بدا الرئيس نبيه بري غير مكترث بتطورات المعركة البقاعية-الشمالية، وباتت هذه من أثقل الهموم على حزب الله
 

بلغت معركة بعلبك-الهرمل الانتخابية الزُّبى، بعدما احتدم التنافس على المقاعد البرلمانية وبات من شبه المؤكد إحداث خرقٍ واضح في صفوف الثنائية الشيعية:حزب الله وحركة أمل، وإذ تعتبر هذه الدائرة الحصن الحصين لحزب الله، ذلك أنّه يستأثر بثمانية مقاعد  من أصل عشرة في قسمة التحاصص بينه وبين حركة أمل، والتي استعاضت لقاء ذلك بالحصول على عددٍ مماثل في دوائر الجنوب، وإذ بدا الرئيس نبيه بري غير مكترث بتطورات المعركة البقاعية-الشمالية، باتت هذه من أثقل الهموم على حزب الله، لذا فهو لم يُوفّر ولن يوفّر أي سلاحٍ في هذه المعركة المصيرية، وإذ باتت الشعارات التقليدية كالوفاء لنهج المقاومة، والأمانة لدماء الشهداء، والحفاظ على الخطّ الكربلائي الحسيني مُستهلكة وقديمة وعديمة الجدوى أمام معاناة البقاعيين من فقرٍ وإهمال وتشريد وملاحقات قضائية، وبوارٍ للمنتجات الزراعية وغلاءٍ واحتكارٍ وإذلال، لم يجد سماحة أمين عام حزب الله سبيلاً لمنع سقوطٍ مريع محتمل في الانتخابات القادمة سوى التّشمير عن ساعد الجّد والنزول بنفسه (مع ما يحتمل ذلك من مخاطر) للتّجوال في البلدات والدساكر والقرى لمنع سقوط الأمارة.

إقرأ أيضًا: استراتيجية وطنية دفاعية باتت مُلحّة وضرورية وواجبة

ثانياً:  معاوية بن أبي سفيان والامارة

اجتمع الناس على معاوية سنة إحدى وأربعين، وهو عام الجماعة؛ فبايعه أهل الأمصار كلها، وكتب بينه وبين الإمام الحسن بن علي كتاباً وشروطاً. ثم خطب بالنخيلة يوم الجمعة في صحن المسجد فقال: 
"إنّي والله ما قاتلتكم لتُصلّوا ، ولا لتصوموا، ولا لتحجّوا، ولا لتُزكّوا، إنّكم لتفعلون ذلك، وإنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون."
هذا هو جوهر الحكم بما أنتم تختصمون حوله في بعلبك-الهرمل، إنّها الأمارة، ومن يتأمّر على من! منذ أيام معاوية حتى يومنا هذا.