أهمّ ما ميّز خطاب جعجع بالأمس هي الحملة الجادّة للقضاء على الفساد والمحاصصة
 

إختار رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يوم الرابع عشر من آذار، ذكرى الانتفاضة المجيدة التي آذنت بانتهاء عهد الوصاية السورية على لبنان لأكثر من ثلاثة عقود، ليُطلق حملته الانتخابية وإعلان أسماء مرشّحي القوات للانتخابات النيابية القادمة، ويُلقي خطاباً وطنياً جامعاً قلّما سمعناهُ منذ انتهاء فصول الحرب الأهلية اللبنانية لأكثر من عقدين من الزمن.

إقرأ أيضًا: أولى نتائج الانتخابات النيابية ...خسارة السنيورة مقعده النيابي وفوزه بمقعد شعبي
نقول خطاب وطني، لأنّه ابتدأ من تأكيد سيادة الدولة على أراضيها بقُواها المسلّحة وحدها، وتأكيد حيادية لبنان عن صراعات المنطقة، وتجذير العيش المشترك بين المكونات الوطنية للتّمهيد لقيام الدولة الواحدة والمُوحّدة، إلاّ أنّ أهمّ ما ميّز خطاب جعجع بالأمس هي الحملة الجادّة للقضاء على الفساد والمحاصصة والصفقات المشبوهة (بواخر الكهرباء مثالاً)، وتعطيل عمل المؤسسات الرقابية ونهب المال العام، وإهمال مصالح المواطنين مقابل الاهتمام بالمحسوبيات والخدمات الانتخابية، وإذ رأى جعجع في الاستحقاق الانتخابي القادم بقعة ضوءٍ لخلاص المواطنين من الممثلين الفاسدين، ألحّ في أكثر من مناشدة للناخبين بضرورة اختيار مرشحي القوات للندوة البرلمانية، تمهيداً لقيام دولة المؤسسات والخدمات والحدّ الأدنى من مقومات الحياة الكريمة والاستقرار السياسي والاجتماعي.

إقرأ أيضًا: مصائب اللبنانيين تتعاظم بعد الفساد السياسي.. وهّاب يُحقّر القضاء المستضعف
غمز جعجع في ملفات الفساد من أقرب المقرّبين إليه (التيار الوطني الحر)، والذين يُصرّون في بعض الملفات (الكهرباء تحديداً) على عقد الصفقات المشبوهة، ويُخيّروننا بين البواخر والظلام، لنقول لهم بأنّنا غير مجبرين على خياراتكم "اللعينة" ، وإنّكم تعملون لغايةٍ في نفس يعقوب أو يعاقبة، وعندها قد نتحول إلى "نساطرة" للحدّ من غلوائكم وفسادكم.