كيف سيترجم السيد خطابه الإنتخابي حول محاربة الفساد مع هؤلاء الحلفاء؟
 

لعلها المرة الأولى التي يعلن فيها الحزب من خلال أمينه العام مباشرة عن برنامجه الإنتخابي، أمور كثيرة فرضت نفسها على الحزب  ومن أهمها الإعتراض الشعبي على لوائحه من جهة والإعتراض الشعبي على مماطلة نواب الحزب في تقديم الخدمات والحلول اللازمة لأزمات المواطنين من جهة ثانية، وكانت صرخة البقاعيين خير دليل على ذلك، الأمر الذي دعا الحزب إلى الإعلان عن برنامج إنتخابي يتماشى مع متطلبات الناس ورغباتهم وينسجم أكثر مع حالة الإعتراض الكبيرة التي يتعرض لها الحزب على مشارف الإنتخابات النيابية في أيار القادم.
البرنامج الإنتخابي الذي أطل به الأمين العام للحزب يوم أمس هو أمر طبيعي في سياق التحضيرات الجارية للإنتخابات النيابية إلا أنه يأتي بعد حملة الإنتقادات الواسعة والمحقة التي تعرض لها الحزب على سياساته الإنتخابية وتحالفاته، وعلى خلفية فشل نواب الحزب في تقديم أي حلول للأزمات المعيشية المتراكمة وغيرها من الملفات الصحية والاقتصادية والتربوية الأخرى .
أمر جيد أن يخضع الحزب لإرادة الناس ومطالبهم المحقة لكن السؤال لماذا لم يفعل ذلك الحزب على مدى السنوات العشرين السابقة على عمله النيابي والوزاري ألم تكن الظروف مهيئة لذلك؟ والجميع يعلم أن مفاصل الدولة كلها كانت ولا تزال حتى اليوم هي بيد الحزب  ؟ السؤال الآخر إذا كانت محاربة الفساد في صلب البرنامج الإنتخابي للحزب  فكيف يفسر الحزب تركيب لوائحه الإنتخابية التي تتضمن شخصيات هي عناوين عريضة للفساد السياسي والأمني والإداري في لبنان، كيف سيحارب الحزب  الفساد في ظل تحالفاته الإنتخابية مع أبرز رموز الفساد في لبنان؟

إقرأ أيضًا:  برسم وزير الأشغال .. فضيحة في بلدية الشويفات .. مخالفات قانونية بالجملة لإستثمار عقارات لغايات تجارية

كيف سيترجم السيد خطابه الإنتخابي حول محاربة الفساد مع هؤلاء الحلفاء؟
الأسئلة كثيرة  ولكن الجواب أن البرنامج الإنتخابي الذي تقدم بها السيد  شخصيا ما هو إلا محاولة لإمتصاص النقمة الشعبية والإعتراضات الكبيرة لأن الحزب  هو جزء من هذه المنظومة ولا يستطيع بأي حال من الأحوال مواجهة الفساد إلا بالخروج من الحكومة وبالخروج من سيطرة السلطة ليستطيع القيام بمهمة محاربة الفساد .
البرنامج إنتخابي والخطاب إنتخابي وبالتالي لا يمكن لأحد أن يعول على هذا الكلام لأن الفرصة كانت سانحة لما يزيد عن العشرين عاما وهي الفترة التي يمكن أن يعالج بها الحزب  كل الملفات العالقة لكن الإرادة غير موجودة والأولويات في مكان آخر، ولذلك فإن هذه البرامج لن تنطلي على أحد من أبناء البقاع أو أبناء الجنوب وقد جرب الناخب هذه الأحزاب كلها فلم تقدم أي شيء لصالح المجتمع ولم تتقدم بأي حلول لأي من المشكلات المعيشية المتواصلة التي يعاني منها المواطن اللبناني وخصوصا في البيئة الشيعية التي ينتمي الحزب إليها .