شهد لبنان اليوم على حدث استثنائي تمثل بولادة 6 أطفال توائم بصحة جيدة. حالة نادرة وعالمية، لكنها حصلت فعلاً حيث شهد مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي على الولادة ومتابعتها من الألف الى الياء بكل تفاصيلها.  

لم يخطط هذا الثنائي اللبناني لحمل خامس، فهما أم وأب لاربعة أولاد. لذلك كان خبر هذا الحمل بمثابة صدمة لكليهما. ولكن المفاجأة الأكبر تمثلت بأنها حامل بستة أطفال دفعة واحدة. هنا امتزجت المشاعر بالفرح والغرابة والخوف والعجب خصوصاً أنها لم تخضع لأي علاج أو تلقيح اصطناعي. لذا تمحور الهدف الأوحد للزوجين حول صحة الأم وقدرتها على أن تحمل كل هذه الأجنة بسلامة، لكون الحمل بأكثر من جنين واحد يزيد من خطر الولادة المبكرة وما يرافق ذلك من تداعيات ومضاعفات علماً أن هذه الام قد أنجبت ثلاث مرات بعمليات قيصرية. 

توبعت الحالة بشكل حثيث ودقيق لمعالجة وتفادي المضاعفات التي قد تواجه الام والأجنة، وقد تقرر إجراء العملية اليوم في الشهر السابع من الحمل نظراً إلى عدة أسباب منها النوبات المتكررة من الطلق المبكر وعدد الجراحات القيصرية السابقة. وتكللت العملية بالنجاح والأطفال الستة بحالة مستقرة. 3 فتيان و3 فتيات انضموا إلى العائلة الكبرى في 13 اذار 2018 لكنهم سوف يمضون اسابيع عدة في قسم حديثي الولادة لتخطي مخاطر وعواقب الولادة المبكرة. 

تحدٍ كبير... لقد نجحنا  

وفي هذا الصدد، أكد الطبيب النسائي في التوليد في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي الدكتور نديم الحجل ان "هذه الحالة نادرة، ففي العالم هناك 4-5 حالات لكن هذه المرة الاولى التي نشهد مثلها في لبنان. كان التحدي كبيراً، لا سيما ان المرأة خضعت مسبقاً لعمليات قيصرية. هذا انجاز طبي ان يولد 6 اطفال توائم بصحة جيدة وكذلك الأم، هم اليوم في قسم حديثي الولادة لمتابعتهم بسبب الولادة المبكرة حالهم كحال اي طفل ولد قبل اوانه".

لا يخفي الحجل انها كانت حالة صعبة ودقيقة، لأن الخوف يكمن في ان فتح الرحم بسبب الجروح القيصرية السابقة وخروج الأجنة الى بطن الوالدة ما يهدد حياتهم وحياة الأم. لقد تابعنا الحالة منذ البداية ولم نغفل عنها ليل نهار ونجحنا في استكمال الشهور السبعة وصولاً الى الولادة الناجحة. اليوم حالة الأم جيدة وكذلك الأطفال وهذا انجاز طبي للبنان".

كل ذلك جعل الأبوين ومستشفى القديس جاورجيوس الجامعي عامة وقسم التوليد خصوصاً والدكتور نديم الحجل ولبنان فخورين بهذا الانجاز العالمي.  

الأب

في حين عبّر والد الاطفال الستة يوسف فضل الله لـ"النهار" عن فرحته من دون ان يخفي قلقه وخوفه من الواقع الذي ينتظره. لم يكن بوارد انجاب المزيد من الأطفال، "لكن الله اراد ان يرزقنا بنعمة، وتقبلناها كما هي. لقد سمعنا كلاما كثيرا، بعضهم قال لنا ان نختار طفلا وليس جميعهم، لكننا رفضنا ذلك. وبرغم من الألم صبرت زوجتي حتى النهاية وتم متابعتها بمهنية عالية. اكثر من شهر ونصف الشهر في المستشفى لمراقبة وضعها الى حين الولادة. هي اليوم بصحة جيدة وكذلك الاطفال الستة، الحمدلله".

وتابع: "اصبحت المسؤولية كبيرة، ولكن بالنهاية الاتكال ع الله، هو يلي رزق وهو يلي رح يدبر الامور". اليوم تكفلت وزارة الصحة في تقديم المساعدة المالية في شأن تكلفة الكوفوز في المستشفى. بالنهاية اصبحت عائلتي مؤلفة من 10 اولاد، لو كنا في الخارج لكان الامر مختلفا، لكن نحن في لبنان...ما فيي قول الا متل ما الله بريد".