الحسابات الإنتخابية تدفع القوى السياسية إلى تبني خيارات معقدة وصعبة
 

يبدو أن المفاوضات الجارية بين تيار المستقبل و القوات اللبنانية بشأن التحالف في عدد من الدوائر الإنتخابية لم تصل إلى أي نتيجة، وفق ما ذكرت مصادر القوات.
وفي التفاصيل، ذكرت المصادر نفسها يوم أمس الخميس، نقلاً عن صحيفة "العرب"، أنه "حتى الإتفاق المبدئي بشأن التحالف في دائرة بعلبك-الهرمل بات مهددًا بالإنهيار، متهمةً المستقبل بالعمل على تقويضه إما عن طريق الإصرار على إشراك التيار الوطني الحر في اللائحة، وإما عن طريق تمييع الإعلان عن اللائحة من أجل التراجع عن الإتفاق".
وتضيف الصحيفة، أنه في "ظل هذا الوضع يبدو أن التحالف الوحيد المعلن بين الجانبين هو في الشوف –العاليه، ويضم أيضًا الحزب التقدمي الإشتراكي الذي يترأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط".
وأضافت الصحيفة، أن "الأيام الماضية شهدت محادثات ماراثونية بين القوات والمستقبل بشأن تشكيل لوائح مشتركة في عدد من الدوائر منها جزين والبقاع الغربي وزحلة، بيد أن الصراع القديم بينهما عاد ليرخي بظلاله، في ظل إصرار من القوات على منحها المقاعد التي ترى أنها تستحقها في الدوائر المشتركة، في المقابل يصر المستقبل على تقديم أسماء لمرشحين عنه من البيئة المسيحية".
وفي هذا السياق، يقول محللون إن "الحسابات الإنتخابية وفق القانون الجديد تدفع القوى السياسية إلى تبني خيارات معقدة وصعبة، ولكن ذلك لا يعني أنها السبب الوحيد في ما يحدث على خط معراب (معقل القوات) – بيت الوسط (معقل المستقبل)، حيث أنه لا يخفى على أحد أن العلاقة بين الجانبين ليست على ما يرام في السنوات الأخيرة جراء اختلاف وجهات النظر في أكثر من ملف، ومنها حينما أعلنت القوات تأييدها لرئيس التيار الوطني الحر ميشال عون لمنصب رئاسة الجمهورية، في مقابل تبني رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ترشيح رئيس حزب المردة سليمان فرنجية".
ومن ناحية أخرى، يعلّق أنصار تحالف 14 آذار آمالاً بأن تؤدي الزيارة التي قام بها الموفد من الديوان الملكي السعودي نزار العلولا إلى لبنان الشهر الماضي ولقائه المطول بجعجع، ثم زيارة الحريري إلى الرياض، إلى عودة العلاقات بين الجانبين إلى طبيعتها، بيد أن الأمور بينهما يبدو أنها أكثر تعقيدًا وتحتاج لـ”منجم مغربي”، على حد وصف الحريري في إحدى لقاءاته الأخيرة مع الصحافيين.