سمعَ لبنان تحذيرات من الأوضاع المقبلة، وعليه تحييدَ نفسِه لكي لا تشمله أيّ تطوّرات يمكن أن تحدث
 

تراقب الأوساط اللبنانية عن كثب انطلاق أعمال مؤتمر (روما 2) المخصّص لدعمِ الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، والذي نجَح لبنان أمس الخميس في تأمين انعقاده بحضوره ممثلين عن 41 دولة، وتحدث بيانه الختامي عن «مساهمات كبيرة قدمها شركاء لبنان»، ومؤكداً تبني المؤتمرين خطط التسليح التي قدمها لبنان.
لكن اللافت، أن «كلمة السر» في المؤتمر كانت حسب صحيفة "الجمهورية": "عليك (لبنان) أن تساعد نفسَك لكي نستطيع مساعدتك، وبمقدار ما تلتزم القرارات الدولية وسياسة «النأي بالنفس» وتحييد نفسِك عن نزاعات المنطقة، بمقدار ما يَكبر حجم المساعدات وتتعزّز الحماية الدولية".
وفي هذا الإطار، علمت الصحيفة، أنّ "المسؤولين الذين اجتمعَ بهم رئيس الحكومة سعد الحريري على هامش المؤتمر أجمعوا على:
- ضرورة أن تُترجِم الحكومة اللبنانية فعليًا بيانَ «النأي بالنفس» الذي صَدر عنها منذ ثلاثة أشهر. 
- ضرورة احترام القرار 1701 بنحوٍ أكثر فاعلية، وتمنّوا حضورًا عسكريًا وأمنيًا للدولة اللبنانية في جنوب الليطاني، وعلى طول الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية في هذه المرحلة الدقيقة، لكي لا يكون هناك انتشار لغير قوى الشرعية اللبنانية، ما يعطي ذريعةً لإسرائيل لإدخال لبنان في إطار أيّ مواجهة يُحكى عنها.
- دعوة السياسيين إلى عدم زجِّ الجيش اللبناني في استحقاقاتهم الإنتخابية وفي نزاعاتهم الداخلية لأنّ لبنان ظلّ صامدًا حتى الآن بفِعل المؤسسة العسكرية".
وفي المقابل، طلبَ المجتمع الدولي من حزب لله التزامَ بيان «النأي بالنفس»، معتبراً "أنّ الترجمة الفعلية لهذا الإلتزام تكون بالإنسحاب العسكري من سوريا".
لكنّ الجانب اللبناني، وبمقدار ما أبدى استعدادًا أمام المجتمع الدولي لتعزيز الإنتشار العسكري للجيش في الجنوب اللبناني، أبدى عدم قدرتِه على أن يفرضَ على حزب الله الإنسحابَ من سوريا، وتمنّى على المجتمع الدولي "أن ينظر إلى قضية الحزب كقضية إقليمية أكثر ممّا هي قضية لبنانية"، ولكنّ الجانبين الأوروبي والأميركي لم يقتنعا بالجواب اللبناني. وسمعَ لبنان تحذيرات من الأوضاع المقبلة وأنّ مِن مصلحته تحييدَ نفسِه لكي لا تشمله أيّ تطوّرات يمكن أن تحدث.