لا شك أن المنطقة في حالة غليان وما أقدم عليه الرئيس الأميركي باستبدال وزير خارجيته برجل يجنح نحو الحرب
 

من يتابع الأخبار على وسائل التواصل الإجتماعي في  الآونة الأخيرة والتي تتحدث عن حرب محتملة على لبنان وسوريا ، يشعر للوهلة الأولى أن المنطقة باتت على قاب قوسين من حرب مدمرة تنغمس فيها معظم الدول الإقليمية إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبعض الدول الأوروبية. 
ورغم أن هذه المعلومات التي تتحدث بهذه الأخبار مجهولة المصادر ، إلا أنه سرت شائعات في الأوساط الشعبية عن إقتراب موعد هذه الحرب التي قد تسبب انفجارا كبيرا يطال دولا عديدة  وبدأ وضع السيناريوهات لدور كل دولة. من ستبدأ هذه الحرب وكيف ستنتهي. وبدأ خيال البعض يسرح في التحليل ورسم الصور القاتمة عن واقع دول المنطقة  وعن المستقبل التي ينتظرها لانجرارها إلى دوامة العنف خلال سير المعارك في هذه الحرب. 
وكنموذج لهذه الأخبار فقد جاء خبر بصيغة الخبر العاجل جدا  " وزارة الدفاع الروسية تعلن عن تحرك بوارج حربية أميركية لإستهداف مواقع عسكرية في سوريا تابعة لقوات النظام" ويتابع الخبر " وزارة الخارجية الأميركية تبلغ مسؤولي الأمم المتحدة ضرورة مغادرة سوريا خلال 48 ساعة ".
وفي خبر آخر أيضا بصيغة العاجل جدا ورد أن " الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: أننا نراقب عن كثب تجمع السفن والغواصات الأميركية في بحر الشرق الأوسط كيف تتجمع وتعد العدة لقصف بعض المواقع السورية.... لقد أخبرنا الأميركيين عبر الخط الساخن أنه في حال قررتم قصف سوريا من هذه السفن والغواصات عليكم أن تفهموا جيدا أنها ستضرب بقوة نارية لم تشهدها من قبل ، وحتما سيكون مصيرها التدمير والغرق ". 
وفي جانب متصل وفي السياق عينه ونقلا عن القناة الثانية العبرية " الجيش الإسرائيلي يلغي إجازات جنوده ويعلن حالة الإستنفار استعدادا لإمكانية حدوث تصعيد في الأسابيع القادمة ". 

إقرأ أيضًا: رصيد الثنائي الشيعي في بعلبك الهرمل إلى تراجع

 

على أن الخبر الأكثر إثارة جاء في صحيفة الجريدة الكويتية في عددها الصادر يوم السبت الماضي " كشف مصدر رفيع المستوى بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عن أن روسيا أبلغت طهران أن واشنطن وتل أبيب تخططان لمعركة كبيرة بعد سقوط الغوطة الشرقية مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيخير إيران بين القبول بشروطه أو مواجهة هجوم عسكري أميركي مباشر عليها بعد نجاح الضربة في سوريا. " وتابع المصدر أن " المحور المؤيد للنظام السوري والذي يضم روسيا وإيران والحزب في لبنان  وميليشيات عراقية بدأ بالفعل يستعد لهذه المعركة مشيرا إلى أن الروس فتحوا جسرا جويا ونقلوا بطاريات لأحدث صواريخ الدفاع الجوي لديهم إلى قاعدة حميميم ودمشق " وأضاف أنه " طلب من إيران تأمين عدد أكبر من القوات البرية للعمليات في سوريا وعودة عناصر الحزب  إلى لبنان لتحصين جبهتهم في الجنوب اللبناني التي لن تكون بمنأى عن الضربة الإسرائيلية ".
وفي حديث لأستاذ العلاقات الدولية في جامعة كامبريدج في بريطانيا صلاح البندر إلى محطة الميادين قال أن " القرار بالحرب على لبنان اتخذ والتحضيرات لها جارية على قدم وساق على كافة المستويات وبدعم عربي. "
لا شك أن المنطقة في حالة غليان وما أقدم عليه الرئيس الأميركي باستبدال وزير خارجيته برجل يجنح نحو الحرب. إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن المنطقة على أبواب حرب كبيرة ، فالمراقب لمسار الأمور لا يرى حربا واسعة في الأفق  وإن كانت بعض التطورات الميدانية تشير إلى إقدام إسرائيل أو واشنطن على عمل عسكري ما بغية الحد من إندفاع النظام السوري لحسم المعركة لمصلحته وخصوصا في الغوطة الشرقية وبهدف إعادة خلط الأوراق ، إلا أن دون ذلك أثمان كبيرة على الأميركيين والإسرائيليين أن يدفعوها. وبالتالي فإن إسرائيل في ظل الوضع الراهن لن تقدم على أي خطوة غير محسوبة النتائج ولا تحقق لها الإنتصار السريع والجذري .