بدأ هامش الالتحاق باللوائح لدى كثير من المرشحين في الدائرة الثانية شمالا (طرابلس، المنية والضنية) يضيق على مسافة أربعة أيام فقط من إنتهاء مهلة تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية في 27 آذار الجاري، وبعد هذا التاريخ يعتبر كل مرشح لم يحالفه الحظ بالدخول الى لائحة خارج السباق الانتخابي حكما، وبشكل تلقائي وبحسب القانون.

 

يخشى كثيرون ممن دخلوا اللوائح من أن يكشف “الصوت التفضيلي” أحجامهم أمام الرأي العام، خصوصا أن ما بعد هذه الانتخابات لن يكون كما قبلها، بالنسبة لكثير من المرشحين الذين ستحل ببعضهم “كوارث” إنتخابية، لا سيما عندما يصار الى إعلان عدد الأصوات التي حصلوا عليها، وهي ستكون صادمة لهم بالدرجة الأولى، ولمجتمعهم بالدرجة الثانية، وقد تبعدهم عن العمل العام لفترة.

 

يزداد وضوح الصورة الانتخابية وشعاراتها السياسية في الدائرة الثانية، بعدما سجل الرئيس نجيب ميقاتي “هدف السبق” في مرمى التيارات الأخرى، ورسم مع إعلانه “لائحة العزم” التي تضم شخصيات طرابلسية وازنة وفاعلة، سقفا عاليا جدا عنوانه: إستعادة قرار طرابلس السياسي، ومواجهة أي هيمنة أو وصاية من خارج المدينة، والسعي لاسترجاع كل الحقوق التي أضاعتها “المركزية السياسية” التي كانت تنتج نوابا وتتحكم بهم وتمعن في حرمان الفيحاء وإمتدادها الاستراتيجي في المنية والضنية.

 

“هدف” ميقاتي شكل حالة إرباك سياسي في الدائرة الثانية ووضع الناخبين أمام مسؤولياتهم، وصَعّب من مهمة التيارات التي تستعد لاطلاق لوائحها، وخصوصا “تيار المستقبل” الذي يُسجل عليه، أن الدائرة الثانية التي تضم طرابلس والمنية والضنية، أعطته خلال دورتين إنتخابيتين ما لم تعطه لأي تيار سياسي قبله لكنها بعد تجربة إستمرت 13 عاما، وجدت مناطق هذه الدائرة أنها كانت شريكة فقط في “الغرم الأزرق” ولم تكن في أي مرة شريكة في “الغنم” الذي كان يذهب الى مناطق لبنانية محظية.

 

خمس لوائح في هذه الدائرة أبصرت النور أو أنجزت، “لائحة المستقبل” التي أعلن الرئيس سعد الحريري أسماء أعضائها مركزيا من بيروت، وهو يستعد لزيارة الشمال على مدار يومين، حيث يطلق لائحة المستقبل في عكار يوم السبت المقبل، ثم يطلق لائحة طرابلس، المنية والضنية يوم الأحد المقبل.

 

وتردد في الأوساط السياسية الطرابلسية أن النائب محمد الصفدي إقترح بأن يكون إعلان اللائحة في مركز الصفدي الثقافي كونه يسعى الى أن يكون “عراب” لائحة “الخرزة الزرقاء” كتعويض معنوي عن عدم ترشحه، لكن مصادر في تيار المستقبل أكدت أنه حتى الآن لم يتم حجز “الكواليتي إن”، وأن الاتجاه هو لاقامة مهرجان إطلاق اللائحة في أرض خاصة مجاورة لمركز الصفدي، وليس ضمن المركز نفسه.

 

إضافة الى “لائحة العزم” التي رفعت من منسوب المنافسة، ولائحة اللواء أشرف ريفي التي تحمل إسم “لبنان السيادة”، وهي ستسجل في وزارة الداخلية والبلديات، وسيصار الى إطلاقها في مهرجان سيقام بعد إقفال باب تسجيل اللوائح، ولائحة الكرامة برئاسة الوزير السابق فيصل كرامي بالتحالف مع تيار المردة والنائب السابق جهاد الصمد، وهي باتت جاهزة، وبحسب المعلومات فإنها ستقتصر على تسعة مرشحين حيث سيبقى المقعد الماروني شاغرا وكذلك المقعد الثاني في الضنية، وأن مسودة الأسماء تضم كل من: فيصل كرامي، طه ناجي، صفوح يكن، أيمن عمر، عبدالناصر المصري، رفلي دياب (أرثوذكسي) أحمد عمران (علوي) جهاد الصمد في الضنية وعادل زريقة في المنية.

 

وكذلك لائحة تحالف “وطني” التي تضم وجوها شبابية، وهي ما تزال تسعى الى ضم المرشح السني الخامس، وتشير معلومات الى إمكانية إستبعاد أحد المرشحين السنة، وملء الفراغ في المقعدين السنيين بمرشحتين هما ديالا شحادة وناريمان الشمعة، علما أن المرشح عبد الحميد غندور إنسحب من الانتخابات دعما لهذه اللائحة التي كان أحد عرابي تشكيلها.

 

وما دون ذلك، فإن التخبط ما يزال سيد الموقف، حيث تتعثر لائحة “المجتمع المدني المستقل” التي تضم خمسة مرشحين بعد قيام النقيب واثق المقدم بمغادرتها لمصلحة تحالف “وطني”، وهي تجد صعوبة في إستكمال عقدها، أو في الانضمام لأي تكتل آخر، في حين تُسرب الجماعة الاسلامية إنسحابها من إنتخابات الدائرة الثانية ليلا، وتستأنف إتصالاتها نهارا، وهي أجرت إتصالات مع المرشح كميل مراد الذي ما يزال يتريث في إتخاذ قراره بالاستمرار أو بالانسحاب، ويدرس خياراته في هذا الاتجاه.

 

وتشير المعلومات الى أن تحالفا بدأ يُبحث بجدية بين التيار الوطني الحر وبين رئيس المركز الوطني كمال الخير، حيث يتم التداول بأسماء عدد من المرشحين لتشكيل لائحة تضم: كمال الخير (المنية) علي هرموش وأحمد شندب (الضنية) وعن المقعد الماروني طوني ماروني، وعن المقعد الروم الأرثوذكس النقيب عبدالله الشامي، عن المقعد العلوي زين وهبي ديب، أما عن المقاعد السنية فتطرح عدة أسماء منها: سالم يكن، خالد رومية، بلال شعبان، وأحمد المرج، لكن هذه اللائحة ما تزال في طور التشاور.

 

في غضون ذلك، يعكف النائب السابق مصباح الأحدب على تشكيل لائحة، عرف منها الى جانب الأحدب، ناريمان الجمل، بسام الأيوبي، والاعلامي طوني خليفة عن المقعد الماروني، وحافظ ديب عن المقعد العلوي، فيما تستمر الاتصالات لاستكمالها في خلال الساعات القليلة المقبلة، خصوصا في ظل بدء العد العكسي لاقفال باب تسجيل اللوائح.