التحالف بين هاتين القوتين المسيحيتين سيُعيد الحسابات في العديد من الدوائر الإنتخابية
 

من العلاقات المعقّدة في السياسة اللبنانية هي تلك العلاقة التي تربط بين حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية .

فالحزبان من رحم واحد تاريخيا ، حيث كانت القوات قبل تحولها إلى حزب سياسي مستقل عن الكتائب ، تعتبر الجناح العسكري والقوة الضاربة لحزب الكتائب وآل الجميل في الحرب الأهلية اللبنانية .

لكن بعد إغتيال الرئيس السابق بشير الجميل وتسلم الرئيس أمين الجميل شؤون الحزب ورئاسة الجمهورية ، بدأت الإنقسامات والخلافات التي تحولت إلى تباعد بين الحزبين ما زالت حتى الآن .

واليوم ، لكلا الحزبين شخصيتهما المختلفة رغم إتفاقهما على الخطوط العريضة والإستراتيجية حول الرؤية للبنان ومستقبله.

في الإنتخابات النيابية الحالية المقرر عقدها في ٦ أيار ٢٠١٨ ، بدا أن التباين هو سيد الموقف في العلاقة بينهما ، إلا أنه في الأسابيع والأيام القليلة الماضية بدأت تظهر تغيرات على خط التحالفات .

فرغم قرار حزب الكتائب عدم التحالف نهائيا مع أي من أعضاء السلطة ، تراجع عن القرار وبدأ بحياكة شبكة تحالفات مع حزب القوات اللبنانية.

إقرأ أيضا : إنتخابات ذات رمزية رئاسية في كسروان - جبيل

بدأ الأمر في دائرة بيروت الأولى ، وحرص حينها الكتائب على وصفها بأنها حالة إستثنائية كون المقعد الماروني في الدائرة الذي يشغله النائب نديم الجميل ذات رمزية تاريخية تهمّ وتجمع الطرفين .

لكن فيما بعد ، إنسحب التحالف إلى زحلة ، وستُخاض المعركة هناك بلائحة مشتركة بين الطرفين.

ثم إمتدت إلى جزين ، واليوم تبلور تحالف إنتخابي جديد ومهم في دائرة الشمال الثالثة ( بشري - البترون - زغرتا - الكورة ) يجمع بين الطرفين إضافة إلى حركة اليسار الديمقراطي ضد لائحتي تحالف المردة - النائب بطرس حرب - الحزب السوري القومي الإجتماعي ولائحة تحالف التيار الوطني الحر - تيار المستقبل - حركة الإستقلال.

وتتعدد الأسباب حول سبب هذا التقارب الإنتخابي ، فمن جهة القوات لم يكن هناك أي فيتو على أي فكرة تحالف مع الكتائب ، وبالتالي هي لم تتراجع وغير محرجة .

أما الكتائب ، فهي من تراجعت وعادت للتحالف مع قوى السلطة ، لكنها تبرر الموضوع بأن القوات اللبنانية رغم مشاركتها في الحكومة والسلطة إلا أنها لم تتورط في ملفات فساد بل على العكس تحاول دائما تعطيل أي صفقة تجري كما يحصل حاليا في خطة بواخر الكهرباء .

ولا شك ، أن التحالف بين هاتين القوتين المسيحيتين سيُعيد الحسابات في العديد من الدوائر الإنتخابية وسيؤسّس لتفاهمات سياسية لما بعد مرحلة الإنتخابات النيابية .