خمسٌ وأربعون يوماً تفصل بعلبك الهرمل عن خوض غمار الانتخابات النيابية، وللمرة الأولى لن تكون نتائج انتخابات البقاع الشمالي معروفة مسبقاً، إذ خلط القانون النسبي الأوراق الانتخابية، مهيئاً الأجواء لتهديد سطوة قوى أمر الواقع التي أحكمت قبضتها، مستفيدة من القانون الاكثري على مقاعد دائرة بعلبك الهرمل لأكثر من ربع قرن.

فما بعد القانون الجديد ليس كما قبله، وفوز لائحة واحدة بكامل أعضائها كما كان يحصل من قبل بات أمر شبه مستحيل، وتوقعات خرق لائحة حزب الله وحلفائه بمقعدين أو ثلاثة لم يعد حلماً. ففي حال بلغت نسبة الاقتراع 50 في المئة كما حصل عام 2009، فإن الحاصل الانتخابي يكون 15500 صوت وهي العتبة التي كانت تحقق أضعافها شخصيات مستقلة خاضت الانتخابات في وجه محادل الثنائي الشيعي من قبل.

ولذلك يعمل حزب الله جهده على تحفيز قاعدته الشعبية من منتسبين ومؤيدين للاقتراع بنسب عالية ترفع معها الحاصل الانتخابي وتصعّب بالتالي عملية الخرق على اللوائح المنافسة.

أربع لوائح تنافس لائحة حزب الله ــ حركة أمل على مقاعد بعلبك الهرمل العشرة، تأتي في مقدمتها لائحة "الكرامة والإنماء" برئاسة النائب السابق يحي شمص، وهو الاسم الذي يرفع من حظوظ اللائحة كونه من الشخصيات النادرة التي أتت بالإنماء على بعلبك الهرمل، وله من المحبة في قلوب أهالي المنطقة الكثير. وهو الذي خرق مستقلاً المحادل الانتخابية في انتخابات 1992 بالرغم من قوانين الانتخاب العرجاء. وحصل على الرغم من الفشل في انتخابات 2005 ضد التحالف الرباعي على 38 ألف صوت.
وتضم هذه اللائحة بالإضافة لتيار المستقبل بمرشحَيه حسين صلح وبكر الحجيري عن المقعدين السنيين، وحزب القوات اللبنانية بمرشحَيه أنطوان حبشي عن المقعد الماروني وسليم كلاس عن المقعد الكاثوليكي، كل من غالب ياغي، ورفعت المصري، وخضر طليس، ومحمد سليمان، ومحمد حمية.
ويؤكد شمص لـ"ليبانون ديبايت" أن ما دفعه لخوض الانتخابات هذه السنة هو القانون الجديد، ووضع المنطقة التي تحتاج لتمثيل حقيقي، يؤمن لها إنماء حقيقياً، "هي منطقة تستحق الإنماء، لها كلمتها وتاريخها المقاوِم من أيام العثمانيين والفرنسيين، ولا زالت تضحّي وتقاوم على صعيد الصراع مع العدوين الاسرائيلي والتكفيري، وقدمت الكثير من الشهداء".

يرفض شمص الكشف عن البرنامج الانتخابي للائحة التي سيقوم بتسجيلها اليوم، ويترك ذلك ليوم الإعلان عن اللائحة الأحد المقبل في احتفال جماهيري كبير في المجمع السياحي في إيعات.

وتبرز لائحة "المقاومة المدنية" برئاسة رئيس البرلمان السابق حسين الحسيني، وتضم كل من المرشحين علي زعيتر، وعلي صبري حمادة، وعباس ياغي، ومحمد حيدر عن المقاعد الشيعية، وشوقي الفخري عن المقعد الماروني، ومسعود الحجيري عن المقعد السني.

ويؤكد الدكتور علي زعيتر الذي حقق خرقاً لافتاً في وجه لائحة حزب الله – أمل في الانتخابات البلدية عام 2010، في القصر ــ الهرمل، على الرغم من القانون الاكثري، أن هدف اللائحة هو الدولة المدنية ومناهضة الطائفية والمذهبية والمحاصصة، والتمسك بدور الدولة والمؤسسات وتحقيق المساواة بين الافراد بدلاً من المساواة بين الطوائف والمذاهب.

ويلفت إلى أن التفاؤل كبير بتحقيق خروق قد تصل لثلاثة مقاعد، ولكن هناك تحدياً مالياً يواجه اللائحة إذ إن إمكانيات المرشحين المادية محدودة ولذلك يتم الاعتماد على المتطوعين.

كما في الجهة المنافسة، يوجد لائحة "الأرز الوطني" برئاسة رئيس تجمع التواصل الوطني خلدون شريف، ويبرز من أسمائها بالإضافة لشريف كل من المرشحين: وعد سكرية عن المقعد السني، وليلى تنوري عن المقعد الماروني، وعباس عساف عن المقعد الشيعي.

ويتأمل شريف أن تحصل لائحته على 30 في المئة من الأصوات، ويؤكد أن كل مرشحي اللائحة مستقلين وغير منتمين لأحزاب سياسية. ويتركز مشروع اللائحة على إنماء المنطقة على صُعد متعددة من كهرباء، وجامعات، وسدود، ومستشفيات حكومية، وجمعيات خيرية، وغيرها.

ويتحضر الأمين القطري السابق لحزب البعث فايز شكر لتسجيل لائحته المستقلة اليوم، وتضم 6 مرشحين برئاسته. ويرفض شكر في حديث لـ"ليبانون ديبايت" الإفصاح عن اسم اللائحة والمرشحين قبل تسجيلها، ويؤكد أنها تضم وجوهاً شبابية مستقلة لا انتماءات حزبية لهم، قرروا خوض المعركة الانتخابية في إطار التنافس الديمقراطي، على أن يتركز البرنامج الانتخابي على مسألة التنمية المستدامة ومناهضة الحرمان الذي تعاني منه المنطقة، ووضع حقوق المواطنين على سلم الأولويات.

وعن حظوظ هذه اللوائح بالخرق، يتحدّث الخبير الانتخابي عبدو سعد، ويلفت إلى أن "لا استطلاعات حديثة حول الموضوع في انتظار تشكيل اللوائح". لكن يتوقع "مبدئياً" أن يحصل الخرق في المقعدين الماروني والسني، بينما يصف المعركة على المقعد الشيعي بالصعبة. ولا يؤكد أو ينفي حصول الخرق في أحد المقاعد الشيعية، ويجزم أن ارتفاع عدد اللوائح المعارضة يقلل من حظوظها.