كان منهمكاً في عمله حين غدرته صعقة كهربائية في يده وصلت شحنتها إلى قلبه، سقط أرضاً فاقداً الوعي أمام والده والعمّال الذين كانوا معه. دقائق قليلة وفارقت الروح جسده، ليصل جثة الى المستشفى. هو فراس أبو درهمين ابن بلدة كفرقوق - راشيا الذي دفن يوم عيد الأم، محولّاً المناسبة الى مأساة وجرح لن تدمله الأيام.

لحظات الغدر

في ذلك اليوم، غادر فراس ورشة العمل عدة مرات قاصداً بيته، وكأنه كان يشعر أنه سيفارقه ويفارق أحبابه إلى الأبد، إلى أن حلّت الفاجعة عند حوالى الساعة الثالثة من بعد الظهر. وبحسب ما شرحه ابن عمه جمال لـ"النهار": "كان ذلك يوم الثلثاء الماضي، حيث انغمس فراس (معلّم العمار) بصب الخرسانة، أمسك الآلة بيده، إلا انها لامست شريط التوتر العالي، ما أدى الى صعقه. وبحسب تقرير الطبيب الشرعي وصل التيار الى قلبه، الأمر الذي تسبب بوفاته". وأضاف: "كان على سطح الورشة مع والده (معلم البناء) وعدد من العمال، حاولوا إسعافه، ونقلوه الى مستشفى بحمد في ضهر الأحمر، لكن للأسف وصل جسداً بلا روح".

ذكرى مأسوية

منذ أن كان في عمر الـ13 بدأ فراس مسيرته المهنية، رافق والده في العمل، فهو شاب "عصامي، هادئ، خلوق، انصب اهتمامه على تأمين مستقبله، لكن للأسف شاء القدر أن يفارقَ الحياة في عمر الـ21 سنة، لا بل قبل عيد الأم بيوم واحد، ليدفن يوم العيد، ويتحول هذا اليوم الى ذكرى حزينة عند من ربّته وحلمت بأن تفرح به وتحمل أولاده. إن كل من عرف فراس مصدوم، فكيف والده وأشقاؤه الثلاثة. أما أمه فكل قاموس اللغة العربية لا يكفي لشرح وجعها، إذ كيف يمكن لقلبها الرقيق أن يتحمل خبر فراق نبضها فجأة".

كُتب لفراس أن يترجل عن صهوة جواده وهو في أول انطلاقته في الحياة، لكن كما أشار جمال "غادرنا بجسده فقط، لكن روحه ستبقى بيننا، لن ننسى ضحكته، رجولته وعنفوانه، روحه المرحة وذكراه الطيبة".