هل نحن مقبلون فعلا على حرب عالمية جديدة بين روسيا وأمريكا على الأراضي الإيرانية؟
 

 

إسقاط النظام الإيراني أو نظام آيات الله وفق مستشار الرئيس دونالد ترامب الجديد للأمن القومي يشكل عنوان السياسة الأميركية حيال الجمهورية الإسلامية في إيران بعد يأسها من الوصول إلى أوساط الحلول مع إيران وبرنامجها النووي وتواجدها العسكري في المنطقة وتطويرها قوتها الصاروخية. 

ويبدو إنتهاج تلك السياسة واضحا من خلال تصريح جان بولتون أن " نظام آيات الله يشكل أكبر تهديد للسلم العالمي وأمن الشرق الأوسط ولا شك في أن إسقاط هذا النظام سيعيد الأمن والسعادة إلى المنطقة وسيقضي على أهم خطر للمنطقة. "

تلك التصريحات التي صدرت من مستشار الأمن القومي الجديد للرئيس ترامب تمثل إطلاق رصاص الرحمة على الإتفاق النووي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران.  

ولا شك في أن إيران تعرف الإتجاه الجديد لحكومة ترامب بعد إقصاء وزير الخارجية تيلرسون ومستشار الأمن القومي مك مستر وهما كانا يفضلان التماشي مع إيران والحوار معها والتجنب عن إستخدام لغة القوة في التعامل معها. 

كانت إيران تعول كثيرا على الشرخ بين أوروبا والولايات المتحدة بشأن الإتفاق النووي خلال العام الأول لولاية ترامب، ولكن لم تصمد أوروبا أمام ترامب كثيرا وفعلا رضخ لضغوطه وخيبت آمال إيران .ذلك لأن أوروبا تحاول الربط بين الإتفاق النووي وبين برنامج إيران الصاروخي وتدخلاتها في الشرق الأوسط. 

إقرأ أيضا : ترامب يخلق أزمة لبلاده لإنقاذ نفسه

وفي المقابل أكدت روسيا على أن لا صلة بين الإتفاق النووي وبرنامج إيران الصاروخي ويجب الفصل بينهما وإذا كانت إيران ملتزمة بتعهداتها في الإتفاق النووي فيجب إتاحة الفرصة لها للتمتع بفرص الإتفاق النووي.

الموقف المتشدد الذي اتخذه جان بولتون دفع بسلطات  إيرانية إلى ردود سريعة منها موقف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية للبرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي القائل بأن " إيران تنتهج سياسة الإقتراب من روسيا والصين."

قال بروجردي أن " إيران تتجه إلى تعزيز علاقاتها مع الشرق وخاصة إلى الصين وروسيا للصمود أمام السياسات الأميركية المتشددة. " وأضاف بروجردي أن " الصين وروسيا عضوان مهمان مؤثران لمجلس الأمن وتعزيز العلاقات معهما يساهم في إحباط الضغوط الأميركية."

إقرأ أيضا : يديعوت: بولتون أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب منشأت إيران النووية

إن التقارب الإيراني الروسي في المحور السوري مشروع للإتساع والتعزيز على كافة المستويات. واستخدمت روسيا حق النقض لمسودة قرار أممي عبر عن قلق دولي لخرق إيران حظر تصدير السلاح إلى الحوثيين. 

إن روسيا بوتين لم تسمح بإسقاط نظام الأسد واستجاب لدعوة آية الله للمشاركة في إنقاذ الأسد، فهل ستسمح لأمريكا بتنفيذ خطتها لإسقاط آيات الله؟ أم نحن مقبلون فعلا على حرب عالمية جديدة بين روسيا وأمريكا على الأراضي الإيرانية؟