجية .

إقرأ أيضا : باب التسجيل للوائح أُقفل والمعركة على أشدّها

وفي دوائر عكار والشوف والبقاع الغربي وبعلبك الهرمل والجنوب ، الوضع أيضا ليس مطمئنا ، بإستثناء تحسن وضعه التمثيلي في دائرة بيروت الأولى .

ولهذا التردّي في أداء التيار الإنتخابي أسباب كثيرة ، منها مشاكله الداخلية مع الناشطين والقياديين السابقين ، وتبنيه لمرشحين من فئة رجال الأعمال ، وعدم قدرته على صياغة تحالف منطقي يرضي من جهة حليفه الإستراتيجي ( حزب الله ) ومن جهة أخرى تيار المستقبل .

ويُضاف إلى هذه الأسباب ، أداء الوزير باسيل ومشاكله مع بعض السياسيين والمكونات ، كالرئيس نبيه بري والنائبين وليد جنبلاط وسليمان فرنجية وما حصل معه في جبل محسن ، حتى مع حليفه الحزب والقوات اللبنانية أيضا .

لذلك ، تُجمع المعطيات أن التيار الوطني الحر في هذه الإنتخابات لن يستطيع إستعادة كتلته النيابية الحالية وستتقلص هذه الكتلة على عكس ما يطمح باسيل .

ولو أن القانون النسبي في طياته يحمل دائما عنصر المفاجأة ، إلا أن التيار الوطني الحر في حالٍ لا يُحسد عليها على الإطلاق إنتخابيا .