كلما إقترب موعد ٦ أيار ، فإن الخطاب الإنتخابي والسياسي سينحدر أكثر أخلاقيا وهو يعكس بطبيعة الحال الحماوة الإنتخابية
 

 

أُقفل بالأمس باب التسجيل للوائح الإنتخابية في لبنان المقرر أن تخوض الإنتخابات النيابية في ٦ أيار ٢٠١٨ المقبل .

وإستقر العدد بحسب المديرة العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات فاتن يونس على ٧٧ لائحة ، حيث تم إعتماد ١٣ لونا في هذه الإنتخابات كي يتم التمييز بينها.

وسجلت دائرة بيروت الثانية أكبر عدد من اللوائح حيث وصل عددها إلى ٩ فيما أقل عدد منها كان في دائرة صور - الزهراني التي إقتصرت المنافسة فيها على لائحتين (٢).

ويعود إرتفاع عدد اللوائح في دائرة بيروت الثانية إلى حجم ورمزية الدائرة والقوى المتنافسة فيها ، فهي تعتبر جزء من العاصمة اللبنانية وفيها عدد كبير من الناخبين وينشط فيها المجتمع المدني والعائلات ، إضافة إلى الأحزاب السياسية والتيارات الوازنة والذي يأتي في طليعتها تيار المستقبل .

ويواجه هذا التيار العديد من اللوائح المنافسة أبرزها اللائحة المدعومة من الثنائية الشيعية والأحباش والتي تمتلك قوة تجييرية تصل لحدود ال ٤٥ ألف صوت كما صرّح بذلك وزير الداخلية نهاد المشنوق منذ أيام.

وبالتالي ، فإن إحتمالية خرق لائحة المستقبل كبيرة لكن ضمن توازنات محددة مسبقا لن تسمح بالتمادي في هذا الخرق .

إقرأ أيضا : يونس: 77 لائحة العدد النهائي للوائح التي تسجلت للمشاركة بالانتخابات

وبشكل عام ، فإن ما بعد إكتمال اللوائح وإنتهاء باب التسجيل ليس كما قبله ، حيث بدأت تتضح ملامح التحالفات ومستقبل المعارك الإنتخابية والبرامج المطروحة التي ستكون على أشدّها في مقبل الأيام .

وكلما إقترب موعد ٦ أيار ، فإن الخطاب الإنتخابي والسياسي سينحدر أكثر أخلاقيا وهو يعكس بطبيعة الحال الحماوة الإنتخابية والقلق الموجود لدى الأحزاب التقليدية .

ويظهر من خارطة التحالفات في الدوائر ال ١٥ أن لا معيار ثابت بينها سوى تحالف الثنائية الشيعية ، فنرى أن في بعض المناطق هناك تحالفات تجمع بين قوى ٨ و ١٤ آذار ضد قوى أخرى من نفس الفريقين ، وفي مناطق أخرى يأخذ التنافس الإنتخابي طابعه التقليدي كما كان في إنتخابات ٢٠٠٩.

وتشهد بعض الدوائر كالمتن الشمالي تنافسا قويا هو أشبه بالصراع بين القوى المسيحية الأساسية وشخصيات المنطقة ، وفي مناطق أخرى هناك تباعد واضح بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل وتقارب بين التيارين المستقبل والوطني الحر .

إقرأ أيضا : عودة الحرارة على خط التحالفات الإنتخابية بين القوات والكتائب

 

لذلك ، تبدو المشهدية الإنتخابية خالية من البعد السياسي الواضح وهي أقرب لحفظ مصالح الأحزاب للحفاظ على حصصها الإنتخابية ، وهي تتعامل مع الموضوع الإنتخابي على " القطعة " وليس كتحالف شامل . 

ويعود هذا الأمر لعدة إعتبارات منها السياسي ومنها التقني ، لكن الأبرز هو الإعتبار التقني حيث ساهم القانون النسبي في خلق حالة من الهلع لدى أحزاب السلطة جعلتهم يتكاتفون في المناطق الصعبة عليهم ويتنافسون فيما بينهم في المناطق المحسومة لأحدهم .

ومن الآن حتى موعد الإنتخابات ، ستكثر الحملات والبرامج من أجل إقناع الرأي العام المتردّد لكسب أكبر حاصل إنتخابي ممكن .

وباب الإحتمالات مفتوح على مفاجآت ممكنة وغير مستبعدة.