لا أحد يشك في أن المنطقة ستضرر كلها بحال نشوب أي حرب بين إيران والولايات المتحدة الأميركية
 

إن الولايات المتحدة والعالم خاصة الشرق الأوسط يعيش مرحلة مفصلية ودقيقة في الوقت الراهن حيث خطر حرب جديدة يهدد العالم أكثر من أي وقت مضى بعد غزو العراق، والسبب في ذلك يعود إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وضع لا يحسد عليه داخليًا فهو رئيس يزهد عنه الجمهوريون ويكرهه الديمقراطيون ويريدون التخلص منه قبل إنتهاء ولايته لأنهم يعرفون أن الرجل يفتقد إلى الحكمة التي يتطلبها حجم الولايات المتحدة ودورها الدولي وملابسات صعوده الى الرئاسة والدور الروسي في فوزه لا يزال قيد التحقيق القضائي وليس من المستبعد أن الكشف عن دور الروس في الانتخابات الرئاسية الأميركية سيؤدي الى إقالة ترامب من منصبه. 

إقرأ أيضًا: إيران تصدّر تمرها إلى العراق
ولهذه الأسباب يجد ترامب نفسه في مأزق يصعب التخلص منه إلا بشق الأنفس ويبدو أن أفضل الحلول لدى ترامب هو خلق أزمة عسكرية دولية أو إقليمية لتهدئة الداخل وليس تصعيد ترامب مع كوريا الشمالية ثم قبوله إقتراح اللقاء الذي بادر به الزعيم الكوري إلا محاولة للخروج من الأزمة الداخلية وفوق ذلك وقبل ذلك التصعيد مع إيران علی بعدها النووي والصاروخي واعتبارها عنصرًا لزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وتهديدا لحلفائها العرب. 
إن التعديلات التي شهدناها مؤخرًا في البيت الأبيض وخاصة تعيين جان بولتون كمدير للأمن القومي بعد ترشيح بومبيو لحقيبة وزارة الخارجية تناسب الاستراتيجية التي ينتهجها الرئيس ترامب للخروج من الأزمة التي يواجهها في الداخل. جان بولتون يمثل اقصى اليمين الجمهوري ومن السياسيين القلائل الذين يرفضون إدخال أي تعديل في نص الاتفاق النووي لأن لا طائل من ورائه وأن العلاج الوحيد للاتفاق النووي هو الغاؤه أساسا. واقترح بولتون اكثر من مرة استهداف إيران عسكريًا ولا يخفي الرجل عادة موقفه المتشدد المطالب باسقاط النظام الإيراني وفي وقت سابق اعرب عن أمله بأن الجمهورية الإسلامية لن تطول حتى تحتفل بعيد الثورة الأربعين. 
وفي العام 2003 كان بولتون من الذين دافعوا عن مشروع غزو العراق ولا يزال يدافع بولتون عن فكرة ضرب العراق بينما اعتذرت هيلاري كلينتون من الشعب الأميركي وجميع المتضررين في الحرب والاحتلال على تأييدها خيار الحرب والاحتلال. 

إقرأ أيضًا: هل وصل الدور إلى إعتقال محمود أحمدي نجاد؟
ان تعيين بولتون مديرًا للأمن القومي لا يعني الا عزم الولايات المتحدة في ضرب إيران والقضاء على النظام، فهل سينجح ترامب في تحقيق الحلم الذي عبر عنه بولتون خلال خطابه في اجتماع مجاهدي خلق العام الماضي قائلًا: "نحن المجتمعون هنا سنجتمع بحلول عام 2019 في طهران، هل سيتحقق حلم بولتون في القضاء على النظام الإيراني كما تحقق في العراق؟ أم دون ذلك حروب ودمار وحرق للمنطقة كلها؟ فهل تسلم إسرائيل من نيران تلك الحرب؟"
لا أحد يشك في أن المنطقة ستضرر كلها بحال نشوب أي حرب بين إيران والولايات المتحدة الأميركية  فضرب إيران سيخرج ترامب من المأزق بقدر ما يخلق أزمات لدول المنطقة.